جستين غينغلر: سفراء للإيجار

2014-04-23 - 8:16 م

جستين غينغلر، موقع الدين والسياسة في البحرين
ترجمة: مرآة البحرين

بناءً على التقييم السلبي الأخير لوزارة الخارجية فيما يتعلق بالسفير الأميركي الحالي في البحرين توماس كراجيسكي، فإن هذا التقييم لم يعزز بالطبع فقط وجهات نظر عدد كبير من البحرينيين، بل إنه ربما ليس من المدهش أن يكون فرصة سانحة لمبعوث أمريكي سابق للقفز مرة أخرى إلى مسرح الدبلوماسية -- وربما جني بعض المال لشركته الاستشارية. تمامًا كما لا يزال الرئيس كلينتون شخصية محبوبة بين الأمريكيين العاديين (وبالتأكيد العرب) أكثر من بوش أو أوباما، للدور الذي مثله في خلق اقتصاد قوي وأمن نسبي، فكذلك أيضًا السفير السابق آدم إيرلي الذي يبدو بأنه لعب دورًا في الدبلوماسية والجغرافيا السياسية في فترة ما قبل الربيع العربي.

كان إيرلي، وهو نائب رئيس شركة العلاقات العامة ماركري في واشنطن، الأسبوع الماضي في جولة في قطر، حيث أبدى وجهة نظر حول ما وصفه، مستخدمًا التورية، بأنه " خلاف عائلي" بين الدول الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي. وفي حين بدا أنه يتجنب الانتقاد العلني، لم يكن إيرلي بعيدًا عن الموقف السعودي في تسليط الضوء على السياسة الخارجية "غير القابلة للتجديد" لدولة قطر. حيث أوردت صحيفة غولف تايمز قوله إنه،"لا تستطيع أي دولة في اقتصاد عالمي متكامل أن تستمر لوحدها" وإنه "في عام 2002، توقفت المملكة العربية السعودية عن إرسال المجاميع التي نحتاجها في تصنيع الإسمنت إلى قطر." وإنه، "ماذا لو فعلوا ذلك اليوم؟ وكيف يؤثر ذلك على البنى التحتية الجارية حاليًا والتي تقدر بعدة مليارات من الدولارات؟ سوف يكون ذلك مثل قطع المياه أو الكهرباء".

وكان إيرلي قد خلص في مقابلة منفصلة إلى أنه، على قطر أن تسلك نهجًا استباقيًا في الدفاع عن سمعتها ويجب أن تكون مقنعة في تقديم تفسير إلى شعبها حول الأفكار الكامنة وراء سياستها وأن تضع قاعدة لنفسها للرد على المنتقدين.

لو أنه كان هناك سياسي مخضرم واحد في المنطقة ذو خبرة تربطه علاقات وثيقة مع دول الجوار وكذلك مع واشنطن! لكن، في الواقع، لا يحتاج المرء حتى للاعتماد على هكذا تلميحات، حيث يشير مقال في الغولف تايمز بشكل صريح أن إيرلي "قال بأن شركته ميركوري (للعلاقات العامة) يمكن أن تساعد قطر على تحسين صورتها في الولايات المتحدة".

لاحظ إيرلي أن، "وجود شبكة تلفزيون الجزيرة أمريكا لم يكن كافيًا لبناء صورة إيجابية"

وأضاف: "أعتقد أن قناة الجزيرة أمريكا لديها مستقبل كبير في الولايات المتحدة لكن عليها أن تتغلب على بعض المواقف السلبية المترسخة للحصول على جمهور".

يا إلهي، يا له من رجل مفيد وغير وصولي!

فبعد أن أوضح إيرلي حاجة القطريين المحتملة له، قفز إلى موضوع آخر حول "الخلاف العائلي" لدول مجلس التعاون الخليجي. وكما تشير الصفحة الأولى لصحيفة غولف ديلي نيوز اليوم، فإن إيرلي أوضح بأسلوب مختلف بعض الشيء أنه "ليس من محبي سياسة الولايات المتحدة الحالية تجاه البحرين"، موضحًا أن إدارة أوباما تستخدم مع البحرين، بعد اضطرابات عام 2011، الأسلوب ذاته الذي استخدمته مع مصر. أنظري يا قطر هذه هي أنواع المصطلحات العامية الأمريكية الشديدة اللهجة التي يمكنك توقعها عندما تتعاونين مع إيرلي وميركوري.

لا بأس، بطبيعة الحال، كان إيرلي سفيرًا في البحرين حتى حزيران/يونيو 2011، وربما كان له يد في صياغة الاستجابة الخاطئة للولايات المتحدة تجاه الانتفاضة التي ينتقدها، بما أنه ليس هناك فرق ملحوظ بين "سياسة الولايات المتحدة تجاه البحرين في الوقت الراهن"، وسياستها عندما كان يشغل منصب سفير هناك.

وفي حال لم يكن لديكم بعد معرفة كاملة حول التعابير الأمريكية، فقد نُقل عن إيرلي المزيد، إن السبب الذي أعتقد أننا من أجله انسحبنا من مصر هو أننا تخلينا عن حسني مبارك بطريقة غير لائقة نهائيًا.

لا أعتقد أننا نفعل ذلك مع آل خليفة ولا أعتقد أننا سنفعل ذلك معهم.
ولكن اسمحوا لي أن أكون واضحًا، لو كنت من آل خليفة سوف أسأل نفسي " أين هو صديقي في وقت الحاجة؟ "
نحن [ الولايات المتحدة ] تخلينا عنهم دائمًا في العلن من دون أي سبب ومن دون أي مبرر.

رغم إن تصريحات إيرلي تتناول ربما حيثية واحدة على الأقل إلا أن ميزان العنف في البحرين بين القوات الحكومية والقوات المناهضة لها يختلف كثيرًا اليوم عما كان عليه في شباط/فبراير 2011 - ومن الصعب على صناع السياسة الأمريكية تجاهل هذه الحقيقة بالتغطية المستمرة طوال الوقت حول تواصل الإصلاح في قوات الأمن.

مؤخرًا، أرسلت مجموعة موالية للحكومة تدعى سيتيزنز فور بحرين (citizens for Bahrain)، والتي لن أتفاجأ إذا علمت بأنها نتاج شركة ميركوري نفسها نظرًا لانكليزيتها الأمريكية الطليقة وانتاجها المذهل، مقالًا مزعجًا (spam) إلى بريدي الالكتروني بعنوان "عام على شهداء البحرين: 0 متظاهر و 6 شرطيين." الخدعة هي أنه، وفقًا لاحصاءات الوفاق نفسها حول الوفيات، بين نيسان/أبريل 2013 ونيسان/أبريل 2014 انخفض عدد قتلى شرطة مكافحة الشغب. (تجاهلت هذه الجماعة عدد قتلى المتظاهرين باعتبار أنه لا أساس له أو أنه حدث عند مشاركتهم في العنف).

مهما كانت النسبة دقيقة، من الواضح أن الهجمات شبه اليومية على شرطة مكافحة الشغب هي التي تهيمن على عناوين الصحف اليوم حول البحرين، بدلًا من التغطية المستمرة (والمملة من وجهة نظر وسائل الإعلام) للركود السياسي أو القمع. وبدا أن تغطية سباق الفورمولا 1 لهذا العام، على سبيل المثال، كانت هذا العام أكثر مما كان عليه في السنوات السابقة. أعتقد أن الضم الجزئي لبلدان أوروبا الشرقية لا يضر أيضًا.

من وجهة نظر الدولة، بطبيعة الحال، هذه أخبار مرحب بها كلها. وإذا كان الثمن المؤسف له هو حياة عدد من عناصر قوات الأمن غير الوطنيين إلى حد كبير، فإن هذه هي اللعبة السياسية. في الواقع، قبل شهر واحد فقط كان الملك حمد في باكستان في أول زيارة لزعيم بحريني منذ 40 عامًا، لمناقشة "سبل زيادة تصدير القوى العاملة الباكستانية إلى البحرين" من بين قضايا أخرى.

إن الضحية الأخرى لضحايا التركيز الحالي على عنف المعارضة هي التغطية الإعلامية لقصة مقنعة أخرى الأسبوع الماضي، والتي هي النهاية المتوقعة إن لم نقل المبكرة لمحاولة برلمانية في استجواب وزير المالية بشأن مخالفات مالية مزعومة. وكانت هذه المحاولة لتكون أول استجواب علني من قبل النواب منذ استصلاح البرلمان عام 2002، إلا أنها تلاشت بعد أسبوع على الإعلان بأنها "باطلة" بسبب إجراء تقني. وعلى حد تعبير أحد أعضاء البرلمان، "كنا في طريقنا لصنع التاريخ ولكن يبدو أن التاريخ يجب أن ينتظر لأن الحكومة تمكنت، كالعادة، من الحصول على حكم لصالحها من ما يسمى هيئة مستقلة." ومن غير الواضح، حتى الآن على الأقل، كيف ساهم فشل سياسة الولايات المتحدة تجاه البحرين في الوصول إلى هذه النتيجة.

تحديث: أصدرت البحرين ووتش مؤخرًا مقالاً يتناول عقود وعلاقات شركات العلاقات العامة في البحرين وهذا المقال هو الثاني بعد تقريرها الأول حول شركات العلاقات العامة منذ آب/أغسطس 2012. وكان من بين النقاط المذكورة في البيان الصحفي النقطة التالية ذات الصلة بهذه المدونة:

وظفت الشركة الأمريكية ميركوري بابلك أفرز (ميركوري للعلاقات العامة) السفير السابق للولايات المتحدة في البحرين، آدم إيرلي، في أيلول/سبتمبر 2013. وبعد ذلك بفترة قصيرة، رافق المدير العام للشركة، موريس ريد، إيرلي في "جولة استماع" في البحرين ودول أخرى في الشرق الأوسط. وبعد جولته انتقد إيرلي الفشل المتصور لحكومة الولايات المتحدة في تقديم الدعم الكامل لحكومة البحرين. وأكد إيرلي انتقاده في مقابلة أجريت معه مؤخرًا. أوردت صحيفة غولف ديلي نيوز أن ريد كان "متورطًا بشدة في تعزيز الروابط التجارية بين الولايات المتحدة والشرق الأوسط بما في ذلك البحرين". وكان ريد يشغل منصب مدير شركة BGR غروب للعلاقات العامة في واشنطن، والتي تعاقدت مع حكومة البحرين.


16 نيسان/أبريل2014

النص الاصلي

 


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus