رسالة أخرى مسربة من الحوض الجاف ل(مرآة البحرين): إبراهيم الدمستاني مكسور الظهر مرتين

2011-08-13 - 3:35 م





مرآة البحرين (خاص): رسالة أخرى سربت (لمرآة البحرين)، من الطاقم الطبي  داخل سجن الحوض الجاف، هذه المرة من إبراهيم الدمستاني أمين سر جمعية التمريض البحرينية. كتبها يوم الثلثاء9 أغسطس/ آب 2011.

الدمستاني من مواليد 1970، مشرف تمريض بمركز شركة ألبا ومدرب مدربين دولي مرخص من قبل منظمة الإسعافات الطبية بالولايات المتحدة الامريكية منذ 2007. قام بتدريب مئات المسعفين الأوليين من البحرين ودول مجلس التعاون، كما نفذ عشرات الورش التدريبية في مجال السلامة والإسعافات الأولية وإصابات الملاعب لمنتسبي وزارة التربية والتعليم، وقدم عشرات المحاضرات لطلبة وطالبات المدرس بمختلف المراحل الدراسية.

 
خلال أحداث مارس، فقد الدمستاني ابنه البالغ من العمر 17 عاماً، بعد أن قامت سيارة مجهولة بدهسه عمداً من فوق الكوبري المطل على دوار اللولؤة مساء يوم 13 مارس، قبل أن تلوذ مسرعة بالفرار. وهو اليوم الذي شهد أحداثاً ساخنة صباحاً بدءاً من ضرب الاعتصام عند المرفأ المالي، وما شهدته جامعة البحرين من هجوم مسلحين، وذلك تزامناً مع انتشار عصابات نظامية مسلحة في جميع مناطق البحرين (البلطجية).

لم يكفِ النظام هذا الفقد الموجع والمفجع الذي أخذ من إبراهيم الدمستاني، بل تمّ اعتقاله في تاريخ 3 ابريل ضمن حملة الاعتقالات المكثفة والممنهجة التي طالت الطاقم الطبي الذي يمثل شوكة في حلق السلطة، لا يمكنها التلخص منها. في رسالته التي سربها الدمستاني، طلب نشرها باسمه، من أجل إيصال معاناة الموقوفين في سجن الحوض الجاف، وما يتعرضون له من إهمال متعمّد للرعاية الصحية، مستشهداً بما تعرض له شخصياً من إهمال صحي، مؤكداً أن آخرين أيضاً قد عانوا من إهمال مشابه. وهو ما أظهرته بشكل أو بآخر، الرسالة المسربة التي نشرتها (مرآة البحرين) أمس، حول الانهيار النفسي والصحي والجسدي الذي يعيشه الكادر الطبي داخل المعتقل (1).

يقول الدمستاني شارحاً تجربته:" تعرضتُ إلى ضرب مباشر على العمود الفقري وعظم العجز coccyx bone لمدة 7 أيام متواصلة، وذلك ابتداء من اليوم الأول لاعتقالي في 3إبريل 2011. كنت أشعر بآلام مبرحة. بعد نقلي إلى سجن الحوض الجاف بتاريخ 8 إبريل تمّ فحصي من قبل طبيب العيادة هناك، وهو طبيب مقيم، بقى يعالجني بمهدئات الألمCataflam,voltareen,prednIselon وكنت أشعر بخدر وتنمل في أسفل القدمين".

 
 الألم المبرح الذي يعاني منه الدمستاني لم يخف، لهذا تكررت زياراته لعيادة السجن، لكن هل تغيرت خطة العلاج؟ يقول الدمستاني في رسالته "عدت لزيارة الطبيب نفسه بين 15 إلى 18 مرة من دون أن يأخذ أشعة أو يحولني لأخصائي العلاج" بقى الدمستاني طوال هذه الفترة يعاني من الألم الذي لم يكن يعرف سببه تحديداً غير أنه جاء على إثر التعذيب والضرب المبرح الذي تلقاه في الأيام الأولى للتوقيف. لكن الطبيب لم يكلف نفسه أن يقوم بأي خطوة يمكن أن تكشف سبب هذا الألم والتنمل الذي استمر قرابة 4 شهور.

يضيف الدمستاني "قبل 3 أسابيع فقط تم تحويلي من قبل الطبيب المقيم في عيادة الحوض الجاف إلى العلاج الطبيعي. في هذا اليوم ذهبت إلى أول جلسة للعلاج الطبيعي بمستشفى القلعة، وقد استغرقت الجلسة ربع ساعة فقط من الساعة 9- 9:15. جلست بعدها انتظر الباص (الحافلة) للعودة إلى سجن الحوض الجاف. كانت مدة الانتظار 4 ساعات كاملة، طلبت الاستلقاء على السرير بسبب شدة الألم الذي لم أستطع معه البقاء جالساً. سُمح لي بالاستلقاء على السرير في الجناح الذي يوجد فيه عدد من المضربين عن الطعام من مراكز المنطقة الوسطى"، يضيف الدمستاني في رسالته "بعد مجيء الطبيب المسؤول سألني لماذا أنت مستلق على السرير، فأخبرته أني أشعر بألم الكسر، وأنني كنت طلبت من طبيب عيادة الحوض الجاف تحويلي إلى أخصائي العظام منذ ما يقارب 4 شهور ولحد الآن لم يتم تحويلي. طلب الطبيب من موظف المواعيد إعطائي موعد ليوم غد الأربعاء 10 أغسطس/ آب 2011، فتم إعطائي الموعد، لكن بعد ربع ساعة قال لي الآن يمكن أن تدخل على الاستشاري. دخلت على الدكتور عادل الشيخ أخصائي العظام، وأخبرته بالقصة كاملة وقد تأكد من جهاز الكومبيوتر عن عدد زياراتي لطبيب عيادة الحوض الجاف التي بلغت حوالي 18 زيارة. بعد ذلك أمر لي بعمل أشعة وكانت نتيجة الأشعة كسر في عظمة العجز (العصعص)".

الآن وبعد أكثر من 4 أشهر يكتشف الدمستاني أن الآلام المبرحة التي كان يعاني منها طوال ال4 شهور الماضية هي بسبب تعرض فقراته للكسر، وطوال هذه المدة لم يكن الطبيب (المقيم) في عيادة الحوض الجاف يكلف نفسه بعمل أي فحص للتأكد من سبب الآلام التي يعيشها الموقوف رغم تكرار الزيارات دون فائدة.

يقول الدمستاني أن الطبيب "أخبرني أنه في الوقت الحاضر لا يمكن التدخل جراحياً خوفاً من المضاعفات، وأنه سوف يكتفي بالمهدئات Olfer والعلاج الطبيعي كما ذكر لي بأن الكسر يحتاج لمدة ٩ شهور". زملاء الدمستاني في المعتقل، يخبرون أنه لا يستطيع الجلوس بسبب هذا الكسر، وأنه يعاني من آلام شديدة عند الجلوس وعند تأدية الصلاة.

هكذا يجد الدمستاني نفسه مسكور الظهر مرتين، الأولى حين قتل بلطجية النظام ابنه الفتي، وقطف زهرته شهيداً بين يديه، والثانية حين كسر المعذبون ظهره، ولم يكترثوا أن يسعفوه.


  1. الأطباء يسربون رسالة ل(مرآة البحرين) من سجن الحوض الجاف:إننا محتجزون كرهائن 

التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus