نبيل رجب: كل سجّانيّ أجانب لا يعرفون عن الواقع شيئا... يمنيون وسوريون يتم استغلالهم

نبيل رجب
نبيل رجب

2014-05-25 - 10:37 م

مرآة البحرين: قال رئيس "مركز البحرين لحقوق الإنسان"، نبيل رجب، إن أصعب شيئين واجههما في خلال فترة سجنه، هما مرض الدته وعزله. وأوضح رداً على سؤال في مؤتمر صحافي أقامه بمنزله اليوم الأحد (25 مايو/ أيار 2014) "عندما تم الحكم علي بالسجن 3 سنوات، كان الأمر الوحيد الذي يشغل تفكيري هو والدتي: هل ستعيش لأراها بعد 3 سنوات؟ كانت صحتها تقلقني"، مضيفا "بعد شهرين توفّيت وكأنها أرادت أن تخفف علي قلقي تجاهها. لم يعد مهماً بعد ذلك متى أخرج".

وأضاف رجب "مارسوا معي سياسة العزل التام عن العالم الخارجي وجميع معتقلي الرأي السجناء السياسيين، لم يسمحوا لي الاختلاط بأي منهم، حتى عندما يأخذوني إلى العيادة يتأكدون من خلو جميع الممرات من أحد، وإذا صدف عن طريق الخطأ أن التقيت أحد السجناء وصافحته بشكل عابر تحدث له مشكلة"، مشيرا إلى أنه "تم التضييق عليه حتى في الاتصالات والتحدث مع عائلتي".

وأشار رجب إلى أنه "تم استحداث مكان خاص لي كما يبدو، شقة صغيرة بها غرفتان، ووضع بها جهاز تلفاز لا يظهر غير قناة بي بي سي العربية والبحرين، فكنت أعرف أخبار العالم من خلال البي بي سي، أما أخبار البحرين فلا أعرفها من أي أحد".

وأضاف "يتم إحضار صحيفتي "أخبار الخليج" و"البلاد" في السجن، أما صحيفة الوسط فلم أرها يوماً، وصحيفة الوطن يأخذها المرشدون الدينيون في السجن، وهم من أصول غير بحرينية". وقال رجب إن "قراءة هذه الصحف كان يجعلني أمتلئ غيظاً لما فيها من شحن، وكذلك عدم قدرتي على التحدث مع أي أحد وتبادل الأفكار أو معرفة أي شيء عن الأوضاع وما يحدث في الخارج".

وأكد بأن "جميع من يأتون بهم إلى الزنزانة معي هم من السجناء الجنائيين الأجانب"، مستدركاً "لا أرغب في التحدث عن السجناء الذين يتم إحضارهم معي احتراماً لخصوصية حالاتهم، لكن يكفي أن أقول أن الحديث معهم في موضوع مشترك مما يهمني غير ممكن، وهذا خانق جداً".

وأضاف رجب "أفسّر سبب عزلي أنهم لا يريدون تأثيري على أي أحد من المعتقلين السياسيين، ومن جهة أخرى ممارسة التعذيب النفسي في حقي بقهري وعزلي عن الكلام"، معتبراً أن ذلك "كان أصعب ما في سجني. كنت أخشى على نفسي من هذه العزلة أن تجعلني أموت قهراً، فالكلام تنفّس آخر، وأنا عزلت عن الكلام والناس وأخبار المجتمع، وكنت أطلب من الله أن يقويني كي لا تضعف طاقتي أو تنهزم".

وأوضح رجب "كل الأخبار كانت تصلني من مصدر واحد فقط، هم عائلتي، يحاولون في الزيارة المقتضبة أن يضعوني في أكبر سياق ممكن مما يحدث في الخارج، كانوا عيني الوحيدة إلى الخارج".

وحول علاقته بالسجناء قال رجب "علاقتي بالجميع ممتازة، السجناء الأجانب باختلاف قضاياهم وجناياتهم يعتبروني أباً لهم، بعضهم يوصل لي رسائل بعد مغادرتهم المعتقل، وقد ساعدت أكثر من 16 معتقلاً منهم على ترك التدخين".

أما عن السجانين فقال رجب "علاقتي مع السجانين جيدة أيضاً، كلهم غير بحرينيين، يمنيون وسوريون لا يعرفون عن الواقع شيئاً. لقد تغيرت فكرتي عن السجانين، فهؤلاء يتم استغلالهم بالفعل من قبل هذا النظام، هم ليسوا سيئين في ذاتهم ولا يعرفون عن واقعنا شيئا".

وأضاف "كنت أحدثهم عن الواقع الذي يوجد في الخارج، وأن شعوبنا تشبه شعوبهم، والاستبداد واحد، وأنهم لم يكونوا ليقبلوا أن يتعرض شعبهم لما يتعرّض له شعبنا لأنه طالب بمطالب ديمقراطية عادلة". وأردف رجب "التقسيم المذهبي الذي تمارسه السلطة خطير. السجناء من طائفة والمعتقلون من طائفة أخرى، كذلك المحاكم القضاة من طائفة والمحكومون من طائفة أخرى، هو التقسيم الطائفي الذي تعززه السلطة وتمارسه".

 


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus