قناة آرتي: كلير بوغراند: "لا مؤشرات على وقف التظاهرات في البحرين"

2014-06-25 - 7:57 م

قناة آرتي

ترجمة: مرآة البحرين

كيف بدأ الربيع العربي في البحرين؟ ما هي مطالب المعارضة؟ ولشرح الأزمة الحالية، النزاع بين الأكثرية الشيعية والأقلية السنية التي تتولى سدة الحكم، تحدثنا مع كلير بوغراند، المتخصصة في شؤون دول الخليج، حول ما الذي يميز البحرين وما الذي ساهم في تحول التظاهرات إلى العنف.

قناة آرتي: ما الذي يميز البحرين عن باقي دول الخليج؟

كلير بوغراند: البحرين هي الدولة الأصغر والأفقر في مجلس التعاون لدول الخليج. وهي الدولة التي حدث فيها أول اكتشاف للنفط في شبه الجزيرة العربية في العام 1932. ومنذ 1946، كانت البحرين مركزًا للقوة السياسية في الخليج الفارسي ومركزًا للحكم الاستعماري البريطاني في المنطقة بعد خروجه من بوشهر في إيران. اليوم، وبعد استنفاد احتياط نفط الجزيرة تكرر مصافي النفط من السعودية- الدولة التي تتشارك معها البحرين أرباح مصفاة حقل أبو الصفا. فالبحرين هي دولة هشة اقتصاديًا إذًا، في الكويت، على سبيل المثال، يضمن الدستور عملًا لكل مواطن، الأمر الذي لا يمكن أن تفعله البحرين.
البحرين مثل الكويت، متطورة سياسيًا أكثر من الدول المجاورة لها. فبعد اعتمادها لدستور في العام 1973، اختبرت البحرين النظام البرلماني الذي انتهى في العام 1975 عندما حُلّ البرلمان. وكانت العودة إلى دستور 1973، الذي أسس لأحادية الحكم، أساسًا للمطالبات السياسية منذ مطلع الألفية الثانية.

فقد نص دستور 2002 الجديد على تعيين مجلس نواب، الأمر الذي سبب الإحباط للكثيرين من البحرينيين الذي رأوا في هذا العمل خطوة إلى الوراء مقارنةً مع انجازات العام 1973. ويبقى تقسيم السلطات بين تنفيذية وتشريعية حجر العثرة الأساس للصراع الحالي.

قناة آرتي: لشرح الأزمة الحالية، يوجد صراع كبير بين الأكثرية الشيعية و الأقلية السنية المنفردة بالحكم.

كلير بوغراند: في الواقع، غالبًا ما يتم التأكيد على العنصر الديني بطريقة مبسطة نوعًا ما، لكنه ليس العنصر الوحيد الذي يجب أخذه بعين الاعتبار، فهو يندمج مع عدم المساواة الاجتماعية والاقتصادية التي يُنظَر إليها على أنها نتيجة السياسات التمييزية. وعليه، ازداد استياء القرى الشيعية البعيدة من السلطات لأنهم شعروا بالتمييز في ما يتعلق بإمكانية الحصول على سكن وعمل، خاصة في القطاع العام ودوائر الدولة والمؤسسات الحساسة والاستراتيجية كوزارة الشؤون الخارجية ووزارة الداخلية والدفاع.

قناة آرتي: هل هذه هي الحالة؟

كلير بوغراند: على الرغم من أن بعض الناس يقولون إنه يوجد شيعة في الجيش والشرطة، إلا أن هذا يُعتَبر استثناء ولا يشمل بالتأكيد مجموعة القوات التي تأتي من باكستان واليمن وسوريا. يرى الشيعة هذا كدليل اشتباه ضدهم، لا سيما منذ الثورة الإيرانية. ويقال إن الجيش كان يتم تدريبه دائمًا من قبل الأجانب من بريطانيا والأردن.

قناة آرتي: ما هي طلبات المعارضة؟

كلير بوغراند: تنقسم المعارضة بين قسم يقبل بالملكية وأقلية تنكر شرعيتها. والحزب المعارض الأساسي هو الوفاق، وهو حزب إسلامي شيعي، لا يميل إلى التأكيد على هويته الدينية وهو في تحالف مع الأحزاب اليسارية. يريد التكتل إصلاحات دستورية: في ما يتعلق بأحادية الحكم، يطالب التكتل برئيس وزراء منتخب من الأكثرية البرلمانية ويكون أهلًا للمنصب. إلى جانب ذلك، نشأت حركات أكثر تطرفًا من الإسلاميين السياسيين الشيعة كما نشأت في العراق في الستينيات وخلال الثورة الإيرانية.

حدث الانشقاق بين المعتدلين والمتطرفين في العامين 2005 و2006 عندما وافق حزب الوفاق الإصلاحي على المشاركة في انتخابات 2006 البرلمانية وكسر بذلك استراتيجية المقاطعة في ذلك الوقت المدعومة من أولئك الذين يعارضون أي تسوية. وعليه، رأى المعارضون في هذه الخطوة تعاونًا مع النظام. اعتمدت الحركات التطرفية المعارضة، حق والوفاء، استراتيجية العصيان المدني وتنظيم التظاهرات في القرى التي غالبًا ما تحولت إلى مواجهات عنيفة مع الشرطة ومؤدية بذلك إلى الدورة الشهيرة: تظاهرة- سجن- تظاهرة. كانت هذه الأرض الخصبة التي أدت إلى ظهور التظاهرات العنيفة. خلال حراك التظاهر 2011، طالب معادو الملكية علنًا بشيء مستحيل نوعًا ما في الخليج: سقوط العائلة الحاكمة.

قناة آرتي: كيف نشأ الربيع العربي في البحرين؟

كلير بوغراند: لم تكن المعارضة البرلمانية هي التي دعت إلى التظاهرة الأولى، بل كانت صفحة على الفايس بوك تحمل اسم "ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير" مع شعار يدعو لتغيير النظام المتطرف. المذهل هو أنه عندما ظهرت دعوة 14 شباط/فبراير جسّد الجناح المتطرف سخط الناس الأكثر اعتدالًا الذين شكلوا الجسم الرئيسي للوفاق. شجع الجميع جدول أعمالهم وكانت الشعارات مختلفة مثل "لا شيعي ولا سني أنا بحريني" و "الشعب يريد إصلاح النظام" و "الشعب يريد إسقاط النظام". بعد سقوط الضحايا الأوائل في التظاهرات، سعى النظام للتفاوض: فكلف الملك ولي العرش، الذي يُنظَر إليه كمصلح في العائلة الحاكمة، بالتفاوض مع المعارضةـ لكن الحوار فشل. وفي 14 آذار/مارس 2011، دخلت قوات درع الجزيرة (قوات مجلس التعاون الخليجي) البلاد لحماية منشآتها الإستراتيجية وتم إعلان حالة الطوارئ.
قناة آرتي: أين هي التظاهرات اليوم؟

كلير بوغراند: التظاهرات مستمرة ولا تظهر أي إشارات ضعف سواء في شكلها السلمي أو العنيف. وتحشد دعوات حزب الوفاق دائمًا أكثر من 10000 شخصًا. وفي القرى الشيعية، تتصادم كل يوم مجموعة من الشباب مع الشرطة ويرمون عليهم قنابل المولوتوف التي يقابلها رد الشرطة بقنابل الغاز المسيل للدموع.

ما زال الناس مصدومين من قمع شباط/فبراير- آذار/مارس 2011 الذي شكل موضوع التحقيق الذي قامت به اللجنة المستقلة بقيادة البروفيسور بسيوني. وقد انتقدت هذه اللجنة الاستخدام المفرط للقوة واللجوء إلى التعذيب اللذين كانت ضحيتهما 35 شخصًا والعنف الطائفي الذي تلاهم.

في الوقت الحالي يسود شعور أن الوضع لا يجب أن يستمر على هذه الحال وأنه يجب أن يعود إلى الحالة الطبيعية: فالعنف ما زال مستمرًا بين الثائرين الشباب والشرطة، وهو ما أدى مؤخرًا إلى خسائر في الأروح. وتستمر المعارضة بإلقاء الضوء على حالات التعذيب والوضع السياسي متوتر والحكومة، الغاضبة أمام الاهتمام الدولي بهذه الأزمة المتفاقمة ، ينفذ صبرها في وجه بيانات الناشطين الذين بقوا غير متأثرين بتطبيقها لتوصيات لجنة بسيوني.

يوافق الجميع على أنه لا يوجد بديل للتفاوض. ومنذ بداية العام 2012، لم يحصل الحوار الذي أعلنه كلا الطرفين وأعربا عن أملهما به، فيما كان كل طرف يلوم الآخر على هذا الفشل.

أجرت المقابلة نورا بن سعدون
11 حزيران/يونيو 2014
النص الأصلي


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus