في اليوم العالمي للتمريض... الدمستاني يقلل من أهمية حل جمعية التمريض وينتقد من خانوا المهنة

2014-05-16 - 5:06 ص

مرآة البحرين (خاص): قلل أمين سر جمعية التمريض البحرينية المعتقل إبراهيم الدمستاني من قرار الحكومة حل جمعيته؛ وقال "إنّ ما تعرّضت له جمعيّتنا من تشميع وتآمر من قبل وزارة الصّحّة ووزارة التّنمية (…) لم ينل منها، "لأن الجمعية ليست مبنى".

وفي الوقت الذي امتدح فيه الممرضين الذين حافظوا على "عطائهم الوطني والمهني وحفاظهم على مبادئ .وأخلاقيّات المهنة"، انتقد الدمستاني في رسالة من داخل سجنه في جو المركزي بمناسبة يوم التمريض العالمي (الاثنين 12 مايو/ أيار 2014) بشدة من قال إنهم خانوا مبادئ المهنة من أجل المناصب

ورأى الدمستاني أن على الرغم مما أسماها "فبركات الإعلام الحكومي الهابط، وحفلة السّبّ والشّتم اليوميّة في الصّحافة الحكوميّة (…) فقد انكشف الفشل الذّريع لهذه الحكومة ويجد المتّبع لتقارير الإدانات الدّوليّة للملفّ الحقوقي والأمني والسّياسة القمعيّة والتّميّز والاستهداف الطّائفي في البحرين في تصاعد مستمرّ خصوصاً من الدّول الكبرى التّي تُعتَبر من حلفاء وأصدقاء النّظام في البحرين... وفيما يلي نص الرسالة كاملا:

بيان من خلف القضبان بمناسبة "يوم التّمريض العالمي 12 مايو 2014"

في اليوم العالمي للتّمريض... ومن خلف القضبان... أقف منبهراً وبإعجاب منقطع النّظير لإخلاصكم وعطائكم الّذي لا ينضُب... أجد الفكر حائراً، والقلب متردّداً، والقلم خجلاً! ما عساني أكتب لكم يا شرفاء المهنة الإنسانيّة، ويا ملائكة الرّحمة المخلصين لمبادئكم الإنسانيّة والمهنيّة، ومن أين أبدأ معكم، وماذا أقول؟! ففي هذه المناسبة تستحضرني الذّكريات الرّائعة عندما كنّا نحتفل بكم وبإنجازاتكم وعطائكم في الحفل السّنوي الّذي جرت العادة إقامته بجمعيّة التّمريض البحرينيّة والزّيارات الميدانيّة لأجنحة مستشفى السّلمانيّة تقديراً لكم بقيادة الاستاذة الفاضلة/ رلى الصّفّار الّتي تُعتَبر القدوة الحسنة لملائكة الرّحمة من الطّرز الأوّل والمربّية الحانية على كافّة الممرّضين والممرّضات.

لا أملك شيئاً مقابل ما تتعرّضون له، ولكن لا بدّ من شيء في هذه المناسبة.

1. استخلاصاً للدّروس الّتي تعلّمناها منذ يوم الخميس الأسود ومن خلال مجريات الأحداث على مدار  السنوات الثّلاث الماضية، ومن منطلق الآية الكريمة "وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون" فأمام محضر التّضحيات والعطاء الّتي قدّمها وما زال يقدّمها الممرّضون والممرّضات الشّرفاء وكافّة الكوادر الصّحّيّة والاسعافيّة المخلصة، يتوقّف القلم وينكسر، ويكون اللّسان عاجزاً عن التّوصيف للملاحم الإنسانيّة الّتي أبهرتم بها العالم، خاصّة عندما يكون العطاء متبوعاً بالجراحات والآلام فالممرّضون والمسعفون وكافّة الكوادر الشّريفة لم يكتفوا عطاءاً وتضحية من أجل رعاية المرضى بالمستشفيات والمراكز الصّحّيّة، بل امتدّ عطاؤهم لينقذوا شهيداً سقط هنا، وضمّدوا جراحات مصاب ينزف هناك! متحمّلين بذلك كافّة المخاطر والاعتداءات الوحشيّة من قبل ما يُسَمّون بقوّات حفظ النّظام!!! والجرجرة إلى لجان التّحقيق البوليسيّة بالمستشفيات وأروقة قسم التّحقيقات الجنائيّة والنّيابة العامّة والعسكريّة، مصحوبة بالإهانات والتّعذيب، وكأنّ الكوادر الصّحّيّة عملت الجرم الّذي لا يُغتَفَرَ!!

2. على الرّغم من كلّ تلك الانتهاكات الوحشيّة التي خرجت عن دائرة الإنسانيّة فإنّها لم تثن من عزم وعطاء وتضحيات الصّفوة من ملائكة الرّحمة، غير مكترثين بوخز الأشواك والعذابات والتّنكيل والسّجون! متحمّلين ذلك في سبيل القيم والمبادئ الّتي رسّخها ديننا الحنيف من إغاثة الملهوث وتضميد الجراحات مصداقاً لقول رسول الرّحمة (ص) "من أصبح ولم يهتمّ بأمور المسلمين فليس بمسلم" و"إنّما المسلمون كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضوٌ تداعت له سائر الأعضاء بالسّهر والحمّى".

3. إنّكم بهذا العمل الإنساني النّبيل وتعرّض الكثير منكم للجراحات والآلام الجسديّة والنّفسيّة فلو تبدّل الحال لتكريمكم والإشادة بدوركم "وهذا محالٌ في هذا البلد" على الرّغم من أنّه "حقّ أصيل لكم" أقول جدلاً لو حصل ذلك سواء من قبل الوزارة الخانعة البائسة أو من قبل مؤسّسات المجتمع المدني، فإنّه لن يعادل هذا التّكريم مقدار قطرة من العطاء الجزيل والأجر والثّواب العظيم الّذي أعدّه الباري عزّ وجل لمن أخلص لوجهه الكريم، ولما عادل النّظرة الرّحيمة والرّأفة الرّبّانيّة والعون من الرّحمن الرّحيم لمن تحمّل العذاب والهوان في سبيله عزّ وجلّ وكأنّ لسان حالكم أيّها الإخوة والأخوات الأفاضل يقول "إنّما نخدمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاءاً ولا شكوراً".

4. من الدّروس الّتي يجب أن نخرج بها جميعاً في هذه المناسبة والّتي أودّ تذكير نفسي قبلكم وهي أن من تكون وظيفته وظيفة ملائكيّة رحيمة وهدفه السّير إلى الله، وخاصّة في مثل هذه الظّروف وتقلّبات الأيّام الّتي نعيشها في هذا البلد المطالب بحياة العزّة والكرامة، يحتاج إلى الصّبر والثّبات في كلّ المواقف والظّروف، والوقوف بشموخ وإباء بوجه أعداء الإنسانيّة. فالصّفوة المخلصة والمبدئيّون يتطلّعون إلى مقام العزّة والجمال والجلال، ولا بدّ أن يكونوا مستعدّين لتقديم الغالي والنّفيس في سبيل تأدية التّكليف والواجب لرضى الله قرباناً له عزّ وجلّ، غير عابئين بالنّتائج ولا منتظرين التّكريم المادّي من هنا أو هناك، فما عند الله من التّكريم أجزل وأبقى.

5. أدّ التّأكيد هنا أيّها الإخوة والأخوات على أنّ من النّعم الإلهيّة علينا هو استمرار الحراك على كافّة الأصعدة واستمرار المحنة إلى يومنا هذا، حيث من خلال ذلك سقطت الأقنعة المزيّفة وتبيّنت حقائق الوجوه وانكشفت الأكاذيب والفبركات وشعّ لمعان المعادن الأصيلة والمخلصة في هذا البلد الجريح للعالم أجمع. فعلى الرّغم من فبركات الإعلام الحكومي الهابط، وحفلة السّبّ والشّتم اليوميّة في الصّحافة الحكوميّة، والرّدود المستهجنة من قبل وزارة الدّاخليّة وآخرها على تقرير وزارة الخارجيّة الأميركيّة الموضوعي الموثّق بالأدلّة والبراهين فيما يتعلّق بالملفّ الحقوقي، فقد انكشف الفشل الذّريع لهذه الحكومة من خلال المؤسّسات الحقوقيّة الصّوريّة الّتي سخّرتها لإقناع العالم بهذه الفبركات والمغالطات، حيث يجد المتّبع لتقارير الإدانات الدّوليّة للملفّ الحقوقي والأمني والسّياسة القمعيّة والتّميّز والاستهداف الطّائفي في البحرين في تصاعد مستمرّ خصوصاً من الدّول الكبرى التّي تُعتَبر من حلفاء وأصدقاء النّظام في البحرين "وشهد شاهد من أهلها" وسوف يكون كافّة المعذّبين والشّهداء والجرحى شهوداً على هذه الانتهاكات في يوم عقد محكمة العدل الإلهي الّذي لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلاّ أحصاها.

6. وختاماً أيّها الإخوة والأخوات أعضاء جمعيّة التّمريض، إنّ ما تعرّضت له جمعيّتنا من تشميع وتآمر من قبل وزارة الصّحّة ووزارة التّنمية فإنّني أأكّد لكم أنّ كيان وشموخ الجمعيّة لا يتمثّل في مبنى وأبواب ونوافذ مغلقة، بل شموخ الجمعيّة يتمثّل في مواقفكم وعطائكم الوطني والمهني وحفاظكم على مبادئ وأخلاقيّات المهنة والّتي ميّزتكم عن أولئك الّذين خانوا هذه المبادئ والثّوابت واستهوتهم المناصب فباعوا ضمائرهم على حساب الثّوابت والقيم الإنسانيّة والمهنيّة والأخلاقيّة. والمكسب الحقيقي للجمعيّة وللوطن ولخدمة التّمريض هم أنتم وكافّة الشّرفاء من الكوادر الصّحّيّة، وخير دليل على أنّ هذه المؤامرات على الجمعيّة لم تمنع الأعضاء والممرّضون الشّرفاء بشكل عام من ممارسة دورهم تجاه مبادئ وأخلاقيّات المهنة وتجاه الوطن بكافّة شرائحه.

إخواني وأخواتي الممرّضون والممرّضات،

اسمحوا لي على الإطالة فإنّها زفرات حرجت من قلبٍ أقلّ عملاً وجهداً مقارنةً بجهودكم وعطائكم ومغرم بروحكم ونفسيّاتكم العالية.

ولا يفوتني أن أبعث لكم بخالص التّهاني والتّحيّات والتّبريكات بمناسبة يوم عيدكم "يوم التّمريض العالمي".

كما أبارك لكافّة الأخوة والأخوات الّذين حقّقوا إنجازات أكاديميّة ومهنيّة وتمنّياتي لهم بمستقبل مهنيّ وحياتي زاهر. كما أبارك للممرّضين الشّرفاء في جميع أنحاء العالم.

 

وتقبّلوا منّي أخلص التّحيّات

أخوكم: إبراهيم الدمستاني

سجن جو المركزي

12 مايو 2014


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus