المفصولون في سيتي سنتر: لماذا لا أشتري؟ ... لأنني مفصول!

2011-08-07 - 4:25 م





مرآة البحرين (خاص): انتشرت رسائل وتغريدات تدعم حملة (العودة للعمل...حقي) التي يقوم عليها الداعون لاعتصام الأول من رمضان في وزارة العمل، وتناقل المفصولون خبر الفعالية الأولى للحملة، وهي التسوق الافتراضي في مجمع سيتي سنتر.


إعلان الفعالية (اضغط للتكبير)
وعلى صفحة الفيسبوك الخاصة بالحملة، دعا المنظمون جميع المفصولين والموقوفين إلى التجمع في سيتي سنتر يوم غد الاثنين الساعة 9 مساءً قرب محلات زارا، وذلك للتجول بالقرب من المحلات فيما يشبه التسوق، رافعين لافتات تبين أبعاد القضية اقتصادياً وحقوقياً، وتحت شعار (لماذا لا أشتري؟ ... لأنني مفصول!)

وذكّر المنظمون بنجاح اعتصام المفصولين في الأول من رمضان بوزارة العمل، في تصعيد القضية والضغط على الحكومة، وطالبوا الجميع بإنجاح هذه الفعالية كانطلاقة لحملة واسعة ستتخللها فعاليات نوعية عدة، إذ سيعلن قريباً بحسب المنظمين عن فعاليتي أضخم كتاب للسير الذاتية، وعريضة المفصولين.

وحول أهداف الفعالية قال المنظمون إنها لا تهدف إلى إظهار المفصولين كمحرومين أو محتاجين، نحن في الأساس أقوى من الإحساس بالمحرومية أو الحاجة، مؤهلاتنا والكثير من الأمور تسمح لنا بالعمل أينما نشاء لو أردنا ذلك، لكننا لن نترك بلادنا" وأضافوا "نريد أن نظهر للعالم والتجار والبنوك (التي لها فروع في المجمع) والأجانب في مجمع سيتي سنتر: كيف يحاربنا النظام؟"

ولخص إعلان توضيحي على صفحة الحملة في فيسبوك أهدف الفعالية في إعطاء نموذج للطبقة المتوسطة التي استهدفت عمداً بغرض أن تتحول إلى معدمة ومحتاجة، وإظهار مدى تأثير حملة التسريحات الانتقامية العابثة في الاقتصاد والقدرة الشرائية للناس التي تراجعت كثيراً.

كما أكد الإعلان أن الفعالية تريد أن تنبه إلى مدى إمكانية أن تتفاقم المشكلة وتتحول إلى أزمة خطيرة في المجتمع تهدد مصالح التجار واستقرار البلاد، وأن الحكومة لا يعنيها الاقتصاد ولا تكترث به وتستطيع أن تفصل وتوافق على فصل الآلاف دفعة واحدة فقط لأنهم ضد سياستها، مهما كانت نتائج ذلك السلبية على السوق والاقتصاد.

وأضاف الإعلان أن هذه جريمة استهداف منظمة ارتكبت في حق قطاع واسع من العوائل، بقطع أرزاقهم، وأن الفعالية ستحث التجار وأطراف المجتمع الأخرى على تحمل مسئوليتهم الاجتماعية بالضغط على الحكومة لحل الملف ومحاسبة المسئولين عنه ومنع تكرار هذه الانتهاكات الخطيرة.

غسان الشهابي: يوم تجمع المفصولين في وزارة العمل سيحفظ في التاريخ إلى جانب 14 فبراير

غسان الشهابي

من جهته انتقد الكاتب الصحافي غسان الشهابي في مقال بصحيفة البلاد، لجان التحقيق في الوزارات والشركات، وقال إن قسماً كبيراً منها تعتوره الخروقات القانونية، وإنها غير مهنية ولا متخصصة، وربما اعتبرت المفصولين فئران تجارب، كما سخر من رد المؤسسات على هذه الانتقادات وتعذرها بإمكان لجوء المتضررين إلى القضاء.

ووصف الشهابي الذي كان أحد أعمدة تأسيس أشهر جريدتين بحرينيتين مستقلتين (الوسط والوقت)، عمليات التسريح الجماعية بأنها تعطيل للكثير من الطاقات التي وجب انصرافها إلى التعمير والبذل والعطاء، وقال إن الذي حصل إضاعة للوقت والجهد، لجميع الأطراف، وإن العملية ستفشل في النهاية "وسيضعف الطالب والمطلوب، ويشعر المتحمسون بالخذلان واللاجدوى، ويشعر العائدون بالمرارة لما حدث لهم، ويبقى مصطلح "لن نقول: عفا الله عمّا سلف" متبادل بين الطرفين، كلٌّ يقوله من منطلقه!"


وأضاف الشهابي من الخطأ الاعتقاد أن المفصولين سينكفئون على أنفسهم يبكون ما قدّمت أيديهم، وما قادتهم إليه أقدامهم عندما ذهبوا إلى (الدوّار)، أو شاركوا في المسيرات..فلقد بدأت تتكشف لدى العديد منهم صعوبة الوضع الاقتصادي المقبلين عليه في رمضان وما يعقبه من عيد ودخول للمدارس، وهي مواسم لا يقدر على مواجهتها الكثير من الذين هم على رؤوس أعمالهم، فكيف بمن هم تحت وطأة التسريح أو التجميد؟!

وتوقع الكاتب أن تكون للتجمّع الذي قام به المسرّحون في الأول من رمضان، تبعات أخرى إن انطوت الأيام من دون حلول، وإن تم الجلوس على (الحديدة) في الصيف اللاهب. "فلنحفظ هذا التاريخ الذي قد نردده كنقطة مرجعية في أحداث 2011، إلى جانب: 14 فبراير، 17 فبراير، 16 مارس، وما بينهما من تواريخ أقل أو أكثر التماعاً. إذ إن التجمّع الأولي الذي حدث كان بالون اختبار أولي لمدى صبر ولياقة الطرفين، ولكن إن درجت الأيام واستمر الحال، فمن يمكنه ضمان ألا يعيد التاريخ نفسه مجدداً؟!"

ورجع الشهابي بالتاريخ 17 عاماً إلى الوراء، مذكراً بصيف العام 1994، وما حدث فيه من احتجاجات للعاطلين أمام وزارة العمل "بعد أن ضاق بهم الحال، ونشفت منهم العروق، ولم يبق في الوجوه ماء ليراق في طلب الوظائف" ووصف هذه الاحتجاجات بأنها كانت "شرارة اشتعال فترة مظلمة قاسية شهدتها البحرين على كل الأصعدة، وخلفت سمعة سيئة لهذا البلد الصغير، لزم الكثير من الجهد والمبادرات حتى يزال عنها الركام العالمي السيئ الذي حاق بها"

لكنه استدرك بأن مشكلة التاريخ "أننا قليلاً ما نعي ما حدث بالأمس، ونادراً ما نستفيد منه" مذكراً بعبارة لهيجل قال فيها "إننا نتعلم من التاريخ أن المرء لا يستطيع أن يتعلم أي شيء من التاريخ!"

التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus