مستشرق روسي: تبعية دول الخليج لواشنطن مرتفعة جدا وهي تحاول خفضها بالسعي للشراكة مع موسكو

2014-05-06 - 8:14 م

مرآة البحرين: قال المستشرق الروسي ليونيد إيسايف أن "تبعية جميع دول الخليج للقرار الأميركي ما زالت مرتفعة جداً، وبالتالي تحاول هذه الدول الحد من نفوذ واشنطن الكامل عن طريق التماس شركاء جدد، بما في ذلك مع روسيا الاتحادية".

وأوضح إيسايف، في مقابلة مع إذاعة "صوت روسيا"، "هذه الرغبة مفهومة تماماً لأن اعتماد دول على مقدرات دولة ما يجعلها تابعة لها، والحديث هنا لا يدور حول الاقتصاد فقط، ولكن من منظور الأمن القومي أيضاً، ودول الخليج العربية تدرك تماماً هذه الحقيقة".

ولفت إلى "ظهور اتجاهين رئيسيين، الأول هو أن الولايات المتحدة نفسها ببساطة لم تعد تملك القوة الكافية ولا الوسائل التي تتيح لها السيطرة على جميع مناطق نفوذها، حيث بدأت كفة ميزان المشاكل الداخلية تدريجياً تغلب على طموحات السياسة الخارجية لأميركا، والاتجاه الثاني هو أن بلداناً أخرى بدأت بتعزيز مكانتها في الساحة العالمية"، مشيرا إلى الصين "التي تخترق عمق القارتين الآسيوية والأفريقية"، فـ"هنا سيتعين على الأميركيين أن يأخذوا بعين الاعتبار هذه المؤشرات، كما أن روسيا بطبيعة الحال، تعزز من مكانتها في عدد من المناطق عن طريق إبعاد الولايات المتحدة".

بدوره، قال مدير "المركز العربي للدراسات الاجتماعية والسياسية في جنيف" لـ"صوت روسيا": "اليوم دول الخليج تكتشف بأن الولايات المتحدة حليف لا يمكن التعويل عليه استراتيجياً بمعنى أنها قادرة على التخلي عن أكثر الحلفاء صداقة لها، وأكثر الناس خدمة لمصالحها"، مذكّرا بأن "أميركا تخلت عن زين العابدين بن علي، وهو رجلها في تونس، وهي تخلت عن رجلها حسني مبارك، وهو رجلها في مصر".

وأردف "نتذكر جميعاً التسجيل المصور لقائد شرطة دبي ضاحي خلفان يقول فيه للسفير الأميركي: أنتم تتآمرون علينا وتريدون إسقاطنا والإتيان بالإخوان المسلمين إلى الحكم. برغم أن الصورة الأولى للعلاقات بين دول الخليج وأميركا متينة لكن في الحقيقة تشعر هذه الدول أن واشنطن يمكن أن تغدر بها في أي لحظة عندما تجد بأن مصالحها موجودة لدى الطرف الآخر".

وأشار إلى أنه "معروف لدى الدبلوماسية الروسية أنها تتمتع بصفة الوفاء للصديق بمعنى أنها تدعم حلفاءها حتى النهاية/ وهذا ما رأيناه من خلال دعمها لجمال عبد الناصر ودعمت العراق ودعمت ليبيا بشكل أو بآخر ودعمت وتدعم سوريا حتى الآن، وهي جاهزة لتدعم مصر عبد الفتاح السيسي من مبدأ الصداقة القديمة التي كانت تجمع بين البلدين". 


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus