«التربية» تفصل معلما حاز دكتوراه وجوائز دولية في «نظم المعلومات»
2014-06-18 - 3:00 م
مرآة البحرين: فصلت وزارة التربية والتعليم الموظف في إدارة نظم المعلومات لديها حسن عبدالرضا صالح، الحاصل على شهادة إنهاء خدمته في الثامن من شهر يونيو/حزيران 2014، وذلك بعد تحويله إلى لجنة تحقيق بحجة "تغيبه عن العمل وعدم انصياعه للأوامر".
ونقلت صحيفة "الوسط" في عددها الصادر اليوم الأربعاء (18 يونيو/حزيران 2014) عن صالح، الذي يحمل شهادة الدكتوراه في نظم المعلومات، وصفه فصله بأنه "تعسفي وتهميش للكفاءات والخبرات البحرينية"، مشيرا إلى أنه عمل منذ العام 2003 مدرساً في الوزارة بعد تخرجه في إحدى الجامعات في دولة قطر بتقدير امتياز في تخصص علوم الحاسوب، وخلال عمله في الوزارة صمم مجموعة من البرامج في التدريب والتعليم الإلكتروني، ومن بينها برنامج للامتحانات التجريبية وامتحانات تحديد المستوى للرخصة الدولية لقيادة الحاسوب وبرامج أخرى، منوها إلى أنه على إثر تلك البرامج المقدمة من قبله تم انتدابه لإدارة نظم المعلومات في الوزارة العام 2005".
وأضاف أنه ساهم من موقعه الجديد في تطوير مجموعة كبيرة من البرامج بالإضافة إلى تصميم تطبيقات الويب وتدريب الموظفين على كيفية التعامل معها، لافتا إلى أنه في العام 2007 صدر قرار إداري بتعيينه في وظيفة اختصاصي برامج حاسب آلي بقسم خدمات الحاسب الآلي في إدارة نظم المعلومات.
وقال: "بعد تقديمي عدداً من البرامج والمساهمات في الإدارة وحصولي على مؤهل أكاديمي تقدمت إلى الوزارة بطلب ترقية وصدمت بالرد بأن الترقيات تعتمد وفقا للأقدمية، على رغم علمي بأنه وفقاً لديوان الخدمة المدنية فإنه يحق للموظف الحصول على ترقية أو مكافأة نظير تقديمه بحوثاً وبرامج تسهم في تطوير العمل أو التطوير الذاتي عن طريق حضور الموظف البرامج التدريبية أو حصوله على مؤهل أكاديمي عالٍ".
وذكر إن أبحاثه نشرت في كثير من المواقع البحثية وأصبحت مرجعاً لكثير من الباحثين ودارسي الدراسات العليا، وحصل على شهادة أفضل طالب للعمل المثمر والجاد وأفضل رسالة دكتوراه في الحاسب الآلي، وتخرج بمعدل 4 بعد أن أنهى دراسته في ثلاث سنوات عوضاً عن أربع ليعود إلى البحرين في العام 2011.
وبين أنه في (أكتوبر/ تشرين الأول 2011) قدم ثلاث رسائل إلى الوزارة، الأولى لمدير إدارة نظم المعلومات إشعاراً بعودته إلى العمل، والثانية إلى مدير إدارة البعثات حول إنهاء دراسته فضلاً عن رسالة ثالثة إلى مكتب وزير التربية والتعليم يطلب فيها لقاء الوزير ليهديه نسخة من رسالته، إلا أنه لم يتلقَّ جوابا حتى الآن أو اتصالاً للقاء الوزير بحجة تجميع طلبات الموظفين الحاصلين على شهادات عليا، على حد قوله.
وأردف "على رغم مراجعتي المستمرة للوزارة بعد إنهائي دراستي وعودتي إلى الوطن واستعدادي للعودة للعمل واستثمار ما درسته طوال تلك السنوات لخدمة الوزارة ووطني إلا أني تفاجأت بأنه تم تجاهلي وبقيت 8 أشهر في المنزل بانتظار الوظيفة المؤمل أن تسند لي والتي تتناسب مع مؤهلاتي الجديدة".
ولفت إلى أن مدير الإدارة رفع رسالة خلال (يناير/ كانون الثاني 2012) إلى وكيل الوزارة بخصوصه، جاء فيها: إنه «بالإشارة إلى خطاب مدير إدارة الموارد البشرية بخصوص عودة حسن عبدالرضا صالح بعد انتهائه من دراسة الدكتوراه، وطلب تحديد الوظيفة والموقع التنظيمي المراد تعيينه عليه، نود إفادتكم بأنه ابتعث من قبل برنامج الابتعاث التابع إلى السفارة اليابانية بالتنسيق مع وزارة التربية والتعليم وقد أتم الدراسة العام 2011 ونال درجة الدكتوراه مع مرتبة الشرف في تخصص علوم الحاسب، وكانت رسالته والأبحاث المصاحبة لها تتعلق بطرق تشغيل أدوات الاستعلام على قواعد البيانات على شبكة الإنترنت مع ميزة الحفاظ على الخصوصية من خلال خدمات تشفير هذه البيانات، وقد نالت هذه الدراسة إعجاب الجامعة التي يدرس بها وهي جامعة تسكوبا وطلبت منه تجديد فترة بقائه بالجامعة لدواعي الاستمرار في إجراء الأبحاث العلمية والدراسات كما حصل على عدة عروض من جامعات خليجية وعالمية للانتظام لهيئة التدريس بها".
وأضافت الرسالة "وكما تعلمون فإنه قد نقل قبل سفره للدراسة من هيكل إدارة نظم المعلومات، إذ كان يشغل وظيفة أخصائي برامج حاسب آلي على الدرجة الخامسة التخصصية إلى وظيفة متدرب بإدارة التدريب والتطوير، وقد عاد من اليابان ولم يتسلم مهام عمله حتى الآن نظرا إلى أن هيكل إدارة نظم المعلومات الحالي يخلو من أية وظيفة شاغرة تتناسب مع مؤهله الأكاديمي، وحيث إننا لا نرى أنه من المناسب تعيينه على وظيفته بالدرجة نفسها التي كان عليها قبل سفره للدراسة فإننا نوصي بنقله للعمل في السلك الأكاديمي بجامعة البحرين أو كلية البحرين للمعلمين أو بوليتكنك البحرين للاستفادة من تخصصه وأبحاثه التي أجراها طوال فترة دراسته الجامعية ولكون العمل في سلك التدريس أكثر مناسبة لمستواه العلمي الحالي وبما يتناسب مع مؤهلاته العلمية وخبراته العملية".
وذكر صالح أن وزارة التربية والتعليم بعد شهرين من إرسال هذه الرسالة وجلوسه في المنزل لـ 8 أشهر قررت الوزارة تعيينه في وظيفته السابقة في الثالث من مايو/أيار 2012 دون أن تسند إليه أية مهام أو تخصص له مكتب أو بصمة واسماً ورقماً سريّاً للدخول للنظام، مستدركاً أنه تم على خلفية اجتماعه مع رئيس القسم تدشين بصمة واسم ورقم سري له في (20 يونيو/ حزيران 2012).
وقال: "شعرت بالإحباط الشديد، فبعد كل تلك الدراسة والتعب عدت إلى النقطة نفسها دون تقدير، إلا أني على رغم ذلك واصلت عملي ولم أرفض أية مهمة تسند لي وحاولت في أكثر من مناسبة أن أعبر عن استيائي من وضعي الوظيفي بأخذي إجازات سنوية متكررة، والتحدث مع المسئولين في الوزارة عن أهمية الرضا الوظيفي في نوعية ودقة العمل والإبداع في المجالات التقنية، لكن كانت الإجابة عدم اهتمامهم بهذه المصطلحات".
وأضاف أنه في أكتوبر/تشرين الأول 2012 تم إسناد مهمة إليه بإعداد خطة عمل لتصميم تطبيقات الهواتف النقالة وإيجاد الحلول المناسبة لنظم المعلومات في الوزارة وتطويرها، مستدركا أنه قدم مقترحه لخطة عمل مدتها سنة، إلا أنه تفاجأ باستدعائه للجنة تحقيق على خلفية خطته من جهة وإجازاته السنوية من جهة أخرى.
وقال: "تم الإشارة في لجنة التحقيق والتي لم تكن متخصصة وغير مؤهلة إلى تقييم خطتي بأنها خطة غير واقعية ولا بد من اختزالها في ثلاثة أشهر، فيما أوضحت لهم أن التطبيق يتطلب التعرف على احتياجات الوزارة للبرامج وتطبيقات الهواتف النقالة فضلاً عن توفير الأدوات المناسبة إلى تصميم التطبيقات بحسب المعايير التقنية المتطورة وتدريب منتسبي الوزارة عليه، فضلا عن تدشين مرحلة تجريبية أيضاً وهو الأمر الذي يتطلب سنة، وعلى رغم ذلك لم يؤخذ بحديثي وتم اتهامي بعصيان الأوامر، والأغرب تمت الإشارة إلى تغيبي عن العمل على رغم أني سبق أن قدمت إجازة سنوية للإدارة وتم اعتمادها".
وأكد أنه تمت ملاحقته بلجان تحقيق متتالية للأسباب ذاتها لكنه قاطع لجان التحقيق ولم يوقع أية ورقة، فيما قررت الوزارة فصله في الرابع من شهر يونيو/حزيران 2014 وتسلم شهادة إنهاء خدمته بعد أربعة أيام من التاريخ المذكور.
وختم حديثه قائلاً: "تلقيت عروضاً كثيرة للعمل في اليابان، دول آسيوية وأوروبية وبعض دول الخليج وأملك المؤهلات لذلك، إلا أني أكتب قصتي اليوم لتسجيل موقف فقط وأستغرب من آلية وزارة التربية والتعليم في طرد الكفاءات وتهميشها في الوقت الذي تتسابق الدول للاستثمار في مواطنيها والاستفادة من خبراتهم".
- 2024-12-23علي حاجي: انتهاكات صارخة لحقوق الإنسان في سجن جو المركزي بعد فض الاحتجاجات
- 2024-12-21“سلام” تطالب بالتدخل العاجل لوقف الانتهاكات المتفاقمة في سجن جو المركزي بعد الأحداث الأخيرة
- 2024-12-18ندوة "حقوق الإنسان تحت التهديد": البحرين لم تغيّر منهجها في القمع بل ابتكرت أساليب جديدة للتحايل على المنظمات الدولية والإعلام العالمي
- 2024-12-14السيد عبدالله الغريفي: ما حدث في سوريا فتح شهية الكيان الصهيوني للتوسع والتمدد
- 2024-12-13المرشد يوقع "صعصعة محارب عابر للزمن" في لندن: نحن في حرب هويات