الطفل الشهيد سيد محمود يشيّع إلى مثواه الأخير عصر اليوم وسط تعزيزات أمنية ضخمة في "سترة"

سيد محمود محسن
سيد محمود محسن

2014-05-24 - 5:21 م

مرآة البحرين(خاص): دعت عائلة الطفل الشهيد سيد محمود محسن (14 عاما) الجماهير إلى المشاركة الحاشدة في تشييعه عصر اليوم بجزيرة "سترة" شرقي العاصمة البحرينية المنامة.

وقالت العائلة في بيان "بعزة وكرامة وفخر، ننعى لجماهير شعب البحرين الصامد شهيد الوطن ابننا الطفل السيد محمود السيد محسن الذي قتل ظلما وغدرا في سبيل المطالب المشروعة لشعب البحرين العظيم"، وأضافت "ونعلن لعموم أبناء الشعب أنه سيتم تشييع الشهيد الغالي الساعة الرابعة عصرا يوم السبت الموافق 24 مايو/أيار من مقبرة واديان بجزيرة سترة الصامدة إلى روضة الشهداء بمقبرة الخارجية.. المجد والخلود لشهدائنا الأبرار والحرية لجميع أسرانا".

وقتل السيد محمود يوم الأربعاء الماضي 21 مايو/أيار 2014 خلال مشاركته في مراسم ختام عزاء الشهيد علي فيصل (19 عاما) الذي قتل هو الآخر في ظروف غامضة في 16 مايو/أيار 2014، بعد أن كان مطاردا من سلطات الأمن. وارتفعت حصيلة الشهداء إلى 3 في شهر واحد، منذ استشهاد الشاب عبد العزيز العبّار (27 عاما) في 18 أبريل/نيسان، بعد أن أصيب برصاص قوات النظام خلال مشاركته في ختام عزاء الإعلامي سيد علي الموسوي بقرية سار في 20 فبراير/شباط 2014.

وقال شهود عيان إن مدرّعات الأمن تغلغلت في أحياء سترة الأربعاء الماضي وسط تحليق مكثّف ومنخفض جدا لطائرة الهيليكوبتر، ورووا أن المدرّعة تعمّدت مهاجمة الشبّان المشاركين في المسيرة الاحتجاجية بشكل مباشر، وأن عناصر الأمن نزلوا من المدرّعات بشكل مباغت وأطلقوا رصاص الشوزن بكثافة تجاه المتظاهرين. وقال الشهود إن الطفل شوهد وهو ملقى على الأرض بعد أن أصابته عناصر المرتزقة برصاصها وتركته ينازع الموت.

وأظهر فيديو مصوّر اللحظات الأخيرة للطفل الشهيد وهو ينقل بسيارة إلى مركز سترة الصحي في محاولة يائسة لإنقاذه، وأثار الفيديو ضجة وغضبا واسعا في الشارع البحريني، وانتشر على نطاق واسع لتتجاوز عدد مشاهداته 100 ألف مشاهدة خلال 4 أيام.

كما أظهر فيديو آخر انتحاب والد الشهيد سيد محمود لدى وصوله لرؤية طفله ممددا على فراش الموت في المركز الصحي. 

وكانت سترة قد تعرّضت لهجوم منظّم من قوات الأمن يوم الأربعاء الماضي لقمع احتجاجات مناوئة للنظام، وأظهر فيديو مصوّر انتشار كثيفا لعناصر المرتزقة وسط الأحياء السكنية وهم يلاحقون المحتجين، مدعومين بآليات ومدرّعات أمنية جابت الأحياء مطلقة قنابل الغاز ورصاص الشوزن الانشطاري من مسافات قريبة على المحتجين وداخل المنازل، ما أدّى إلى مواجهات ضخمة

وأظهرت صور الأشعة التي أخذت للطفل الشهيد سيد محمود انتشار عدد هائل من شظايا رصاص الشوزن الانشطاري في كل الجزء الأعلى من جسمه، ونقل مركز البحرين لحقوق الإنسان عن الطبيب الذي عاين الشهيد بعد إصابته مباشرة قوله إن تقارب كريات الشوزن تشير إلى أنه تم اطلاق النار عليه من مسافة قريبة جدا، فيما قالت الجمعية البحرينية لحقوق الإنسان إن الإصابة كانت من مسافة 3 أمتار فقط، وأكّدت شهادة وفاة الطفل الصادرة عن وزارة الصحة أن سبب الوفاة هو إصابات ناتجة عن طلق ناري رشي أحدثت تهتكات في الرئتين والقلب والأحشاء البطنية.

وبينما تستعد الجماهير إلى المشاركة في مسيرة تشييع الشهيد، أرسلت السلطات تعزيزات أمنية ضخمة إلى جزيرة سترة، واقتحمت أكثر من 100 مركبة أمنية الجزيرة ظهر أمس الجمعة 23 مايو/أيار 2014، بحسب ما قدّر ناشطون وشهود عيان، وبحسب ما يظهر على شريط فيديو مصوّر، وقالت أنباء إنّها تمركزت في مركز شرطة خفر السواحل الذي يقع قريبا من المنطقة الصناعية على حدود قرى الجزيرة. يأتي ذلك وسط حصار أمني شديد فرض على سترة من صباح الأمس، عبر نقاط تفتيش مشددة في كل مداخلها الرئيسية، وعبر إعادة ترميم الحواجز الترابية التي فرضت في مداخلها الفرعية منذ أكثر من شهر.

وكان آخر ما أرسله الشهيد سيد محمود عبر هاتفه، برودكاست يدعو شبّان سترة إلى النزول لساحة الاحتجاجات في ختام عزاء الشهيد علي فيصل. من جهتها، وجّهت والدة الشهيد سيد محمود، في كلمة مؤثرة، دعوة مفتوحة للشعب البحريني لأوسع مشاركة في تشييع ابنها الذي يقام اليوم، وقالت والدة الشهيد التي كانت تبكي في تسجيل مصور، إنه كان يسألها دائما عن عدد الذين سيشاركون في تشييعه فيما لو استشهد، وكانت تجيبه بأن الصغار والكبار والشيوخ والعلماء كلهم سيسيرون خلف جنازته. وأضافت أن لديها 4 أطفال وأن أحدهم استشهد لكنها مستعدة لتقديم الآخرين شهداء في سبيل الدين والوطن، داعية جميع الأمهات للسماح لأولادهن بالتظاهر حتى الأخذ بثار الشهداء. وبينت أنها تعرف أنه لا توجد عدالة في البحرين للقصاص من قاتل ولدها، إلا أنها قالت أن عدالة الله أكبر.

بدورها، دعت منظمة "العفو الدولية" السلطات البحرينية إلى "إجراء تحقيق فوري وشامل ومستقل ومحايد في وفاة السيد محمود السيد محسن الذي قتل برصاص قوات الأمن أثناء تفريق احتجاج". وحثت المنظمة في بيان يوم أمس (الجمعة 23 مايو/ أيار 2014) السلطات البحرينية على ضمان تحقيق شفاف، وتقديم المتورط في ارتكاب الجريمة إلى العدالة.


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus