(الركمجي) عبدالعزيز الأشراف

2011-07-30 - 8:48 ص



مرآة البحرين (خاص):
يمثل رئيس قناة البحرين الرياضية عبدالعزيز الأشراف، صورة نموذجية للانتهازية الفجة، رجل لا يتردد في منح ولاءه لأي موجة قادرة على رفعه ولو قليلا، أنها مرحلة "الركمجة" بجدارة! راكبو الأمواج، هم الانتهازيون الذين أفرزتهم فترة السلامة الوطنية "الطوارىء"، و"قبضة المشير" وسلسلة البحث عن فضيحة على شاشات تلفزيون البحرين، وكان عبدالعزيز الأشراف أحد "الركمجية" المثابرين، في مرحلة محتقنة من عمر الوطن فتحت شهية الشوفينيين للانتقام على آخرها..! 

عبدالعزيز الأشرف الذي مازال حتى اليوم لا يعرف "الألف" من "كوز الذرة" سواء في الإعلام أو الرياضة، تنقل بفضل ميوله "الركمجية" من منصب لآخر حتى قبض على عنق قناة البحرين الرياضية بفضل ولائه المطلق لرئيس شئون الإعلام فواز بن محمد المهووس باسمه، كهوس الطاؤوس بريشه، هنا تتلاقى الطباع والمصالح، فيكون الناتج خلطة من  الدسائس والمؤامرات. 

برز اسم الأشراف بقوة منذ الأيام الأولى لتطبيق قانون السلامة الوطنية، مع تحول تلفزيون البحرين إلى ساحة مفتوحة لمحاكمات صريحة طالت العديد من شخصيات، ومع مسئوليته كرئيس للقناة الرياضية لم يتخلف عن الركب، بحثا عن موجة جديدة تنقله إلى حيث يتزايد طموحه في أن يكون شيئا في سلطة تكافىء بجدارة كل المنافحين عنها بالعطايا والمناصب! 

الرجل الانتهازي الذي نقل ولاءه من سيده سلمان بن إبراهيم رئيس اتحاد الكرة إلى سيده الحالي فواز بن محمد، تولى سابقا مهام إدارة منتخب البحرين الأول لكرة القدم، كان أحد الطهاة الفاعلين في طبخة استهداف الرياضيين خصوصا مع نجاحه في ابتزاز النجمين علاء حبيل ومحمد سيد عدنان للمشاركة الهاتفية في برنامج سوالف رياضية وفشل محاولته مع النجم حسن السيد عيسى "حمامة"*.

قبل الرابع عشر من فبراير الماضي، لم يكن العديد من أبناء البحرين، ألفوا الاسم، ربما أعداد قليلة من رياضيين تعرفه بحكم تسلمه في مرحلة من المراحل إدارة المنتخب الوطني، لكنه بات اليوم أحد أكثر المتورطين في جريمة تدمير الرياضة البحرينية عن سابق إصرار وترصد!

عبدالعزيز الأشراف المعروف بطباعه الانتهازية، يملك في داخله رغبة جامحة في الارتقاء إلى أعلى المناصب، حتى وإن كان ذلك على حساب آلام الآخرين وجراحاتهم، ويكفي للاستدلال على ذلك قربه الشديد من رئيس شئون الإعلام فواز بن محمد في مرحلتين، أواخر عمله في المؤسسة العامة للشباب والرياضة وانتقاله لشئون الإعلام.
 
جاءت انطلاقة الأشراف مع انطلاق مشروع معاق للدمج، نفذته المؤسسة العامة للشباب الرياضة التي كان يرأسها آنذاك فواز بن محمد في السنوات الأولى من العقد الأول للألفية الثانية، وتحديدا ما بين العامين 2003 و2004 عندما تم الدمج بين الزلاق حيث ينتمي ونادي الرفاع الغربي في كيان جديد هو نادي الرفاع.

تبوأ الأشراف مهام أمين السر العام في نادي الرفاع، وسرعان ما اكتشف المحيطون به ميله للتفرد بالقرارات وحرصه الشديد على لعب دور البطولة وفقا لقاعدة عرض الرجل الأوحد أو "ون مان شو"، حيث تزايدت الخلافات، ولم يلبث الرجل الانتهازي أن قدم نفسه كأحد الأسماء في قائمة ترشح سلمان بن إبراهيم لمجلس إدارة اتحاد كرة القدم. 

الانتهازية التي هي إحدى مكونات دم عبدالعزيز الأشراف، دفعته إلى القيام بدور المخبر لسيد جديد وعده بالمن والسلوى، فكانت القناة التي تنقل كل ما يدور داخل أروقة اتحاد كرة القدم البحريني إلى رئيس المؤسسة العامة للشباب والرياضة فواز بن محمد، وقتها كانت تفوح رائحة خلاف كبير بين فواز وسلمان بن إبراهيم، وهو ما اقتنصه الأشراف لصالحه بصورة لم تكن خافية على أحد. 

الولاء يختصر في البحرين في بعض الأفراد النافذين لا للوطن ولا لمؤسساته، هذا ما أدركه عبدالعزيز الأشراف، فحصل على مكافأة مباشرة بتبوؤ منصب مدير منتخب البحرين بأمر مباشر من فواز بن محمد الذي كان يعتبر المنتخب ابنه الشرعي على خلاف رئيس اتحاد الكرة سلمان بن إبراهيم البعيد تماما عن اللاعبين. 

رعونة الأشراف ظهرت للناس أول مرة في شكل تصريح مثير باتهامه أحد حكام مباراة خاضها منتخب البحرين في دورة كأس الخليج العربي في الإمارات بأنه مخمور أو كما عبر عنها بلهجته العامية : "الحكم ماعطها"، ويقصد أن حكم المباراة قاد المباراة تحت تأثير الإفراط في شرب الكحوليات. 

تصريح كهذا تلقفته الصحافة الرياضية في البحرين، وبات الأشراف معها رفيق كلمته "ماعطها"، حتى دارت دوائر الزمن وخرج الأشراف من المنتخب الوطني ليتحول إلى محلل تلفزيوني في قناة الدوري والكأس القطرية، حيث فجر برعونته مجددا أجواء بطولة رياضية ادعى خلالها أن مدرب منتخب البحرين أنذاك ميلان ماتشالا باع مباراته أمام منتخب الكويت. 

إنها إشارة واضحة لا على تخوين المدرب التشيكي الذي يقود منتخب البحرين فحسب، بل على ضلوع مسئوليين كويتيين في المؤامرة، فالمدرب لا يمكنه أن يبيع من دون وجود مشتري، هي ذاتها الحادثة التي فجرت خلافا وصل إلى المحكمة مع الصحافي الرياضي فيصل هيات الذي طالب الأشراف بأن يعود إلى رياض الأطفال ليتعلم كيف يتكلم، وهذا هو السبب المباشر في المؤامرة التي نفذها الأشراف للزج بالصحفي هيات في غياهب المعتقلات إبان حالة السلامة الوطنية "الطوارىء" حيث الحاكم العسكري له سلطات واسعة لاعتقال من يشاء من دون أي ضمانات للمعتقلين أو فرص عادلة للتحقيق. 

استغل عبدالعزيز الأشراف وجوده مع طاقم التحليل في قناة رياضية تحظى بنسب مشاهدة عالية في تلميع صورة سيده فواز بن محمد والدفاع المستميت عنه كلما جاء اسمه في الكادر، وقتها كتب الصحافي فيصل هيات مقالا مطولا يؤكد فيه أن الأشراف يبحث عن مصالح شخصية ولابد أنه سينال مكافأة عن دفاعه المفضوح عن السيد الرئيس، وهو ما تحقق على أرض الواقع فعلا بعد نهاية البطولة حيث تبوأ "الركمجي" عبدالعزيز الأشراف منصب مدير إدارة الأندية في المؤسسة العامة للشباب والرياضة. 

خسر فواز بن محمد أبرز صلاحياته في المؤسسة العامة للشباب والرياضة** إثر خلافات نشبت بخصوص ترشحه لمنصب رئيس اللجنة الأولمبية، ومواجهته المباشرة مع نجل الملك ناصر بن حمد، ما أدى إلى سقوطه وسحب أبرز مهام المؤسسة العامة لصالح اللجنة الأولمبية وخصوصا ملف الاتحادات الرياضية، ليتحول منصب رئيس المؤسسة العامة إلى منصب صوري، خالي من أي أهمية.

بعدها تم نقل فواز ليكون رئيسا لشئون الإعلام، ضمن نهج عسكرة الإعلام***، ومعه ينقل الأشراف رئيسا للقناة الرياضية مكافأة جديدة له على إخلاصه وولائه برغم سقطاته الإعلامية المتكررة وعدم امتلاكه أي خبرة سواء في المجال الرياضي أو الإعلامي. كان يمني النفس بالحصول على منصب مدير مكتب رئيس هيئة شئون الإعلام لا رئاسة القناة الرياضية. الأشراف لعب دورا محوريا في بث برامج تلفزيونية رياضية موجهة للشحن الطائفي والتأزيم، وهو ما كان لافتا خلال فترة السلامة الوطنية حيث لا قانون، أبرز تلك البرامج على الإطلاق برنامج "حدث خاص"**** الذي كان أحد المحركات الأساسية للمحاكمات التلفزيونية التي أجراها لنجوم الرياضة البحرينية.    

*أندية الرفاع والمحرق والنجمة على رأس المتآمرين، في ملف استهداف الرياضيين 
**فواز الفاشل: من هيرست وفضائح الرياضة إلى التلفزيون 
*** عسكرة تلفزيون البحرين
**** مرآة البحرين تكشف خبايا مؤامرة استهداف الرياضيين   

التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus