لجنة تقصي الحقائق تغلق أبوابها مؤقتاً ووزير العدل ينتقص من "الوفاق"

2011-08-18 - 11:10 ص




مرآة البحرين(خاص):
ركزت غالبية الصحف العربية والخليجية علصادرة الأربعاء على ردود الفعل الشعبية على تصريحات رئيس لجنة تقصي الحقائق الملكية في البحرين  محمود شريف بسيوني وأشارت إلى تعرض اللجنة لهجوم متظاهرين غاضبين. وعرضت بعض الصحف لمواقف مسؤولين بحرينيين حول قرار جمعية "الوفاق" مقاطعة الانتخابات التكميلية والتشكيك بنسبة تمثيل "الوفاق" شعبياً.ولوحظ استمرار الصحافة القطرية في مساجلة الصحافة البحرينية حول قضية عرض فيلم "صرخة في الظلام" حول أحداث البحرين التي عرضته قناة "الجزيرة" القطرية .

وقد نشرت صحيفة "الشرق الاوسط" السعودية و"الاخبار" اللبنانية إضافة إلى "القبس" الكويتية و"الخليج" الاماراتية خبر تعرض مكتب لجنة تقصي الحقائق للاعتداء وعنونت "الشرق الاوسط" السعودية على صفحتها الاولى بالآتي : البحرين: المئات من المعارضة يعتدون على لجنة تقصي الحقائق ويتسببون في إغلاق مكتبها". وقدمت الصحيفة السعودية للخبر: "فجرت تصريحات صحافية للبروفسور محمود شريف بسيوني، رئيس لجنة تقصي الحقائق في البحرين، غضب المئات من أتباع المعارضة الشيعة في البحرين الذين تقدموا بشكاوى للجنة بحجة تعرضهم لانتهاكات من قبل السلطات الحكومية خلال الاحتجاجات التي شهدتها البحرين في فبراير (شباط)، واعتبرت هذه الاعتداءات ردا على تصريحات صحافية منسوبة إلى بسيوني أشارت إلى أن اللجنة لم تتوصل إلى ما يفيد بوجود انتهاكات لحقوق الإنسان في البحرين، وهو ما دفع المئات من أصحاب الشكاوى أو ممن لديهم شكاوى يرغبون في تقديمها إلى التوافد على مكتب اللجنة والاعتداء «اللفظي والجسدي» على أعضائها.

وأضافت "الاخبار" اللبنانية أن رئيس اللجنة كان قد أكد أن التحقيق «توصل إلى أن حكومة البحرين لم ترتكب جرائم بحق الإنسانية خلال التظاهرات في الأشهر الماضية». وأشاد بتعاون وزير الداخلية، وقال إنه «لم يرصد تعذيباً أو استخداماً مفرطاً للقوة». لكن اللجنة قالت في بيان إنها «لم تتحدث عن نتائج كهذه»، وإنها «لن تتخذ أي قرار بشأن حجم انتهاكات حقوق الإنسان في البحرين قبل انتهاء تحقيقها». وأضافت أنها ستغلق «إلى أجل غير مسمى» مكتبها الذي هاجمه أول من أمس «مئات الأشخاص» الذين أثارت تحقيقاتها غضبهم.

وهدد بعض هؤلاء المحتجين «شفهياً ومادياً موظفي» اللجنة، بحسب البيان الذي تحدث عن «إهانات وتهديدات». وأضاف أن «بعض الأفراد انهالوا بالسباب على العاملين ووضعوا رسائل تهديد على جدران المكتب وأرسلوا تهديدات عبر الهواتف المحمولة وعبر البريد الإلكتروني ودفعوا أحد العاملين وبصقوا عليه». لكن اللجنة قالت إنها ستواصل تلقي الشكاوى عبر البريد الإلكتروني، وذلك حرصاً على «سلامة الأشخاص الذين يعملون في المكتب».

وأضافت "الخليج" الاماراتية أن اللجنة الملكية المُستقلة لتقصي الحقائق في الأحداث التي وقعت في المملكة أكدت أنها لن تقدم أي تقرير عن حجم "انتهاكات حقوق الإنسان في البحرين"حتى اكتمال التحقيق، وأن تحقيقاتها مستمرة لجمع كل الأدلة ذات الصلة بالأحداث، وأن كافة موظفيها لازالوا مُستمرين في عملية إجراء المقابلات مع "الضحايا والشهود"، وجمع كل الأدلة، وتقييم الظروف.

وستواصل اللجنة عملها حتى 30 من أكتوبر (تشرين الأول) 2011، الذي يتزامن مع إصدار تقرير اللجنة حول الأحداث منذ فبراير ومارس والعواقب التي تلتها، وسيعلن عن التقرير كاملا بعد عرضه على الملك.
 

وزير العدل : لن نقبل التخوين والترهيب
على صعيد أخر اهتمت معظم الصحف الخليجية بالتركيز على تصريحات وزير العدل البحرينى ومواقفه ضد جمعية الوفاق ونشرت هذه المواقف "الاخبار" والشرق الاوسط" و"اليوم السابع" المصرية و"القبس" الكويتية و"الخليج " الاماراتية. وقالت "الشرق الاوسط" أن وزير العدل والشؤون الإسلامية والأوقاف، ورئيس اللجنة العليا للإشراف على سلامة الانتخابات الشيخ خالد بن علي آل خليفة، أن الانتخابات التكميلية يجب النظر إليها على أنها استحقاق دستوري لاستكمال عضوية مجلس النواب، وشدد على أن الحياة الدستورية مستمرة في البحرين، ولا يوجد فرض على أي شخص أن يشارك أو يقاطع.
 
واضاف «نحن غير معنيين بالنسب ولا نريد اللعب بالأرقام وهناك من يدعي أن نسبة تمثيله في الشارع تبلغ 65 في المائة، لكن إذا نظرنا للاستقالات التي حدثت سنجد أنها تمثل 26 في المائة من الكتلة الانتخابية».

وتابعت "الخليج" الاماراتية أن الوزير قال أن التاريخ يعيد نفسه عندما قاطعت جمعيات انتخابات 2002 وقامت بتصحيح خطئها في ،2006 لكن لا يجب أن يتعدى ذلك إلى التغول على إرادة الناخب الذي يجب أن يعلم أن صوته من حقه الشخصي يستطيع أن يستخدمه كيف يشاء ونحن نراهن في النهاية على وعي المواطن، وأكد أن أي اختراقات أمنية سوف يتم التعامل معها وبما يضمن سلامة إرادة الناخب ووصوله إلى صندوق الاقتراع، وأضاف الوزير "أن الانتخابات التكميلية ستجري على 18 مقعدا لكتلة انتخابية تشمل 187080 صوتا بزيادة قدرها 5842 صوتا، وفي حال خلو دائرة من مرشحين فإن الانتخابات سوف تعاد مرة أخرى، لافتا إلى أنه كان من المفترض أن تتم الانتخابات التكميلية خلال 60 يوما، لكن الظروف التي مرت بها البلاد وحالة السلامة الوطنية حالت دون ذلك ثم جاء حوار التوافق الوطني بعد استتباب الأمن، مضيفا: «لن نألو جهدا في سبيل أن يعيش أبناء هذا الوطن في سلام ووئام ومن يريد أن يسحبنا للوراء فإنه لن يستطيع».

وكانت جمعية الوفاق الإسلامية، وجمعية العمل الوطني الديمقراطي (وعد)، وجمعية المنبر الديمقراطي التقدمي (يسار) أعلنت مقاطعتها للانتخابات التكميلية. التي ستجري في  ايلول /سبتمبر لشغل نحو نصف مقاعد البرلمان البالغ عددها 40 التي أصبحت شاغرة بعد استقالة الكتلة النيابية لجمعية الوفاق بسبب الاحتجاجات التي شهدتها البحرين.

وفي سياق الخبر نفسه أضافت "الشرق الاوسط" أن القاضي خالد حسن عجاجي، عضو اللجنة العليا للإشراف على سلامة الانتخابات، قال إنه وبعد الانتهاء من مرحلة الكشوف الخاصة بالناخبين تقدم 38 شخصا بتعديل بياناتهم، وبادر القضاة بالانتهاء من البت في تلك الطعون دون تأخير، كما تم تقديم طعن واحد ضد أحد قرارات الإشرافية، فيما ستبدأ المرحلة التالية وهي التقدم للترشيح من 22 وحتى 24 أغسطس (آب).

وأكد عجاجي أن الرقابة الأهلية ليست بشيء جديد على الانتخابات، وقال إنها بدأت منذ انتخابات 2002 وستكون موجودة في الانتخابات التكميلية وقد تقدمت حتى اليوم جمعية واحدة بـ9 أعضاء، فيما ستتقدم خلال الفترة التي ستنتهي في 25 أغسطس أكثر من مؤسسة، مشددا على أهمية دور الرقابة النابع من إيمان الدولة بالدور الذي تقوم به مؤسسات المجتمع المدني لمعاونة القضاة واللجنة التنفيذية وللتأكيد على نزاهة وشفافية الانتخابات.

وتابعت "الخليج" أن رئيس هيئة التشريع والإفتاء القانوني عبدالله بن حسن البوعينين المدير التنفيذي للانتخابات إن اللجنة التنفيذية بدأت العمل بتجهيز المراكز وإعداد الأمور اللوجستية الخاصة بالانتخابات التكميلية وإعداد جداول الناخبين التي عرضت في المراكز الإشرافية التابعة للمحافظات الأربعة التي ستجري فيها الانتخابات.


الصحف القطرية :الثرثرة ليست حلاً
واستمرت الصحف القطرية في نشر مواقف منددة بتصريحات المسؤولين البحرينيين ونشرت "الشرق القطرية مقالة تحت عنوان "الثرثرة ليست حلاً" جاء فيه :" لا يخفى على أحد ما حدث من تبعات الفيلم الوثائقي لقناة الجزيرة الانجليزية وردة فعل الشارعين القطري والبحريني له، وعدم مقدرة الكثير على فصل قناة الجزيرة عن دولة قطر، ربما لأن الإعلام الجاد الذي يصدمنا بالحقيقة يخيفنا، وبغض النظر عن جودة الفيلم الوثائقي من سلبيته، ومن مدى تحيز أو إنصاف معديه، لم تكن هناك إلا الحقيقة، وهذا ما لم تستطع البحرين الحبيبة استيعابه من خلال إعلامها أو كتابها وغيرهم".

وأشارت "الشرق" في مقالة أخرى بعنوان "موزاييك الخلافات" إلى  أن "آخر المعارك الإعلامية وليست الأخيرة كانت بين الصحف في البحرين وقطر على خلفية بث قناة الجزيرة الانجليزية برنامجا تسجيليا حول الاضطرابات الأخيرة في البحرين وقبلها كانت حكاية الصيادين والقوارب البحرينية ودخولها المياه الإقليمية القطرية. ولا عجب أن يتأخر إنشاء الجسر المقترح (جسر المحبة) والذي سيربط البحرين بقطر والذي يعد واحداً من أطول الجسور في العالم. وان كانت السياسة تحاول أن تزرع بيننا الفرقة، فالعادات والتقاليد تجمعنا على المحبة كشعوب".

وخلصت المقالة إلى القول إن "ما يجمعنا في قطر والبحرين لا يمكن أن تكسره الخلافات والمشاحنات والأيديولوجيات والأجندات السياسية مهما حاولت" .
وفي موضوع آخر أوردت صحيفة "الوطن"الكويتية أن سفير دولة الكويت لدى مملكة البحرين الشيخ عزام مبارك الصباح أكد "ان الولاء والانتماء الوطني هما دعائم الاستقرار وصمام الامان لنا جميعا" مضيفا ان الوحدة هي سفينة النجاة امام كل تحديات.

وقال الشيخ عزام خلال غبقة رمضانية حضرها وجهاء ورجال الدين بمملكة البحرين الليلة الماضية ان "استمرارية التواصل بيننا جميعا من شأنه ان يسهم في تعزيز العلاقات والاواصر الاخوية التي تجمعنا والتي اسسها الاجداد ورعاها الاباء". واضاف ان جميع هذه الاعتبارات تنصهر امام اللحمة الوطنية معربا في الوقت نفسه عن سعادته في هذا اللقاء خلال شهر رمضان المبارك الذي يجمع بين وجهاء ورجال الدين في المملكة.
 
وفي سياق متصل قالت "الجزيرة" السعودية أن وفد مملكة البحرين الزائر لمهرجان أرامكو الرمضاني أشاد بمبادرات شركة أرامكو السعودية في إثراء المستقبل وتعزيز المسؤولية الاجتماعية والعمل على إحداث تأثير إيجابي وحقيقي عبر منظومة ثقافية وتعليمية وترفيهية متخذة من الخيارات الواسعة أمامها ترسيخا للقيم الأصيلة وتفعيل مسؤولية الشركة الاجتماعية والخدمية لكافة فئات المجتمع.
 
وقد ضم الوفد كلا من: جمال بوشقر، رئيس اللجنة البحرينية للمسؤولية الوطنية والأمين العام للجنة، وفواز سليمان، وعددا من أعضائها, وكان في استقبالهم المدير التنفيذي لشؤون أرامكو خالد بوبشيت، حيث أخذهم في جولة على أرجاء المهرجان.

التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus