فرانس 24: البحرين في حالة صدمة بعد مقتل فتى خلال الإشتباكات

السيد محمود السيد محسن
السيد محمود السيد محسن

2014-05-27 - 8:21 م

برنامج مراقبون، فرانس 24
ترجمة: مرآة البحرين


تسيطر حالة من الصدمة على مدينة سترة، جنوب العاصمة البحرينية المنامة، بعد مقتل صبي مراهق يوم الأربعاء الفائت خلال مواجهات بين المتظاهرين الشيعة والشرطة. وقد كان الصبي يصور التظاهرات بالنيابة عن ناشطين معارضين.

وأصيب محمود محسن، البالغ من العمر 14 سنة، في قلبه وصدره بالرصاص خلال الإشتباكات مع قوات الأمن في 21 أيار/مايو. والجدير بالذكر أن الاضطرابات اندلعت بعد موكب جنازة ناشط شيعي.

وتظاهر العشرات من المتظاهرين يوم الخميس في سترة، ذات الغالبية الشيعية، لاستنكار ما أسموه "قتل" المراهق.

وقد أرسلت السلطات تعزيزات إلى المنطقة بعد تخوفها من تصاعد التظاهرات.

أما مركز البحرين لحقوق الإنسان، فدان في بيان له ما أسماه "القتل خارج نطاق القضاء" ودعى إلى لجنة تحقيق مستقلة للعثور على المسؤولين عن الحادثة.

وكذلك عبرت الوفاق، مجموعة المعارضة الشيعية الرئيسية، عن غضبها وقد غرد الشيخ علي سلمان، زعيم الحركة المعارضة على تويتر قائلًا، "لقد قتلتم ولدًا لم يسبب الأذى لأحد".

هذا وغرد وزير الداخلية على تويتر أن الولد المقتول قد أُحضر إلى عيادة في سترة وأضاف أن التحقيق قد بدأ.

وقد صور الناشطون هذا الفيديو عن اشتباكات 21 أيار/ مايو وحمّلوه. ويظهر في الشريط المصور أفراد من الشرطة وهم يلاحقون متظاهرين صغار السن ويطلقون رصاص الشوزن عليهم. وقد تم تغبيش جزء من الفيديو لإخفاء هوية المتظاهرين. وفي تمام الساعة 4:18 يظهر الطفل محمود محسن ممددًا على مقعد خشبي، خلف سيارة ويبدو فاقد الوعي وينزف من فمه وأنفه.

"تفاجأ المتظاهرون لأن رجال الشرطة نزلوا من آلياتهم"

يعيش محسن أ.، الذي رغب أن يبقى مجهول الهوية خوفًا على أمنه الخاص، في منطقة الخارجية المجاورة لسترة حيث إندلعت الإشتباكات.

يقول محسن: "رأيت الحادثة من شرفة منزلي في مدينة الخارجية التي تقع على طرف سترة. لقد حدث الأمر حوالى الساعة 5:30 من بعد الظهر. ذهب المتظاهرون إلى المقبرة لدفن علي فيصل، الناشط الذي توفي قبل ثلاثة أيام خلال شجارات مع قوات الأمن.

غالبًا ما تحدث إشتباكات بين الناشطين ورجال الشرطة في هذه المنطقة. وعادةً تبقى قوات الأمن خلف دروعها المصفحة وتطلق الغازات المسيلة للدموع والرصاص. (ملاحظة المحرر: المتظاهرون من جهتهم يرمون عادة قنابل المولوتوف). لكن هذه المرة تفاجأ المتظاهرون لأن رجال الشرطة نزلوا من آلياتهم وبدأوا بملاحقتهم سيرًا على الأقدام."

"أمسكته الشرطة وأخذته إلى زقاق"

لم يكن محمود محسن، الذي كان يصور الإشتباكات في ذلك الوقت، في الصفوف الأمامية في مواجهة الشرطة. كان في الخلف مع ولدين آخرين في ملعب كرة قدم يقع بجانب المقبرة، حيث يقفون غالبًا ليتمكنوا من مشاهدة ما يحصل حولهم بصورة واضحة وليتجنبوا مفاجأة الشرطة لهم.

اتجه شرطيان مباشرةً إلى محمود لأنه كان يرتدي قناعًا للوجه. (ملاحظة المحرر: يستهدف رجال الشرطة المتظاهرين الملثمين لأنهم يشكون أنهم قيد التوقيف). فر الولدان اللذان كانا مع محمود فيما ألقي القبض عليه وتم أخذه إلى زقاقٍ خلف الملعب.

في ذلك الوقت، تعذرت رؤية الشرطيين والولد عليّ، لكنني سمعت إنفجارًا عاليًا وبعدها ظهر الشرطيان على الفور وجرّا الولد إلى مدخل ملعب كرة القدم ورمياه أرضًا وكان وجه الولد لناحية الأرض. بقي الولد في مكانه لمدة تتراوح من 10 إلى 15 دقيقة ولم يتمكن أحد من إنقاذه لأن الشرطيين كانا لا يزالان هناك.

وبمجرد ما استطاع بعض الشبان ذلك، نقلوا الفتى إلى منزله حيث حاولوا إعطاءه الإسعافات الأولية، ونُقِل بعدها إلى مستشفى سترة حيث أعلن الأطباء وفاته.

لقد هزت حركة المعارضة الشيعية، مملكة البحرين، ذات النظام الملكي الذي تترأسه عائلة سنية، في حين تنتمي الأغلبية إلى الطائفة الشيعة. وتظهر الأعداد أن 89 شخصًا على الأقل قتلوا منذ بدء التظاهرات في شباط/ فبراير2011، بحسب الفدرالية الدولية لحقوق الإنسان.

26 أيار/مايو 2014
النص الاصلي

 


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus