باتريك كوكبورن : البحرين تطرد مسؤولًا أمريكيًا رفيع المستوى "غير مرحب به" على خلفية اجتماعه مع حزب معارض شيعي

2014-07-09 - 11:45 م

باتريك كوكبورن، الاندبندنت

ترجمة: مرآة البحرين

التقى توم مالينوسكي بقادة حزب الوفاق الذين يزعمون أن أمر طرده يظهر سيطرة أولئك الذين يعارضون الإصلاح والتسوية في داخل أسرة آل خليفة الحاكمة

أمرت البحرين ديبلوماسيًا أمريكيًا رفيع المستوى، كان يزور البلاد، بالمغادرة بعد أن التقى مع قادة الحزب الشيعي الأساسي المعارض. وقالت الحكومة إن مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون حقوق الإنسان، توم مالينوسكي، كان "غير مرحبًا به" وإنه عليه إنهاء زيارته الرسمية التي تستغرق ثلاثة أيام إلى البحرين "بسبب تدخله في شؤونها الداخلية".

هذا وتم استدعاء قادة حزب الوفاق المعارض؛ الشيخ علي سلمان وخليل المرزوق، للقاء المدعي العام للتحقيق اليوم بشأن ما ناقشاه مع السيد مالينوفسكي. وعليه، صرحت وزارة الخارجية الأمريكية أنه في الدقيقة الأخيرة طلبت السلطات البحرينية أن يحضر ممثل عن وزارة خارجيتها كل الاجتماعات الخاصة مع الأفراد والأحزاب التي تمثل جميع أطياف المجتمع البحريني، بما فيها تلك التي تعقد في السفارة الأمريكية".

وبدت المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الأمريكية، جين بساكي، متفاجئة من تحول الأحداث قائلةً إن حكومة البحرين كانت "على علم أن المسؤولين الأمريكين يجتمعون بشكل روتيني مع الجمعيات السياسية المعترف بها كلها".

وعبر تعمد إثارة إشكال ديبلوماسي من زيارة مألوفة تم الترتيب لها سابقًا وقام بها دبلوماسي أمريكي رفيع المستوى، تعطي عائلة آل خليفة الحاكمة انطباعًا أنها مازالت منقسمة في ما يخص كيفية استجابتها للمظاهرات الديمقراطية التي تقوم بها الغالبية الشيعية والتي بدأت منذ العام 2011. تم قمع المظاهرات بطريقة وحشية ورافقها عدد كبير من الاعتقالات وتعذيب كبير لأيٍ من منتقدي للحكومة، أما القمع قد فشل في إيقاف المسيرات والتظاهرات في المناطق الشيعية في البحرين.

شعرت الولايات المتحدة وبريطانيا بالحرج بسبب تهم النفاق التي وجهت إليهما والتي نتجت عن رد فعلهما اللطيف لقمع المعارضة على يد المرتزقة السنة في البحرين مقارنةً مع إدانتهما الصريحة للرئيس بشار الأسد لانتهاكه حقوق الإنسان.

كانت البحرين تسعى من خلال العلاقات العامة إقناع بقية العالم أن الحياة فيها قد عادت إلى الطبيعة. ففي أيار/مايو، كان الأمير أندرو المتحدث الرئيسي في مؤتمرٍ في لندن للاحتفال بالبحرين كمكان للحرية الدينية وتقبل الآراء المتباينة، لكنه انسحب منه بعد أن انتُقِد بسبب دعمه للحكومة البحرينية. وخلال زيارته للجزيرة في وقتٍ سابق قال: "أنا أؤمن أن ما يحصل في البحرين هو مصدر أمل لكثير من سكان العالم ومصدر فخرٍ للبحرينيين".

وفي الوقت الذي تحتدم فيه المواجهات بين السنة والشيعة وتصبح أكثر عنفًا في العالم الإسلامي بعد النجاح العسكري لقوات الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) المناهضة للشيعة، يبدو أن البحرين أكثر عرضة للتأثر. وفي هذا الصدد، قال علي الأسود وهو نائب سابق والمتحدث الرسمي باسم جمعية الوفاق إن أمر السيد مالينوسكي بمغادرة البلاد يظهر سيطرة أولئك الذين يعارضون الإصلاح والتسوية في داخل أسرة آل خليفة الحاكمة.

ولطالما اتبعت البحرين سياسة إبراز نفسها على أنها منفتحة على الاصلاح السياسي، ولكنها في الوقت نفسه تقمع الإعلام. فهي تقلل من أهمية التظاهرات في القرى الشيعية بوصفها أنها تافهة من جهة، وتقوم من جهة أخرى بسجن أربعة مصورين أو تلفيق تهم جرائم بحقهم. هذا وقد سرح آخرون من وظائفهم في الجرائد بأوامر من الحكومة، على ما يبدو.

حكم على حسين حبيل، الذي فاز بجائزة عن صوره لتظاهرات مناهضة للحكومة جائزة، بالسجن لمدة خمس سنوات بعد أن ألقي القبض عليه أثناء صعوده على متن طائرة متوجهة إلى دبي. وقالت أمه لهيومن رايتس ووتش إن ابنها أخبرها أنه قد تم تعصيب عينيه وتكبيل يديه بعد إلقاء القبض عليه وأضاف أنه تم تعريضه عرض للبرودة العالية لفترات طويلة إلى أن وقّع على اعتراف ما. ويبدو أن حملة قوات الأمن ضد المصورين تهدف إلى قمع صور التظاهرات المستمرة المناهضة للحكومة.

8 تموز/يوليو2014

النص الأصلي


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus