البطل (الحديدي) ناصر بن حمد، تحت طوفة حقوق الإنسان
2014-05-12 - 5:14 ص
مرآة البحرين (خاص): ها هي المحكمة البريطانية تقبل الدعوة القضائية المرفوعة ضد ناصر بن حمد، وقد بدأت أولى جلساتها يوم الجمعة الماضي. ما يُعد إنجازاً حقوقياً جديداً ضد السلطة القمعية والاستبدادية في البحرين.
في مسابقة الرجل الحديدي في برلين، وقف الناشط يوسف الحوري في وجه ناصر بن حمد مخاطبا:"قلت كل من طالب بإسقاط النظام ستسقط عليه طوفة، أنت اليوم تسقط عليك الفضايح". ليست البحرين صغيرة فقط بحيث يمكن لناصر أن يلاحق معارضي أبيه، بل العالم أيضا صغير بيحث يستطيعون ملاحقته.
منذ 2011 والفضائح تلاحق ناصر بن حمد الذي أظهر عداءه وكراهيته وحقده على فئة عريضة من الشعب البحريني تمثل الغالبية السياسية في البلد. ورغم كل الصور التي يحاول أن يشهر نفسه بها كأمير أسطوري وبطل استثنائي: مشاركاته البطولية في السباقات الحديدية وسباقات القدرة ومسابقات الشعر والرسم وتصميم السيارات وصيد الأسماك وووو غيرها الكثير مما يصدح به الإعلام الرسمي ولوحات الشوارع الكبيرة المهنئة والمتملقة، لكن صورة استثنائية أخرى، وبطولة غير مسبوقة للأمراء، يخفيها ناصر بن حمد بين سجلّه الحافل بدعايات البطولات، ولا يظهرها إعلام السلطة، ولا لوحات إعلانات الدعاية في الشوارع، إنها صورة (المعذّب).
لقد مسح ناصر بن حمد، تغريدات الكراهية المسيئة والمتوعدة للرياضيين والمحتجين التي نشرها إبان فترة الطوارئ على صفحته في تويتر، واستحدث تاريخ جديد لبدء حسابه الشخصي بتويتر، ليصبح وكأنه بدء بتاريخ 25 ابريل 2011، لكن صور تغريداته المبتذلة بقت محفوظة عند الناس، وبقى اتصاله لبرنامج الراصد المكارثي في تلفزيون البحرين في 4 ابريل 2011 والذي هدّد فيه الرياضيين وتوعدهم بالملاحقة قائلاً "إن البحرين جزيرة صغيرة" مسجلاً ومحفوظاً، أما قصص تعذيبه للرموز المعتقلين فحاضرة في شهادات العديد منهم، أبرزها شهادات الشيخ المقداد وبرويز.
وكان الحقوقي البارز نبيل رجب أول من كثّف جهوده في 2012، وعمل على إيصال الأدلة والبراهين التي تثبت تورط نجل الملك في انتهاكات الرياضيين، أوصلها إلى المنظمات ووسائل الإعلام في بريطانيا، وذلك من أجل ملاحقته قانونياً كمنتهك أو لمنعه من دخول بريطانيا في أسوأ التقديرات.
الملك بدوره كافأ ابنه (المعذّب) في 19 يونيو 2011 كعادته الملكية في تكريم المعذبين، أصدر أمراً ملكياً بترقيته إلى رتبة عقيد، كما قام بتعيينه قائدًا للحرس الملكي بقوة دفاع البحرين، كما أنه يرأس المجلس الأعلى للشباب والرياضة واللجنة الأولمبية البحرينية.
في إفادة الشيخ المقداد التي كتبها في سجن جو المركزي وألقاها بصوته في قاعة محكمة الاستئناف العليا بتاريخ 22 مايو/ أيار 2012، يقول عن تعذيب ناصر له: "أثناء التحقيق معي وأنا معصوب العينين، ومكبّل اليدين جاءني (ناصر بن حمد ابن ملك البلاد حمد بن عيسى آل خليفة) وسألني هل تعرفني؟ فقلتُ لا لأني كنت معصوب العينين، فقال لي: أنا الذي لم يفصل بيني وبينك إلا الجدار يوم مسيرة الصافرية، وكرر السؤال: هل عرفتني؟ فقلتُ: لا. لأني لم أكن أتوقع أن يكون «ناصر» من ضمن المعذبين، فقال لي بلسانه: معك الأمير ناصر، وأخذ يحقق معي ويسألني عن الشعارات التي كان الناس يرددونها يوم مسيرة الصافرية، فقلتُ له بعضها، فقال: بعدَ، أكمل، حتى قال لي أريد شعار «يسقط…»، فما إن قلتها، فإذا به ينهال علي ضربًا بعنف على الجانب الأيمن من رأسي وأسقطني على الأرض فرفعوني الذين من حولي، ثم ضربني مرة أخرى، وأسقطني وهكذا انهال علي ضربًا وهم معه، وكلما سقطت على الأرض تمّ رفعي وضربي إلى أن سالت الدماء من كل أنحاء جسمي. هذا وقد انكشف جزء من الغطاء الذي على عيني فرأيتُ ناصر بن حمد بعيني أثناء التعذيب في سجن القلعة".
أما جواد برويز، فيقول في إفادته: " كنت ملقىً على الأرض في الممر، سحبوني إلى غرفة التعذيب مرة أخرى معصوب العين ويدي وراء ظهري مصفدة بالأغلال. بدت نبرة الشرطي حينها مختلفة وهو يستعد لاستقبال شخص مهم: الأمير، الأمير وصل"، يكمل "اقترب الصوت متسائلاً: تعرفون من معاكم؟ التزمت الصمت فيما أجاب الصوت الذي بجانبي: لا ما نعرف أنت منو ؟ كان صوت صديقي محمد حبيب المقداد، إذًا هو معي هنا. الصوت: متأكدين ما تعرفون صوتي؟. المقداد: لا ما أعرف صوتك.
عاد يذّكرنا: أنا كان يفصل بيني وبينكم جدار في الصافرية. معاك الأمير ناصر بن حمد. لم نكن لنصدق حتى أمسك رأسينا ورفع ذقنينا إلى الأعلى، لنتمكن من رؤيته من تحت العصابة.
كانت الصدمة كبيرة بالنسبة لنا؟ ماذا يفعل ابن الملك في سرداب القلعة، لم يحدث في التاريخ أن يُشرف ابن ملك بنفسه علي تعذيب معارضيه. حين تأكد بأننا عرفنا شخصيته، سألنا بهدوء: أنتو شاركتوا في مسيرة الصافرية ؟ رد المقداد: نعم. قال ناصر: وشنهو قلتوا من شعارات. رد المقداد: الشعب هو الذي رفع الشعارات. سأله ناصر: طيب وشنو الشعب كان يرفع من شعارات؟ رد المقداد: الشعب يريد إسقاط النظام، وخليفوه شيل ايدك كل الشعب ما يريدك، وأخوان سنة وشيعة هذا الوطن ما يبيعه. سأل ناصر بمكر: لا، فيه شعار أنت تناسيته، إتذكره أحسن لك. لم يطل في الإجابة رد المقداد: يسقط حمد.
ما إن انتهى المقداد من نطق هذا الشعار، أمسك ناصر بن حمد بيديه رأسينا وأطبقهما على بعض، وهو يصرخ: كيف تتجرآن على قول يسقط حمد وأنتم حثالة المجتمع. أخذ يشتم وأمسك بالسوط وبدأ يضربنا ويركلنا في كل مكان حتى أخذه التعب. فصار يستريح ويشرب الماء ثم يعاود التعذيب بادئا بسحب شعرنا ولحانا. لم يشارك معه أحد في تعذيبنا، تركوه يشفي غليله. كان يأمر سجانيه بأن يعلقوا أقدامنا ليضربنا. استمر التعذيب نصف يوم وحتى الفجر.
والآن، بعد أن سقطت طوفة ناصر بن حمد على رأسه فضائح ومحاكمات دولية، ماذا هو فاعل والعالم صغير لا يمكن أن تدلّس فيه الفضائح أو تُخفى؟