بحريني مجنس عمل بالسفارة الأمريكية في 2002: جمعت معلومات وكتبت تقارير متجنية ولو قلت إن السماء تمطر لحماً لصدقوني

محمد كياني
محمد كياني

2014-05-18 - 6:04 م

مرآة البحرين: قال مواطن بحريني مجنس يحمل اسم محمد كياني، إنه كان يعمل مساعدا سياسيا للسفير الأمريكي في المنامة خلال النصف الثاني من العام 2002، وشارك بشكل مباشر في إعداد تقارير السفارة عن الوضع في البحرين التي وصفها بالقول إنها "كانت تفتقر تماما إلى المصداقية"، وذلك قبل أن يقوم بتقديم استقالته.

وأوضح في حوار مع صحيفة "الجلف ديلي نيوز" الناطقة بلسان رئيس الوزراء البحريني، إنه "قرر الخروج عن صمته الذي تواصل عشر سنوات ليكشف أمورا كثيرة عما يدور في كواليس السفارة والكيفية التي تجمع بها المعلومات والطريقة التي تسلق بها وتطبخ لترفع بعد ذلك إلى الدوائر العليا في واشنطن - وتحديدا وزارة الخارجية الأمريكية".

وزعم كياني (39 عاماً) بأنه قد "أوكلت إليه مهمة جمع المعلومات عن «الواقع» البحريني، كما أنه كان يشارك بشكل مباشر في طبخ هذه التقارير المتجنية عن مملكة البحرين".

وأضاف بأنه "بحكم الدور الذي أوكل إليه فقد كان يعايش كل شيء من الداخل، حيث إنه كان يحضر التجمعات ويشارك في المظاهرات المناهضة للحكومة كما كان يلتقي رموز المعارضة بانتظام ويستقي منهم المعلومات التي تحمل وجهة نظرهم وتعكس أجنداتهم عن الأوضاع السياسية في مملكة البحرين".

وذكر بأنه "بات يشعر بأنه تحول إلى ما يشبه العميل الذي يتجسس على وطنه لحساب السفارة الأمريكية"، مشيراً إلى أن "التقرير الذي أصدرته مؤخرا وزارة الخارجية الأمريكية عن أوضاع حقوق الانسان في مملكة البحرين القشة التي قصمت ظهر البعير وجعلتني أخرج عن صمتي".

وقال كياني "في الحقيقة لم أتفاجأ كثيرا بالتقرير الصادر مؤخرا عن وزارة الخارجية الأمريكية كما أنني لم أصدم كثيرا بما فيه من انحياز وتجني وافتراء"، مضيفا "لقد أعدت وزارة الخارجية الأمريكية هذا التقرير - كعادتها دائما - بالاعتماد على المعلومات والبيانات التي أمدتها بها السفارة الأمريكية في البحرين".

وأضاف "لقد دأبت السفارة الأمريكية على إعداد مثل هذه التقارير التي تستند فيها على معلومات تستقيها من مصادرها دون أن تكلف نفسها عناء تقصيها وتمحيصها والتأكد من شفافيتها ومصداقيتها على أرض الواقع".

وتابع كياني إنه، وبحكم عمله كمساعد سياسي في السفارة الأمريكية فقد "كان على دراية تامة بكم المعلومات الخاطئة التي تصل إلى وزارة الخارجية الأمريكية في واشنطن والتي تستقيها من السفارة التي تحصل عليها عبر «عيونها وآذانها» وفق منهجية تفتقر إلى الدقة والشفافية والمصداقية".

وأشار إلى أنه أدرك "خلال الفترة التي شغل فيها ذلك المنصب أن السفارة الأمريكية تعاني من مشكلة جوهرية تتمثل في «الانحياز المؤسساتي» الفاضح لصالح المعارضة ورموزها وهو ما يفسر الخلل الكبير والاصطفاف الواضح الذي يطغى على التقارير التي تزود بها الدوائر العليا في واشنطن -وفي مقدمتها وزارة الخارجية الأمريكية".

وذكر كياني "على سبيل المثال كيف أن السفير السابق لدى مملكة البحرين رونالد نيومان كان يستقي أغلب المعلومات المتعلقة بالأوضاع السياسية الداخلية في مملكة البحرين من الملحق الذي كان يعمل معه والذي كان يحصل عليها بدورها بشكل كامل من مساعده السياسي".

وقال "تحرص السفارة الأمريكية على تعيين موظف بحريني في منصب المساعد السياسي علما أن مهمته الأساسية تكاد تنحصر في متابعة وسائل الاعلام باللغة العربية. لذلك فإن هذا الشخص يستطيع أن ينقل كمًّا كبيرا من المعلومات التي تعكس أجندة معينة ورؤية طرف سياسي بحريني بعينه، الأمر الذي يجعله يلعب دورا مؤثرا في تشكيل الموقف الرسمي للادارة الأمريكية ورؤيتها للأوضاع السياسية في مملكة البحرين بما يمدها به من معلومات ومعطيات مثيرة للجدل".

وأضاف "ينص البروتوكول المعمول به في داخل أسوار السفارة الأمريكية في المنامة على أن يتولى المساعد السياسي المنتدب محليا بالضرورة مهمة متابعة ما تقوله كل وسائل الاعلام المحلية".

وأوضح "تتمثل مهمة هذا المساعد السياسي المحلي في مطالعة كل الصحف على أن يبدأ أولا بصحيفة الوسط - بناء على أوامر عليا صادرة إليه - ثم يوثق المعلومات المتعلقة بالأوضاع السياسية الداخلية في مملكة البحرين أو أي موضوع آخر يتعلق بالولايات المتحدة الأمريكية أو بطبيعة السياسات التي تنتهجها الإدارة الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط".

وقال كياني إن "ما كان يقدمه من تحليل وقراءة للأحداث الداخلية في مملكة البحرين لا يقلان أهمية عما كان يقوم به الملحق، حيث إنه كان يدون الملاحظات التي تحدد الكيفية التي يجمع بها المعلومات ويوثقها قبل أن يرفعها إلى رؤسائه في العمل".

وأضاف "لقد وصل الأمر إلى حد أصبحت معه مقتنعا بأنني لو قلت له إن السماء مغيمة وأنها قد تمطر كريات من اللحم لوقف الملحق على الأرجح في الساحة وهو يمسك بالشوكة والسكين"، مضيفا أنه "قد تحول بحكم طبيعة المهمة التي كان يقوم بها إلى ما يشبه المحرار الذي تستخدمه السفارة الأمريكية في «فهم» كل الأحداث السياسية التي تشهدها مملكة البحرين".

وتابع بأن "مهمته تشمل العديد من الأمور - من مراقبة سير الانتخابات إلى حضور تجمعات المعارضة حتى أنه بات يشعر بأنه تحول إلى دليل سياحي فيما كان ملحق السفارة بمثابة السائح الذي يستعان به في كل شيء لكن وفق رؤية وأجندة معينة".

وقال "لا يتطلب الأمر رسوخا في العلم كي ندرك أنه إذا كان المساعد السياسي يحمل أفكارا مناهضة لحكومة مملكة البحرين ويميل إلى الأجندة التي تروج لها الطائفة التي ينتمي إليها فإن تقاريره ستفتقر إلى المصداقية والموضوعية ويغلب عليها الانحياز والأحكام المسبقة ضد الحكومة".

وأشار إلى إنه "عندما يحين موعد وضع التقرير السنوي المتعلق بأوضاع حقوق الانسان في مملكة البحرين فإن رؤساءه في السفارة الأمريكية يشددون على ضرورة إجراء لقاءت مع ما يسمى «السجناء السياسيون» والتركيز خاصة على إعطاء مساحة كبيرة لآراء المعارضة وإبراز أفكارها وأطروحاتها. لا غرابة أن مختلف التقارير التي تصدر عن وزارة الخارجية الأمريكية وترصد أوضاع حقوق الانسان في مملكة البحرين تكون منحازة بشكل فاضح و«مثقلة بآراء أفكار المعارضة»"، وفق تعبيره.

ورأى أنه "من وجهة نظر حيادية فإنه لو كانت السفارة الأمريكية قد عينت بحرينيا من الطائفة السنية في هذا المنصب لربما كان قد فعل نفس الشيء وقام بذات الدور ولكان التقرير من قبيل العمل الدوري الروتيني".

وقال كياني إنه "فضل مغادرة السفارة الأمريكية بعد أشهر فقط من توليه وظيفته"، لافتاً إلى إن "السبب الجوهري الذي جعله يتخذ ذلك القرار هو أنه لم يكن مرتاحا في عمله نظرا لطبيعة العمل الذي كان يطلب منه القيام به والدور الذي كان يؤديه والذي أشعره بأنه أصبح بمثابة «العميل الذي يتجسس على وطنه وأبناء شعبه»".

وأضاف "لقد أصبحت أشعر بأن خيطا رفيعا بات يفصلني عن خيانة الوطن بحكم الدور الذي كنت أقوم به والمهمة المنوطة بعهدتي"، وفق تعبيره.

 


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus