الصحف العربية تتابع "صراخ في الظلام"، وأهالي الشهداء والمعتقلين يعتصمون أمام مقر لجنة التقصي

2011-08-12 - 6:42 ص



مرآة البحرين(خاص):

بقي عرض الفيلم الوثائقي "صراخ في الظلام" محافظاً على اهتمام عدد من الصحف الخليجية والعربية ونشرت المزيد من المواقف التي تشير إلى توتر العلاقة بين البحرين وقطر أو على الاقل مع قناة "الجزيرة". كما عرضت بعض الصحف مواقف حول اطلاق عدد من المعتقلين وأخباراً مختلفة تتعلق بالبحرين .

وقد اهتمت "السفير" اللبنانية و"الشرق" القطرية بأزمة عرض فيلم "صراخ في الظلام" على قناة الجزيرة وقالت "السفير" في احد أخبارها :"  القصة بدأت عندما عرضت قناة "الجزيرة" الإنكليزية، الخميس الماضي، فيلما بعنوان "شاوتينغ ان ذا دارك" أو "صراخ في الظلام"، يسلط الضوء على الاحتجاجات المستمرة في البحرين ضد الحكومة. تقدّمت المنامة باحتجاج إلى جارتها الخليجية، فيما انتقدت الصحف البحرينية الفيلم الوثائقي، ومدته 50 دقيقة، ووصفته بأنه ينطوي على "أكاذيب وافتراءات".

ويظهر الفيلم، الذي صُوِّر سرا خلال التظاهرات، كيف استُخدم موقع "فايسبوك" في استهداف الناشطين الحقوقيين والداعين إلى الديموقراطية، كما يفضح الوحشية في قمع المتظاهرين، وكذلك مشاهد "مأسوية" داخل المستشفيات البحرينية. وفيه يقول المعلّق ان "الجزيرة هي الشاهد" على التظاهرات وعلى "المذبحة"، والتعبير لصحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية.

وأضافت الصحيفة ... ثم سرت أنباء على المواقع الإلكترونية الخليجية بأن السعودية حثّت البحرين على قطع علاقاتها مع قطر، لكن وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة نفى على صفحته على "تويتر" ذلك، "فـالعلاقات بين المنامة والدوحة أوسع وأعمق من برنامج تلفزيوني مسيء".

ثم ألغت "الجزيرة" خططا لإعادة بث الفيلم، ما أثار مخاوف بين العاملين في القناة القطرية من أن "الجزيرة" تتعرض لضغوط سياسية أو دبلوماسية من البحرين والسعودية.

وكانت قطر من بين الدول الخليجية التي أيدت قمع الانتفاضة في البحرين تماشيا مع بقية أعضاء مجلس التعاون الخليجي، إلا أنها لم ترسل قوات مثلما فعلت السعودية والإمارات للمشاركة في سحق المعارضة. حتى هذا الحد كان بالإمكان الإقرار فعلا بأن الأزمة التي كـــادت تلوح بالأفق، قد خمدت، لكن لدى "نيويورك تايمز" خبرا غير سار للمنامة. فقد قال متحدث باسم قناة الجزيرة لـ"نيويورك تايمز" إن فيلم "صراخ في الظلام" سيعاد بثه مساء اليوم الخميس، على أن يلحق بـ"طاولة مستديرة للنقاش".

وقال المتحدث ان "مواعيد اعادة البث تخضع دوما للتغيير"، مشيرا الى ان الفيلم عرض الأسبوع الماضي في وقت الذروة، وان إعادة البث "ستتزامن" مع حلقة لبرنامج "انسايد ستوري" وهو برنامج حواري يكشف "ما وراء الخبر"، "وستتم مناقشة المسائل الأساسية المعروضة في الفيلم وذلك مع اللاعبين الأساسيين في البحرين".

ولفت المتحدث إلى أن الفيلم ما يزال معروضا على الموقع الإلكتروني للقناة، وموقع "يوتيوب"، وقد شوهد اكثر من 200 ألف مرة. اما المدير الإداري "للجزيرة" آل انستي فلم يعلق شيئا على مسألة تغيير موعد إعادة عرضه، لكنه كتب في ردّه لـ"نيويورك تايمز" ان الفيلم "قوي. وسنتابعه ايضا".

الجزيرة :السلطات البحرينية تتحمل مسؤولية غياب الرأي الاخر

من جهتها أضافت "الشرق" القطرية أن المدير التنفيذي لقناة "الجزيرة" الانجليزية آل انستي قال إن فريق القناة حاول جاهدا الحصول على تعليق من قبل المسؤولين البحرينيين، إلا أن محاولاتهم قوبلت بالرفض، وقال "لم يسمح لنا بالوصول الى مسؤول بحريني ولم يتمكن منتج البرنامج الوثائقي من الوصول إلى بعض المناطق، كما رفضت بعض شرائح المجتمع التعليق".

وأضاف: "لقد بدأت القناة تصوير برنامج "صرخات في الظلام" قبل عدة أشهر، وبعد تكرار رفض المسؤولين في المنامة التعليق لم نجد بدا من عرض ما تم تصويره في المستشفيات والشوارع".

وأشار انستي في تصريحات تنشرها "الشرق" بالتزامن مع "البننسولا" إلى أنه تم عرض البرنامج بعد الانتهاء منه إلا أنه أصر على ضرورة عدم التعامل مع "صرخات في الظلام" في معزل بل لابد من النظر اليه ضمن اطار المحتوى الأشمل والأعم للقناة، والمتضمن ما يقرب من 50 فقرة إخبارية تتعلق بأحداث البحرين منذ اندلاع الأزمة بداية هذا العام.

وتابع المدير التنفيذي للقناة قائلا: "من المهم أن تكون هناك تعليقات تتناول كافة أوجه القضية، ولكن منتج برنامج "صرخات في الظلام" لم يحصل على إمكانية التحدث مع أي مسؤولي بحريني، وهذا هو سبب عدم ظهور الجانب الآخر في البرنامج، فقد تسبب عدم منحنا حرية التغطية في البحرين بتقديم صورة مجتزئة للقصة، ولكن المهم في الموضوع هو تمكن القناة من تغطية الأحداث في البحرين بشكل عام".

مهرجان "لا تراجع" في "جمعة الحسم"

أما على صعيد المواقف المتعلقة بالازمة البحرينية فقد نشرت صحيفة "الوفاق" الايرانية الناطقة باللغة العربية بياناً لجمعية "الوفاق" البحرينية المعارضة، اعلنت فيه عن تنظيم مهرجان تحت شعار "لا تراجع" عصر يوم الجمعة الذي اطلقت عليه "جمعة الحسم".  كما طالبت الجمعية بإطلاق سراح جميع المعتقلين في القضايا ذات الخلفية السياسية، مشددة على ضرورة تبييض السجون من جميع المعتقلين السياسيين، واعتبرت الإفراج المحدود عن المسجونين والمعتقلين في القضايا السياسية هو خطوة في الطريق الصحيح.


وأدانت"الوفاق" استمرار فصل المواطنين من وظائفهم بعد صدور توجيهات من مختلف المستويات بإرجاعهم إلى وظائفهم التي فصلوا منها ظلما، مشيرة إلى أن هناك جهات تصر على مساعي التأزيم عبر استمرار فصل المواطنين من الوظائف ومحاربتهم في أرزاقهم.

وقالت: ان عمليات الفصل في القطاع الخاص لا تأتي عادة برضا الشركات والمؤسسات الخاصة نفسها وإنما بإيعاز وأمر من جهات أخرى. يأتي ذلك في وقت لا زالت اللجان التحقيقية في وزارات النظام البحريني تواصل اصدار قوائم تضم اسماء المفصولين والموقوفين عن العمل في المؤسسات الحكومية بسبب معارضتهم للنظام ومشاركتهم في الاحتجاجات. وأضافت الصحيفة الايرانية أنه من جهة اخرى، إعتصم حشد من أهالي الشهداء والمعتقلين البحرينيين أمام مقر لجنة تقصي الحقائق في المنامة تنديداً بتدخل قوات الاحتلال السعودي بالبلاد.

وطالب المعتصمون بخروج فوري للقوات السعودية من البحرين، كما نددوا بعمليات الاعتقال والفصل التعسفي مطالبين بالافراج عن جميع المعتقلين.

أما صحيفة "الجزيرة" السعودية فقالت انه "تم الإفراج عن 137 موقوفًا بناء على أوامر من المدعي العام في البحرين،  وأعرب الدكتور محمود شريف بسيوني رئيس اللجنة المستقلة لتقصي الحقائق عن سعادته بمبادرة إطلاق سراح هؤلاء الموقوفين مضيفاً بأنه يمكنهم التمتع الآن بشهر رمضان المبارك مع أهاليهم. وكان من بين المفرج عنهم اثنين من النواب السابقين وهما مطر مطر وجواد فيروز، أعضاء جمعية الوفاق الوطني الإسلامية.

أمير الكويت ورئيس الوزراء يبحثان سبل تطوير العلاقات

وقالت صحيفة "الاتحاد" والخليج الاماراتيتين و"الشرق " القطرية أن أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح  استقبل الشيخ خلفية بن سلمان آل خليفة رئيس وزراء مملكة البحرين والوفد المرافق له. وتم خلال اللقاء، وفقاً لوكالة الأنباء الكويتية، "تبادل الأحاديث الودية والمشاعر الطيبة التي عكست عمق العلاقات الأخوية التاريخية المتميزة التي تربط قيادة دولة الكويت وشعبها بإخوانهم في مملكة البحرين الشقيقة، وسبل دعم أطر التعاون الثنائي بين البلدين في المجالات كافة بما يخدم مصالحهما المشتركة". ووفقا للمصدر نفسه، تم أيضا" بحث القضايا ذات الاهتمام المشترك في إطار ما يجمعهما من روابط حميمة وأواصر أخوية راسخة بما يحقق تطلعات وطموحات الشعبين والبلدين الشقيقين". وفي وقت لاحق أقام أمير الكويت مأدبة إفطار على شرف الضيف الزائر. وكان رئيس وزراء مملكة البحرين وصل إلى الكويت بعد ظهر أمس في زيارة استغرقت ساعات.

هذا وصرح رئيس وزراء مملكة البحرين لدى وصوله " يسعدني وأنا أصل إلى بلدنا الثاني دولة الكويت الشقيقة أن أعرب عن خالص اعتزازنا وسعادتنا بأن نكون اليوم في ضيافة أخينا صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت الشقيقة ضمن لقاءاتنا المتجددة وتواصلنا المستمر لتوطيد علاقاتنا الأخوية المتميزة في ظل ما تحظى به من رعاية واهتمام من قيادتي البلدين ورغبتهما الأكيدة لتطويرها وتنميتها باستمرار لخدمة شعبيهما الشقيقين".

وفي السياق نفسه اوردت صحيفة "القبس" الكويتية أن سفير الكويت لدى مملكة البحرين الشيخ عزام الصباح، أكد أن الكويت والبحرين نسيج واحد تكرس منذ القدم، لما للبلدين الشقيقين من عادات وتقاليد وتراث مشترك.

وقال خلال افتتاح ديوان سفارة الكويت لدى البحرين أمس الأول إن "حب الكويت في قلب كل بحريني، وهذا ما جسده الحضور في ديوان (البيت الكويتي(".

إلى ذلك نشرت "الخليج" الاماراتية أن بياناً بموقع بورصة البحرين على الإنترنت قال أن بنك البحرين الإسلامي ومصرف السلام يجريان محادثات اندماج لتكوين أكبر بنك إسلامي في البحرين، بأصول قيمتها 7 .1 مليار دينار بحريني (5 .4 مليار دولار) .

وقال البيان "إن كل من إدارتي بنك البحرين الإسلامي ومصرف السلام ـ البحرين أشارا إلى أن الاندماج هو الطريق الأمثل للبنوك المحلية عموماً والإسلامية على وجه الخصوص في هذه المرحلة التي تلت الأزمة المالية والزيادة الملحوظة في البيئة التنافسية في قطاع المصارف بدول المنطقة".

وقال مصرف البحرين المركزي إن بنوك مملكة البحرين لم تتأثر سلباً بالاحتجاجات في وقت سابق هذا العام . لكن قال مصرفيون ومحللون إن البنوك ستتضرر مع قيام البنوك الدولية بتقييد التمويل وستضطر شركات السياحة والتجزئة إلى إعادة هيكلة ديونها . وأرجأ بنك البحرين الإسلامي في مارس إصدار حقوق بقيمة 143 مليون دولار، مشيراً إلى أوضاع السوق.


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus