بيل لو: انسحاب الأمير

2014-05-24 - 6:10 م

بيل لو، موقع إسلاميست جيت
ترجمة: مرآة البحرين


أعلن المنظمون أن كلًّا من المعرض والمؤتمر في مركز الملكة اليزابيث الثانية المرموق للمؤتمرات بحضور صاحب السمو الملكي الأمير أندرو، دوق يورك، وبرعاية اتحاد جمعية البحرين للمغتربين ورئيسة الجمعية المندفعة، بيتسي ماتيسون، سيكونان الجواب على اتهام البحرين بأنها دولة قامعة وغير متسامحة.

تضم الجزيرة الخليجية آلاف المحتجزين في السجون لاحتجاجهم سواء سلميًا أو بعنف ضد عائلة آل خليفة الحاكمة، فيما تتكون الأغلبية المسجونة من الطائفة الشيعية، التي تشكل النسبة الأكبر من سكان البحرين.
وتجدر الإشارة إلى أن آل خليفة الذين يحكمون البحرين منذ أكثر من 200 سنة ينتمون إلى الطائفة السنية.

خلال الربيع العربي عام 2011، قمعت الحكومة، بمساعدة قوات السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي المظاهرات السلمية بطريقة عنيفة. وأثناء احتجازهم للمتظاهرين، تم ضرب 3 سجناء على الأقل حتى الموت.
وبعد قمع المعارضة، أُزيل أكثر من 30 مسجدًا ومراكز دينية شيعية.

وعليه، سُرّح آلاف الأشخاص من أعمالهم في كلا القطاعين؛ الخاص والعام، ومجددًا كان أكثر الذين سُرّحوا من الطائفة الشيعية. لذا، كان من الصعب تصوير البحرين على أنها واحة للحرية والتسامح الديني.
وأصبح الأمر أكثر صعوبة عندما انسحب النجم الأمير أندرو صباح الحدث بحجة تعارض في جدول أعماله.

يقع مركز الملكة إليزابيث الثانية للمؤتمرات على مرمى حجر من البرلمان، ويطل الطابقان الرابع والخامس، حيث عقد المؤتمر، على منظر خلاب لوسط لندن، وهو منظر يتوجب على حوالي مائة مبعوث أتوا من البحرين ليوم واحد لحضور المؤتمر أن يتمتعوا به تمامًا كما تمتعوا بمحادثة بعضهم البعض، حيث أن عددًا قليلًا من الجمهور البريطاني حضر ما أسموه بالمعرض.

هل تغيب الجمهور عن الحضور بسبب حضور مجموعة المتظاهرين المعارضين للحكومة الذين وقفوا قبالة المدخل حاملين يافطات تقول: "أنهوا الاحتلال السعودي الآن"؟ لا أعتقد ذلك.
من المرجح أن هذه واحدة من محاولات العلاقات العامة البحرينية الهجومية الأخرى التي ذهبت سدىً.

وأصرت بيتسي ماتيسون أن الحكومة البحرينية لم تمول الحدث، وهنا يتساءل الفرد منا، من هو الممول؟

في الواقع، تضررت الأعمال الخارجية بشدة بفعل الانكماش الاقتصادي الذي سببته السنوات الثلاثة من الإضطرابات المدنية. لذا، من الصعب التصور أن يدفع المغتربون نفقات تذاكر السفر والفندق في إحدى أغلى مدن العالم من جيوبهم الخاصة.

ربما يكون اتحاد جمعية البحرين للمغتربين هو من غطى هذه النفقات كلها، وفي حال فعل، فلا بد أن يصاب بخيبة أمل لعدم حضور الأمير أندرو.

أما السيدة ماتيسون، التي أثبطت همتها، فلم تعرف لماذا سخر الأمير منهم.

وعندما سألها أعضاء الصحافة البريطانية عن الأمر أجابت قائلةً، "يجب أن تطرح هذا السؤال على صاحب السمو الملكي بنفسك".

وبدلًا من التركيز على توقف الحوار الوطني البحريني، وفق البرنامج المقرر، تطرأت جلسة فترة بعد الظهر في جزئها الأكبر لموضوع التسامح الديني.

وأشاد متحدثٌ تلو الآخر بفضائل التنوع الديني في البحرين. ومن الصحيح، أن البحرين، خلافًا للدولة المجاورة لها والتي تتمتع بالنفوذ، السعودية، سمحت لأديان أخرى غير الإسلام بممارسة شعائرها في العلن لمدة طويلة.

وقال متحدثٌ إنه "لا يوجد طائفية، هناك ثقة وإنفتاح متبادلين". فيما ذكر آخر "محاولة المستعمرين المشؤومين ووسائل الإتصال الإجتماعية جر البحرين إلى دائرة الربيع العربي". ووصف المحاولة بالـ "فاشلة".

وتناولت متحدثة ثالثة "7000 سنة من التاريخ الجميل" وأضافت أنه "لا يوجد طائفية، هناك ثقة وقلوب مفتوحة فقط".

لا شك أنه يوجد عنصر حقيقة في كل ما قيل، على الرغم من أنني تساءلت عن هوية المستعمرين المشؤومين.

أما الحقيقة الأكبر التي لم يرد المبعوثون التحدث عنها، فهي توقف محادثات المصالحة والعنف المستمر في مجتمع منقسم بشدة على أسس طائفية، إن لم نكن نريد الوقوف عند الاقتصاد المتضرر وتراجع الصورة الخارجية بشدة.
ومهما بلغت تكلفة إنجازات العلاقات العامة، فإنها لن تستطيع أن تغير الواقع، بغض النظر عمن يدفع لها.


22 أيار/مايو 2014
النص الأصلي


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus