الصحف السعودية تواصل تحريضها ضد المعارضة التي تحتج بالاستفتاء واستمرار التوتر مع قطر

2011-08-19 - 10:11 ص





مرآة البحرين (خاص): طرحت الصحف العربية والخليجية الخميس عدة عناوين حول الأزمة البحرينية الراهنة، واتهمت الصحف السعودية المعارضة البحرينية بالتصعيد في اشارة إلى تصريحات الامين العام لجمعية "الوفاق" الشيخ علي سلمان التي اكد فيها استمرار التظاهرات السلمية حتى تحقيق المطالب. كما ركزت صحف سعودية آخرى على ما تعرضت له لجنة تقصي الحقائق . وبالمقابل ما زالت الصحف القطرية تساجل الاعلام الرسمي في البحرين على خلفية عرض فيلم "صرخة في الظلام" على قناة "الجزيرة" الناطقة باللغة الانكليزية.

وقد نشرت "الشرق الاوسط" في خبر موسع لها جاء فيه "صعدت المعارضة الشيعية البحرينية من لهجتها تجاه السلطة في بلادها، متعهدة بالاستمرار في مطالبها والاحتجاجات، في حين كان لافتا تهديدها بالتوجه للخارج والداخل للسعي للوصول إلى مطالبها هذه، لكنها لم تبين طبيعة التحرك الخارجي الذي تتحدث عنه!. وقال علي سلمان الأمين العام لجمعية الوفاق الإسلامية، كبرى الجمعيات السياسية المعارضة: «ستسمر البلاد في حالة غياب أمن واستقرار وذلك بسبب الرافضين للديمقراطية والمعطلين للإصلاح، ومع شديد الأسف، قد تطول هذه المدة أشهرا أو سنوات، ولكنني أعرف النتيجة النهائية؛ وهي انتصار إرادة الديمقراطية والمطالبين بها، ولكنني لا أعرف متى، وكم هي التكلفة التي سيدفعها الوطن وشعب البحرين». مضيفا أن المشكلة التي تواجهها بلاده منذ 14 فبراير (شباط) «هي المشكلات نفسها التي تعاني منها البلاد العربية وغيرها من البلاد غير الديمقراطية في العالم، سواء كان في مصر أو تونس واليمن وليبيا وسوريا وغيرها».

وفي مؤتمر صحافي عقده في مقر الجمعية بالعاصمة المنامة أمس قال سلمان «نتحرك تحت العنوان العريض (الشعب يريد إصلاح النظام)، وليس إسقاطه، ولا نتبنى أي شعارات ذات طابع شخصي؛ فلسنا مع شعار: (يسقط حمد)، أو شعار: (الموت لآل خليفة). ونتطلع لواقع راق بنظام ديمقراطي يحفظ حقوق مواطنيه كافة. ولفتت الصحيفة السعودية إلى ما اسمته "تهديد الزعيم الشيعي بالاستمرارية في الحراك الشعبي والسياسي والإعلامي في الداخل والخارج، مع تأكيده على الالتزام بالسلمية، داعيا شعب البحرين لدعم هذا التحرك والتحول الحقيقي والفوري نحو الديمقراطية. وردا على ما طرحه الشيخ خالد بن علي آل خليفة وزير العدل حول نسبة التصويت التي حصلت عليها «الوفاق» في الانتخابات النيابية السابقة، قال علي سلمان: «لا نتفق مع ما طرحه وزير العدل من أرقام.. وهنا أقول إذا كانت هناك صدقية وشجاعة، تعالوا إلى هذا الحل؛ أن نذهب بشعب البحرين إلى استفتاء على بعض القضايا التي نختلف عليها، ونسلم بعد النتائج إلى ما يذهب إليه اختيار شعب البحرين، على أن الاستفتاء لا بد أن تجريه جهة حيادية حول القضايا، المطروحة».

المعارضة : منطلقاتنا وطنية ونحن أبعد الناس عن الطائفية
وأشار سلمان إلى أن «ما حدث في لجنة تقصي الحقائق من تشنج بعض المراجعين، وتلفظهم ببعض الألفاظ، أمر مرفوض ومدان وهو خطأ، ولا بد من احترام الأطر والضوابط كافة المنظمة لعمل هذه اللجنة».
 
وقال إن «(الوفاق) تسعى للسلم الأهلي، وتبتعد عن كل خطاب يوتر الساحة.. وأقولها صريحة: إننا نبتعد في إقامة مهرجاناتنا عن أي مناطق فيها احتكاك أو إثارة. وأنا هنا أتحدى كل من يتحدث ومنذ عام 1992 أن يأتي لي بخطاب أو كلمة أثيرت فيها الطائفية أو كنت أسعى لها».

وفي سياق متصل، اعربت "الجزيرة" السعودية في تعليق لها تحت عنوان "رأي الجزيرة" عن أسفها لأنه " لا تزال هناك بعض العناصر التي تنفذ توجيهات وتعليمات من الخارج تهدف إلى تحقيق أجندات لا تخدم البحرين، وتحصر همها في تنفيذ تلك التعليمات التي تسعى إلى فرض متغير يخدم أطماعاً إقليمية يعرفها البحرينيون جيداً. ولعل التصرف الأخير الذي صُدر من قلة قليلة جداً لا تزال تعزل نفسها عن النسيج الوطني البحريني والتي هاجمت مكتب اللجنة الدولية المستقلة لتقصي الحقائق مساء الاثنين ومحاولتهم الاعتداء على أعضاء اللجنة والعاملين معهم وتوجيه السباب، تصرف يظهر ويؤكد أن الجماعات المرتبطة بالقوى الإقليمية الطامعة لا تزال مصرة على مواصلة غيها وجحودها للوطن والسير في ركاب المخربين الذين لا يسعون لخير البحرين.وختمت الصحيفة بالقول أن تشكيل لجنة التقصي انجاز يحسب للبحرين، أما تصرف هذه القلة، فهو تأكيد آخر على أن التعليمات الموجهة من خارج الحدود هي التي تحاول إثارة الفتن والاضطرابات في مملكة البحرين!

من جهتها قالت "الخليج" الاماراتية أن اللجنة الخاصة بالنظر في الأسباب التي أدت الى الأحداث الأخيرة التي مرت بها البحرين اجتماعاً، أمس، برئاسة جواد بن سالم العريض نائب رئيس الوزراء البحريني، واستعرضت اللجنة كافة التقارير والإفادات والمستندات التي وردت اليها من الجهات المعنية وتدارستها دراسة مستفيضة من كافة الوجوه، آخذة في اعتبارها كافة الوقائع الجوهرية التي كانت سبباً لوقوع تلك الاحداث بغية الوصول الى الحقيقة التي ينشدها الجميع نحو ازالة كافة الصعاب والمعوقات التي تعترض مسيرة الإصلاح والتحديث التي تتبناها القيادة السياسية وسترفع تقريرها النهائي في هذا الخصوص الى العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة في غضون الايام القليلة القادمة.

التجمع القومي الديمقراطي يقاطع الانتخابات التكميلية
وعلى صعيد آخر قالت صحيفة "الوفاق" الايرانية أن جمعية التجمع القومي الديمقراطي أعلنت في بيان لها عن مقاطعتها للانتخابات التكميلية التي سيتم إجراؤها خلال شهر أيلول/سبتمبر المقبل بالبحرين. وافاد موقع (الوسط) أمس الاربعاء، ان الجمعية قالت: إن هذه الانتخابات تأتي وسط ظروف بالغة الصعوبة سياسيا واجتماعيا، حيث خلفت حالة السلامة الوطنية الآلاف من المفصولين تعسفيا عن العمل والمئات من المعتقلين دون وجه حق شملت فئات المجتمع كافة. واوضح البيان: كما تفاقمت الحالة الأمنية بسبب انتهاكات حقوق الإنسان، وتعمق الشرخ الطائفي في المجتمع بدعم من إعلام رسمي وقوى طائفية أعادت الحالة السياسية في البلاد إلى الوراء عشرات السنين.

وفي سياق متصل باجراء الانتخابات التكميلية قالت "الوطن" الكويتية أن سفارة مملكة البحرين لدى دولة الكويت اعلنت بان باب التسجيل في كشوفات الناخبين الذين يرغبون في التصويت في الانتخابات النيابية التكميلية سيكون مفتوحا في مقر السفارة الكائن بمنطقة السرة قطعة (5) شارع السرة مبنى (27) ولمدة خمسة ايام اعتبارا من يوم الاحد المقبل 21 اغسطس 2011 وحتى الخميس 25 اغسطس 2011 وذلك خلال وقت الدوام الرسمي للسفارة.

وبيّن اعلان السفارة ان موعد الانتخابات لمن سجلوا اسماءهم في كشوفات الناخبين بالسفارة سوف يجري ولمدة يوم واحد فقط في يوم الثلاثاء الموافق 20 سبتمبر 2011 وذلك من الساعة التاسعة صباحا وحتى الساعة السابعة مساء فقط.


 صدى "صرخة في الظلام" تتردد سجالاً بين البحرين وقطر

إلى ذلك تواصل السجال الاعلامي بين الصحف البحرينية والقطرية وقالت صحيفة "الوطن" القطرية في احدى مقالاتها: "من دواعي الأسف أن من يتابع المشهد الراهــن في الإعلام البحريني يصاب بحالة من الذهول، من حجم الكلام غير المسؤول والخطاب غير المقبول، الذي توجهه بعض الأقلام ضد قطر، في إطار حفلة «الصراخ البحريني» المنفعل والمفتعل والمليء بالإسفاف المبتذل!

وتابع الكاتب : "لقد اختصر الأشقاء علاقاتهم الأخوية معنا، واختزلوا روابطهم التاريخية مع دولتنا عبر قناة «الجزيرة»، فصارت هذه الفضائية التليفزيونية هي الأساس في قاموسهم، وصارت هي المقياس للعلاقات القطرية ـ البحرينية الضاربة في جذور التاريخ، رغم أن المنطق العاقل في تلك «الجزيرة» يقتضي التعامل مع ما تطرحه «الجزيرة» في برامجها على أنه فعل إعلامي، أو عمل دعائي لا يمثل وجهة النظر القطرية سواء كانت رسمية أو شعبية.

وتابع الكاتب مقالته... فالمؤسف أن نجد معسكرًا في الإعلام الرسمي البحريني يزرع بذور الكراهية المريضة ضد قطر، دون أن نجد مسؤولاً واحدًا يكبح جماح تلك الذئاب الإعلامية الضالة، فيؤكد على عمق روابط الدم والأخوة والمصاهرة التي تجمع بيننا وبينهم. ولعلي لا أبالغ إذا قلت إننا صرنا نرصد يوميًا أقلامًا في قلوبها مرض، تسعى بشكل لافت ومركز لضرب العلاقات الأخوية بين البلدين الشقيقين والتشويش عليها، وإثارة الضجيج الصاخب حولها !

وختم الكاتب مقالته : " انني أدرك بما لا يدع مجالا للشك أن قطر كلها بجميع مستوياتها الرسمية والشعبية عاتبة، ولن أقول غاضبة ـ ولها الحق أن تغضب ـ عندما يتم إحراق علمها في المنامة، أو الإساءة إليها أو التطاول عليها لمجرد قيام قناة تليفزيونية تبث برامجها من الدوحة، ببث برنامج وثائقي يتناول الأزمة البحرينية..

التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus