«اليونسكو»: الصحافة العربية تواجه استمرار قيود الحكومات وإفلات قتلة الصحافيين من العقاب

2014-07-11 - 4:07 م

مرآة البحرين: أكد تقرير صادر عن "اليونسكو" أن الصحافة العربية "لا تزال تواجه تحديات استمرار القيود المفروضة عليها بما فيها قيود على حرية التعبير والرأي، وذلك وسط استمرار المطالبات بالتحرر من الضغوط المفروضة عليها".

وأشار التقرير الذي حمل عنوان "اتجاهات الدول العربية في حرية التعبير وتنمية الإعلام" إلى أنه "خلال الأعوام الستة الماضية شهدت المنطقة العربية فترة مضطربة، وخصوصاً في الدول التي شهدت الاحتجاجات الشعبية والصراعات المسلحة، وحركات الإصلاح التي كانت لها تداعيات كبيرة على حرية الصحافة".

وأضاف "واجهت حرية الصحافة بعض التحديات في البلدان ذات الحكومات الجديدة أسوة بالبلدان التي لم تشهد التحولات السياسية. لكن الاتجاه السائد يشير إلى استمرار القيود على حرية التعبير والرأي والصحافة حتى وسط الضغوط المتزايدة للتحرر".

وأوضح "أصبحت لمنصات الأخبار الرقمية وصحافة المواطن شعبية متزايدة وبات تأثير آليات الرقابة يقتصر على وسائل الإعلام التقليدية، ومع ذلك، فإنها أثارت أيضاً رد فعل من السلطات في عدد من دول المنطقة التي أوجدت قوانين أكثر صرامة وعقوبات أقسى".

وتطرق التقرير إلى "أدوات تقييد حرية وسائل الإعلام من خلال الاستخدام المستمر للرقابة المباشرة وقضايا التشهير والضغوط الاقتصادية من خلال الامتناع عن نشر الإعلانات"، لافتا إلأى أن بعض البلدان في المنطقة "شهدت عزوفاً مستمرّاً عن مشاهدة وسائل الإعلام بوصفها قوة مزعزعة للاستقرار وكمصدر للفتنة والشقاق، وفي الدول التي شهدت تغييراً في القيادة السياسية، نادراً مَّا يتم الاعتراف بدور وسائل الإعلام المستقلة، في الوقت الذي كانت فيه وسائل الإعلام المملوكة للدولة تفتقر إلى حد كبير من الاستقلالية".

وفيما يتعلق بالاستقلال والتنظيم الذاتي لوسائل الإعلام، أكد التقرير أن 19 دولة من المنطقة العربية "بقيت بعيدة المنال عن الاستقلالية، وأنه في معظم البلدان العربية لم تقلل الحكومات من تدخلها في وسائل الإعلام الإخبارية، وخصوصاً على صعيد الحصول على تراخيص البث والطباعة"، مردفا "قرار منح التراخيص لا يتم من قبل هيئات مستقلة، وإنما يتم وفقاً لعملية مسيسة".

وذكر التقرير إن "معظم أنحاء المنطقة شهدت عقوداً من تقييد حرية التعبير التي أسفرت عن مستويات عالية من الرقابة الذاتية بين الصحافيين. كما أن التطورات في وسائل الإعلام، وخصوصاً خلال الأعوام الثلاثة الماضية، تشير إلى وجود اتجاه متزايد بين العديد من الحكومات لتنظيم الاتصالات عبر الإنترنت، في الوقت الذي خلق الإنترنت جيلاً جديداً من الصحافيين، بما في ذلك العديد من الصحافيين والمدونين، الذين يملكون جرأة أكبر في إعداد تقاريرهم".

ووفقا للتقرير، فإن "الأخبار والآراء التي توجه انتقادات للحكومات ومناقشة المحرمات الاجتماعية والآراء التي تنتقد على أساس الدين ظهرت في وسائل الإعلام، ولا سيما في البلدان التي تمر بمرحلة انتقال سياسي. وأسهمت هذه التطورات في الحد من الرقابة الذاتية بين الصحافيين في المنطقة".

وبشأن سلامة الصحافيين، ذكر التقرير إن "الأعوام الستة الماضية شكلت فترة مضطربة وخطيرة على نحو متزايد للصحافيين في العديد من البلدان العربية، وأنه على رغم أن موجة الانتفاضات السياسية خلقت فرصا جديدة للصحافيين، إلا أنها خلقت ظروفا خطرة للصحافيين في جميع أنحاء المنطقة، ولا سيما في مناطق النزاع، ما يؤدي إلى زيادة في الاعتقالات والسجن والمضايقات، ومصادرة المعدات الخاصة بالصحافيين".

وأكد أن "الاضطرابات السياسية الجارية ولا سيما الانتفاضات التي بدأت في العام 2011 في أجزاء من المنطقة والتوسع في الصحافة، سواء داخل وسائل الإعلام المؤسسي أو صحافة المواطن، والعلاقات المتوترة على نحو متزايد بين الحكومة والصحافة في البلدان التي تمر بمرحلة انتقالية، وكذلك أولئك الذين يحاولون منع الانتفاضات الشعبية، باتت مهددة لسلامة الصحافيين".

كما أشار التقرير إلى "استمرار سياسة الإفلات من العقاب في حالات قتل الصحافيين، مع تحقيق القليل من التقدم في معالجة الجرائم الممارسة ضد مهنيي وسائل الإعلام، التي تم الإبلاغ عن وقوعها في معظم الأحيان على أيدي موظفي الدولة أو الجماعات السياسية".


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus