براين دولي: بعد 100 يوم على الحوار

2014-05-02 - 9:00 م

براين دولي، هافينغتون بوست، ذا ورلد بوست

ترجمة : مرآة البحرين

يستطيع المرء أن يفعل الكثير خلال 100 يوم. فقد استغرقت صياغة دستور الولايات المتحدة أقل من 100 يوم وكان الرئيس روزفلت قد قدم 15 نموذجًا تشريعيًا رئيسيًا خلال 100 يوم من تسلمه رئاسة الكونغرس. وألّف دوستويفسكي الرواية الكلاسيكية "المقامر" في 26 يومًا فقط، وسجلت فرقة البيتلز ألبومها الأول في أقل من 24 ساعة، وكان فنسنت فان غوغ يرسم لوحة كل يوم في آخر 70 يومًا من حياته.

و(اليوم) يصادف مرور 100 يوم على لقاء ولي عهد البحرين ببعض رموز المعارضة بهدف إعادة إحياء الحوار السياسي المتداعي. اعتُبر هذا اللقاء تقدمًا جذريًا، وخطوة أولى حاسمة في إنقاذ البحرين من الأزمة السياسية والحقوقية. قالت حكومته إن الأطراف التزمت " بتسريع الحوار"، وأعلنت المعارضة أنها مستعدة لـ "ثلاث جلسات في الأسبوع" في محاولة لإنهاء الجمود السياسي الذي اجتاح هذا البلد منذ حملة القمع العنيفة التي أعقبت الاحتجاجات الديمقراطية الواسعة النطاق التي بدأت في عام 2011 .

عندما انتشر خبر لقاء ولي العهد، قالت حكومة الولايات المتحدة: "ندعو جميع الأطراف لاغتنام هذه الفرصة والمشاركة بشكل بناء في الحوار الرامي إلى تسريع الإصلاحات ..."

ولكن هذا الإصرار الجديد المصرح به بعد اجتماع 15 كانون الثاني/يناير لم يفضِ إلى الكثير. قبل أسبوعين، قال متحدث باسم الحكومة: "لا نزال نعقد المفاوضات الثنائية من أجل تطوير جدول توافقي يستند إلى وجهات النظر المقدمة من جميع الأطراف."

وفي الوقت نفسه، خلال الأشهر الثلاثة التي كانوا يحاولون فيها حل مشكلة إيجاد أجندة، واصلت البحرين انزلاقها نحو مزيد من التقلب والانقسام. واستمرت الاحتجاجات السلمية والعنيفة، وتم اعتقال المئات وقتل عدد من المدنيين ورجال الشرطة أما الرموز السياسية التي يجب إشراكها في هذه المفاوضات، فإنها لا تزال وراء القضبان.

يقول رئيس الوزراء البريطاني السابق هارولد ويلسون، " إن فترة أسبوع هي فترة طويلة في السياسة"، فخلال أسبوع يستطيع المرء أن يكتسب سمعة أو أن يشوه سمعة، يستطيع صناعة التاريخ وإتمام الأعمال. لقد مضى حتى الآن 14 أسبوعًا على لقاء ولي العهد بقادة جمعية الوفاق المعارضة لتحقيق ما وصفه بأنه "إصرار متجدد" على إجراء الحوار. وما رحب به العديد بوصفه خطوة جريئة يبدو أكثر فأكثر كمماطلة، تستطيع الحكومة أن تدعي أنها جدية من دون أن تتحدث إلى جميع الأطراف التي يجب أن تكون في المحادثات، أو حتى من دون أن تتحدث على الإطلاق.

لا تزال الحوارات التجميلية تكسب الوقت للنظام في البحرين وتساعده على تفادي الانتقادات الدولية لسجله في مجال حقوق الإنسان. ولا يزال المسؤولون في حكومة الولايات المتحدة يقولون منذ ما يقرب من ثلاث سنوات، "دعونا نعطي الحوار(ات) الوطني فرصة ". لكننا لا نزال أمام - سلسلة من الحوارات السابقة التي بدأت في تموز/يوليو 2011 والتي فشلت في تحقيق إصلاح حقيقي وانهارت بعد انسحاب أحزاب المعارضة منها بسبب الاستمرار في الانتهاكات، بما في ذلك اعتقال قادة المعارضة. تعطي هذه المبادرات المتغيرة انطباعًا خاطئًا بأنه يتم بذل الجهود لحل المشكلة في حين أن الواقع هو أن البحرين بعيدة عن معالجة مشاكل حقوق الإنسان الأساسية أكثر مما كانت عليه في عام 2011. حتى الآن لم تتم محاسبة أي مسؤول بارز في الحكومة لضلوعه في وفاة أو تعذيب،وقد جاء ذلك مفصلاً في تقارير العديد من المنظمات الدولية غير الحكومية وأيضًا في لجنة التحقيق التي أمر بإنشائها ملك البحرين. لا تزال سجونها المكتظة تأوي أعدادًا كبيرة من السجناء السياسيين، ولا تزال الثقة معدومة بين قوات الأمن وشريحة واسعة من السكان.

إن نظام البحرين مخطئ إذا كان يعتقد بأنه يمكنه أن يلعب لكسب الوقت، وأن الأزمة سوف تحل بطريقة أو بأخرى. حان للولايات المتحدة وحلفاء البحرين الآخرين الضغط من أجل وضع حد للتردد والبدء بمفاوضات حقيقية. ومن دون محادثات حقيقية تشمل القادة السياسيين المسجونين وتعالج مشكلة حقوق الإنسان في البحرين، فإن الأيام الـ 100 المقبلة يمكن أن تكون مؤسفة أكثر من الأيام الـ 100 السابقة.


25نيسان/أبريل2014
النص الأصلي


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus