ومازال فوق الأرض: زلزال الشهيد علي الشيخ يهز البحرين

2011-09-01 - 8:12 ص


مرآة البحرين (خاص): زلزل مقتل  الشهيد علي جواد الشيخ أركان السلطة، ولطخ وجهها بالعار، غدا العار لاصقا وبارزاً على جبين السلطة التي أمعنت في الكذب من جهة عبر الإدعاء أن أياً من قواتها لم تكن موجودة في سترة حين مقتل الشهيد، وفي القمع مرة أخري عبر استخدام آلاف المرتزقة الذين حاصروا كل المناطق واستخدموا كل الأسلحة، لكبت الانفجار الشعبي الغاضب.

لكن حتى العاشرة من سماء العيد الأحمر الدامي، لم يخرج البحرينوين كل ما في مكنونات صدورهم من غضب، اختزنوا المتبقي منه حتى صباح اليوم  الخميس حيث تشييع قربان العيد والوطن الشهيد علي جواد الشيخ في جزيرة سترة.

 
دماء الشهيد حيث سقط
ورغم كل الإجراءات الأمنية، فإن ما ظهر من بعض غضب الشعب، جعل وزارة الداخلية الفخورة بانضباط مرتزقتها بلازمة القتل والسحل والهتك والتعذيب والاعتداء الجبان على النساء، جعلها تضطر إلى إغلاق عدد من الشوارع الهامة، بعد أن اشتعلت مظاهرات غاضبة على طول شارع البديع، وقرى مثلث الصمود الثلاثي: الديه، جدحفص، السنابس. وأيضاً في  المنطقة  الغربية : عالي، بوري، دمستان، كرزكان، المالكية، شهركان، دار كليب.

في العاصمة كانت قرى البلاد القديم، الصالحية، السهلتين الجنوبية والشمالية، وعذاري، تظهر بعضا من غضبها. وكانت منطقة النعيم تجاري بقية المناطق بحراك لافت، فاليوم الخميس ستستضيف النعيم فعالية شبابية تمهيدا للعودة الى ميدان الشهداء حيث كان دوار اللؤلؤة المهدوم.

ضاعفت قوات المرتزقة جرعة العنف والحصار للمناطق، تماماً كالمجرم الخائف الذي يمعن في خنق الضحية إن رآها تتحرك.
سياسياً، دخلت جمعية الوفاق بقوة على الخط، فقد أعلنت جمعية الوفاق عن سقوط شهيد جديد، لم يتجاوز عمره 15 ربيعاً، مؤكدة أنه سقط  في أول أيام عيد الفطر يوم الأربعاء بعد صلاة العيد.

وذكرت الوفاق بأن تعقد الأزمة السياسية في ظل غياب أي إرادة للحل، ساهمت من تصاعد حركة الاحتجاجات التي غطت معظم مناطق البحرين ولوحظ تركيز قوات الأمن على استهداف المواطنين عبر الطلق المباشر على الرأس حيث تعددت الإصابات في معظم المناطق في منطقة الرأس والعين بالإضافة الى استخدام الغازات الخانقة. واختتمت بيانها بالقول بدأت قافلة الشهداء في البحرين منذ اليوم اندلاع الاحتجاجات الشعبية في 14 فبراير حتى اليوم ضمن ثورات الربيع العربي. ودعت الوفاق الجماهير للمشاركة الفاعلة في تشييع الشهيد صباح الخميس.


من مسيرة الدير
 
وفي قبال الأداء غير المهني لوزارة الداخلية التي أعلنت عن رصدها مكافأة مالية قدرها عشرة آلاف دينار بحريني، دخل رئيس مركز البحريني نبيل رجب على الخط حقوقيا المهزلة التي تمارسها وزارة الداخلية على المواطنين، فقام رجب بالذهاب إلى جزيرة سترة وجلس مع الشهود الذين حملو الشهيد إلى المركز الصحي، وأقنع بعضهم بالذهاب إلى مركز الشرطة في المحافظة الوسطى للشهادة بأن من قتل الشهيد هو رجل أمن.

وبالفعل ذهب الشهود الشجعان مع نبيل رجب، وأدلوا بشهادتهم، وتم تسجيل الإفادات وعاد نبيل من دون الشهود وسرت معلومات عن توقيفهم، وأكد الشهود كما نقل رجب أمام ضابط التحقيق مركز الشرطة، أنهم خرجوا في مسيرة سلمية، وقام أحد رجال الأمن بالخروج من فتحة في سقف السيارة وأطلق النار على رأس الشهيد بشكل مباشر، كما أصيب شاب آخر. وقال نبيل رجب إن وكيل وزارة الداخلية للشؤون القانونية أكد له أن الشهود لن تتم معاملتهم معاملة سيئة.

نبيل رجب استطاع حصار الداخلية، لكن الداخلية لديها عدة أوراق للعب، فالطبيب الشرعي الموظف لدى وزارة الداخلية، سجل في تقريره وجود أثر إصابي تكدمي بخلفية العنق مستطيل الشكل أطوال ضلعيه تسعة سنتيميترات طـولا وثلاثة سنتيميترات عرضا مشيرا الى أن هذا الشكل الاصابي لا يجوز حدوثه فنيا من المقذوفات المسيلة للدموع. في حين نقلت صحيفة الوطن التي يديرها الديوان الملكي أن نيابة المحافظة الوسطى قالت إن وفاة الشهيد حصلت بسبب كسر في العنق وإنه لم يكن حينها أي احتكاك بين قوات الأمن وبين متظاهرين.

في قبال هذا الحراك، كان الشارع يستمر في تحركه عبر التظاهرات، ويبدو أن الشهيد علي قد فجر وجه الأرض وزلزلها من تحت أقدام النظام، وأن لعنة دمه البريء ستكون وبالاً على القاتل. تشييع الشهيد سيكون عند التاسعة صباحاً، وبعدها سيكون لكل حادث حديث.

التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus