أنور الرشيد: الدول تزول ولن يبقى إلا وجه شعبك

أنور الرشيد - 2011-08-21 - 9:24 ص





أنور الرشيد*

أنا على قناعة تامة بأن مملكة البحرين والأسرة المالكة تحديدا، هي في مأزق تاريخي حقيقي متجسد على الأرض بشكل واضح بعد انتفاضة الرابع عشر من فبراير، المعالجة الأمنية أو أسلوب المعالجة الأمنية حتى هذه اللحظة لم يأتِ بثماره والحوار الوطني لم يتمخض عنه ما يشفي غليل أمهات الشهداء، لكي يقبلوا فيه، وقضية المفصولين من أعمالهم بحجة أنهم شاركوا بدوار اللؤلؤة لا زالت تتداعى آثارها اجتماعيا وسياسيا. والإعلام الرسمي وشبه الرسمي، مازال يجد رسالته الحصرية في الدفع بالمجتمع نحو هاوية الصراع الطائفي. نغمة هذه الرسالة واضحة تحمل في طياتها إما نحن وبطشنا أو سندمر عليكم المعبد.
 

في الحقيقة كل هذه الأمور تشكل واقع المجتمع البحريني اليوم، وما تتبعه الأسرة المالكة من سياسات لتدجين المطالب الشعبية، هي سياسة فاشلة وخاطئة، ومن نصحهم بها لا يريد الخير للأسرة المالكة بكل تأكيد، فهذه هي حركة التاريخ وليست حركة الشعب البحريني.

 اليوم ما يحدث بالمنطقة العربية، هو أمر داخلي بكل تأكيد ومرتبط بمصالح خارجية، هذه المعادلة نفهمها ولكنها معادلة قد تتغير بتغير الأحداث والوقائع على الأرض والمصالح. ربما انتفاضة الرابع عشر أتت في توقيت لم تنضج فيه بعد الرؤية الدولية بالنسبة لدول الخليج، ولكن من المؤكد أن هذه الرؤية لن ولم تختلف عن الرؤية العامة للمنطقة التي ترنو للديمقراطية والحرية، لذا فإن دخول انتفاضة الرابع عشر من فبراير بهذا الشكل السريع قد لخبط حسابات دولية، مما ترك المجال واسعا لاستخدام المعالجة الأمنية كي تأخذ مداها.

على المدى المتوسط وبعد استقرار الأوضاع في كل من مصر وتونس وسوريا وليبيا واليمن، فلن يظل في الواقع العربي إلا دول الخليج والأردن والمغرب، وهي دول أعتقد بأن الغرب يمكنه أن يغيرها بالفاكس، فالبحرين ما هي إلا بروفه لما ستأتي به الأيام لدول الخليج، فمن يعتقد بأن الأمور بدول الخليج هادئة ومسيطر عليها سواء عبر الضخ المالي الكبير الذي تم ضخه أو سيضخ  أو عبر القبضة الأمنية، فهو واهم ولا يقرأ حركة التاريخ، لذا مأزق العائلة المالكة البحرينية سيكون درسا، أرجو أن تتمكن الأسر الحاكمة الخليجية أن تستفيد منه، فالتاريخ قال ويقول وسيظل يقول إن الشعوب هي الباقية والأنظمة هي الزائلة.

حركة التاريخ سريعة أسرع مما يتصوره عقل طاغية، فالخمسون سنة الماضية انتهت فيها أكثر من أسرة مالكة، بدءا من الملك فيصل الأول ومرورا بالملك فاروق وشاه إيران وصولا إلى الأسرة الصالحية التي ستلقى مصيرا محتوما، أما الأسرة القذافية التي تنازع اليوم فسيكون مصيرها أسود دمويا  وأسوأ من مصير الأسرة الصدامية غير المأسوف عليها، ولن تكون آخر أسرة تلقى مصيرها بهذا الشكل غير مأسوف عليه.

Zwayd2007@gmail.com


*الأمين العام لمنتدى مؤسسات المجتمع المدني الخليجي.

** ينشر في مرآة البحرين بالتزامن مع موقع منتدى حوار الخليج.

التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus