رويترز: السكان المسيحيون في "الموصل" يفرون من الدولة الإسلامية

2014-07-20 - 9:25 م

بغداد (رويترز): فر معظم السكان المسيحيين من مدينة الموصل الشمالية في العراق ولم يكد يبقى منهم أحد لينتهي وجودهم الذي استمر على مدى ما يقرب من 2000 عام وذلك بعد أن حدد لهم الإسلاميون المتشددون مهلة انتهت ظهر يوم السبت للخضوع للحكم الاسلامي أو الرحيل.

وأدى الإنذار الذي وجهته الدولة الاسلامية إلى خروج بضع مئات من المسيحيين كانوا قد بقوا عندما اجتاح مقاتلو الدولة الاسلامية مدينة الموصل قبل نحو شهر وهددوا المسيحيين وأفراد طوائف دينية أخرى.

وهذا الأسبوع منح تنظيم الدولة الاسلامية من بقي من المسيحيين فرصة الاختيار إما باعتناق الاسلام أو دفع الجزية أو مواجهة حد السيف.

وقال أسقف كاثوليكي من الموصل لرويترز إن 150 عائلة مسيحية رحلت في الأيام الأخيرة وإن قيادات الكنيسة نصحت الأسر القليلة التي أرادت التفاوض مع المتشددين بالرحيل من أجل سلامتها.

ووصف المسيحيون هروبهم بأنه خسارة تاريخية.

وقالت امرأة في الستينات هربت يوم الجمعة إلى بلدة الحمدانية التي تقطنها أغلبية مسيحية وتخضع لسيطرة قوات الأمن الكردية إلى الجنوب الشرقي من الموصل "عشنا في المدينة وكانت لنا حضارة على مدى آلاف السنين وفجأة جاء أغراب وطردونا من بيوتنا".

وأوقف مسلحون آخرون على أطراف المدينة وسرقوا متاعهم بما يشير إلى أن المتشددين ينفذون أمرا للمسيحيين بأن يتركوا وراءهم كل ما يملكون.

وقال رجل مسيحي تحدث بشرط عدم نشر اسمه "الدولة الاسلامية أوقفت أقاربي في نقطة تفتيش أثناء هروبهم وعندما اكتشفوا أنهم مسيحيون أخذوا منهم كل ما يحملونه بما في ذلك هواتفهم النقالة".

وأضاف متحدثا من الحمدانية "لم يتركوا لهم سوى الملابس التي يرتدونها".

وقال سكان إن الدولة الاسلامية أذاعت الإنذار من مكبرات الصوت في المساجد وكتبت حرف "ن" على ممتلكات المسيحيين لتوضيح أنها ممتلكات نصرانية.

وأبدى زعماء دينيون انزعاجهم لهذا الأمر. وقال لويس روفائيل ساكو بطريرك الكلدان الكاثوليك في بيان نشر على موقعه الرسمي إنه "ليس سرا مدى العواقب الوخيمة التي قد تترتب على التعايش السلمي بين الأغلبية والأقليات وكذلك بين المسلمين أنفسهم في الأجل القريب وفي الأجل البعيد".

وكانت مدينة الموصل أكبر مدن شمال العراق في فترة من الفترات من بين أكثر مدن البلاد مزجا للاديان. وأدت موجات من الهجمات على المسيحيين منذ اجتياح القوات الأمريكية العراق عام 2003 للإطاحة بصدام حسين إلى تقلص سكانها من المسيحيين وخاصة من الاشوريين والكلدانيين.

وقال نبيل خشت المسيحي الذي انتقل منذ سنوات إلى اربيل في اقليم كردستان "إنها كارثة ... لا أعتقد أن هناك قدرا أسوأ من ذلك".

كما أدى استيلاء المتشددين على الموصل إلى إبعاد أقليات عرقية ودينية أخرى مثل الشبك والشيعة التركمانية واليزيدية.

وقالت منظمة هيومن رايتس ووتش يوم السبت إن المتشددين قتلوا بعض أفراد جماعات الأقلية وخطفوا البعض وهددوا آخرين في الموصل وحولها في الأسابيع الاخيرة.

وأضافت المنظمة أن المتشددين احتلوا كنيسة ارثوذكسية سيريانية وأزالوا تمثالا للسيدة العذراء من كنيسة أخرى. وفي 29 يونيو حزيران خطفوا راهبتين من الكلدان وثلاثة مسيحيين من الايتام واحتجزوهم أسبوعين.

ومنذ اجتياح الموصل في العاشر من يونيو حزيران الماضي في بداية هجوم خاطف عبر شمال العراق اتخذ تنظيم الدولة الإسلامية تدريجيا خطوات تماثل الأساليب التي اتبعها في سوريا منذ استولى على مساحات في الشمال الشرقي العام الماضي.

وتشابه المرسوم الذي أصدرته الدولة الاسلامية في الموصل مع مرسوم أصدره مقاتلوها في مدينة الرقة السورية في فبراير/ شباط الماضي طالبوا المسيحيين بدفع الجزية ذهبا والحد من مظاهر ديانتهم مقابل حمايتهم.

وشعر مسيحيون في مناطق أخرى من العراق بالقلق خشية أن تمتد حملة إخراج المسيحيين من الموصل إلى محافظة نينوى التي تمتد حتى الحدود السورية.

ويوم الخميس الماضي نفذ المتشددون أول عقوبة علنية في الموصل وقال شهود عيان إن عقوبة الجلد عشر جلدات نفذت في رجل كان يتحرش بالنساء في أحد الأسواق.

 


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus