عملية (طوق الكرامة):مطلقو شرارة 14 فبراير يظهرون في طوق جديد

2011-09-07 - 10:10 ص


مقترح نشره النشطاء لشوارع الفعالية


مرآة البحرين (خاص): ظهر من جديد أحد أعضاء المنتدى الحواري الشهير (بحرين أون لاين) والذي كان من دعا في مشاركة سابقة له بالمنتدى في 26 يناير الماضي، إلى تحديد يوم للغضب والثورة على النظام على غرار ثورتي مصر وتونس.

ومن مشاركته هذه تم تحديد يوم 14 فبراير وإنشاء صفحة خاصة به على فيسبوك (1)، وبدأ التحشيد الواسع له في سيناريو درامي انتهى بهدم دوار اللؤلؤة بعد أن صار مركز الاحتجاجات السياسية ورمزها التاريخي، لتدخل البلاد بعدها في أخطر منعطف مر بتاريخها.

 
بنر الفعالية(اضغط للتكبير)
وفي مشاركة جديدة (3) ذكّر فيها بمشاركته الأولى التي أطلقت الثورة من العالم الافتراضي، قال العضو إنه يدعو إلى فعالية نوعية جديدة، بموازاة التطورات الحاصلة في الشأن السياسي بعد استشهاد الطفل علي جواد ودخول أطباء الثورة في إضراب عن الطعام وتفاقم أزمة المفصولين وعودة المحاكمات العسكرية.

وقد وصفت تقارير أجنبية هذه التطورات بأنها وضعت البحرين على حافة الهاوية (2)، وقالت إن تصعيد الاحتجاجات ينذر بانطلاقة جديدة في المسار السياسي للأزمة الراهنة،  ويعيد للذاكرة ما حدث في 14 فبراير حين أشعل ناشطون شباب فتيل الثورة.

وأطلق العضو الذي يشارك تحت اسم وهمي هو "صاحب الأحبار" على الفعالية الجديدة اسم (عملية طوق الكرامة) ووصفها بأنها فعالية احتجاجية سلمية لن تعرض المواطنين للخطر والقمع والاعتقال، وتوقع أن يشارك فيها الآلاف من المواطنين وبكل سلمية.

وفي تفاصيل الفعالية دعا العضو الجماهير إلى الاتجاه بسياراتهم في وقت واحد إلى قلب المنامة (شارع المرفأ المالي + المنطقة الدبلوماسية + شارع المعارض) لتطويق المنامة وشل حركة المرور في أهم نقطة اقتصادية في البحرين "وذلك بهدف الضغط على النظام لتحقيق مطالب الشعب المشروعة في حكومة منتخبة وبرلمان كامل الصلاحيات ودوائر انتخابية عادلة وقضاء مستقل وعدالة للجميع ونبذ للطائفية والتمييز والمساواة بين المواطنين" كما ورد في إعلان الفعالية.


وقال العضو الناشط إن النظام لا يستطيع إيقاف هذه الفعالية، لأن الأجانب ورجال الأعمال والشركات وبقية المواطنين سيكونون ضمن المشاركين، ولن تعرف هوية المشاركين الحقيقيين على هذا النحو، إذا ما التزموا بالتوصيات التي شدد عليها، وهي أن لا تستخدم أبواق السيارات، وأن لا تحمل أعلام البلاد ولا أية منشورات أو صوراً أو شعارات مكتوبة.

ووصف العضو هذه الفعالية بالنوعية وغير المألوفة وقال إنها ستسبب ضغطاً شديداً على النظام، وستكشف أكثر حالة الاضطراب واللا استقرار التي تعيشها البلاد بسبب الوضع السياسي الراهن.

وقال "إنها فكرة غير مألوفة وجديدة وهي صناعة بحرينية 100% خرجت من لب ثقافته السلمية لتحقيق مطالبه المشروعة" ودعا للاتفاق على تاريخ محدد وتعميمه لبدء الفعالية كما دعا أن تكون بشكل يومي ومن الساعة 10 صباحاً إلى 1 ظهراً.

وتوقع الناشط أن تكون هناك ردة فعل سريعة من النظام لاحتواء الموقف، وقال إنه قبل أن يطرح الفكرة استشار بعض المحللين السياسيين والاقتصاديين الذين عبروا له عن إعجابهم بالفعالية وأعلنوا مشاركتهم فيها، كما قال إن الكثير من البحرينين من الطائفة السنية الكريمة (والتي يدعي النظام أن كلها موالية له) أعلنوا عزمهم المشاركة في هذه الفعالية.

وانجذب للفكرة وشجعها العديد من رواد المنتدى الشهير (والذين كان بعضهم من رواد المشاركة التي أطلقت ثورة 14 فبراير) وبدأ التحشيد فعلا لهذه الفعالية التي توقع مراقبون أن تحدث ضجة كبيراً وتحولاً آخر في مسار الحراك السياسي المتصاعد منذ فبراير/شباط الماضي، وقد أعلن عن صفحة خاصة في فيسبوك عن هذه الفعالية، بالإضافة إلى حساب خاص لها على تويتر dignitybahrain@.




 
بحرين أون لاين: النقلة النوعية في الحراك السياسي
سبقت البحرين دولاً عدة في استخدام العالم الافتراضي (منتديات الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي) كأدوات فاعلة ومؤثرة في الحراك السياسي، فرغم أن انتفاضة التسعينات عرفت بأنها انتفاضة الفاكس، لأنها من أول الحركات السياسية استخداماً لوسيلة الاتصال هذه في نشر البيانات وإذاعتها والتواصل بين الناشطين السياسيين، إلا أن الإنترنت كان يستخدم فيها أيضاً رغم أنه كان متوفرا للتو في البلاد، وقد اعتقل على هذه الخلفية وقتها عدة ناشطين وتقنيين.

ومع انتشار الإنترنت نهاية التسعينات، اشتهرت مجموعة أوال البريدية، وقد انتمى إليها نخبة عريضة من الشباب، وكانت نقاشاتها سياسية وفكرية وثقافية، لكن الحدث الأبرز كان تدشين أول منتدى بحريني، في الوقت الذي لم يكن أحد يعرف معنى "منتدى افتراضي".

وبعد أن كان محاولات طموحة من 1999 أسس في عام 2001 ملتقى البحرين (بحرين أون لاين)، وكان هذا المنتدى السياسي الاجتماعي طفرة نوعية في النشاط السياسي الإلكتروني رغم أنه جاء في مرحلة كان يعتقد أنها ستدشن إصلاحات بعيدة المدى إثر المصالحة التي جرت بين المعارضة والنظام الحاكم وما تمخض عنها من الموافقة على ميثاق العمل الوطني.

بقي ملتقى البحرين (صاحب الاسم التاريخي والعنوان الأصيل) أكثر منتدى سياسي فاعل وناشط، رغم حجبه من قبل السلطات منذ أكثر من 9 سنوات. استمر "الملتقى" في بث الرعب في روع السلطة، بعد أن انقلبت على الدستور الشرعي، حيث استطاع بشكل بارز أن يحتوي الإحباط الذي عم الشارع وقتها، وحوله إلى طاقة كبيرة أبقت على جذوة النشاط السياسي مشتعلة، وتغلبت على مراحل الفتور التي واجهت مسيرة الحراك وجعلته في انفعال دائم، وانطلقت من الملتقى منذ ذلك الوقت عدة نشاطات وفعاليات وبيانات ونقاشات ومطارحات.

وينشط في الملتقى (بأسمائهم الحقيقية أو الوهمية) كثير من السياسيين والكتاب والناشطين والمثقفين، بالإضافة إلى المواطن البسيط الذي كان يثبت على الدوام بأنه صاحب الكلمة ومن يصنع الحدث. كان "الملتقى" مجتمعاً كاملاً من المحال أن يلتقي بهذا الكم من التفاعل الحر والمنتج بالسبل التقليدية على أرض الواقع، وكان واجهة الرأي العام ومحل صناعته وتكوينه.

وضع الملتقى الكثير من الشخصيات والرموز تحت المجهر، تجاوز الخطوط الحمراء الأهلية والرسمية، طرق أبواباً جديدة، وخلق ثقافةً مختلفة، وشجع على إدارة الاختلاف ومراجعة الأفكار.

اعتقل بعض مؤسسي الملتقى في مارس 2005 رغم أنه لم يكن هناك معتقلون سياسيون وقتها، وطالب الشيخ عيسى قاسم في إحدى خطبه بالإفراج عنهم، وتحدث عن ذلك أمين عام الوفاق الشيخ علي سلمان، قائلا إنه أكثر شخص ينتقد في هذا الملتقى، إلا أنه يعتبر ذلك من أبرز ثيمات حرية التعبير، ودعا السلطات للإفراج عن المؤسسين فوراً.

كان الملتقى ناضجاً، واصل عمله، وساهم في الإفراج عن مؤسسيه، في عملية محرجة للسلطة ندرت مثيلاتها. في البداية طولب المعتقلون بدفع كفالة، لكنهم فضلو السجن وأعلنو الإضراب، أفرج عنهم دون قيد أو شرط في اليوم التالي. لم يحفظ ملف قضيتهم وأشاعت صحف أنهم أطلقوا بضمان محل الإقامة. ولكنهم كسرو الطوق منع في اليوم التالي، بل وشوهدو في أول اعتصام شهدته البحرين أمام وزارة الإعلام، ولافتاتتهم تهتف: "هكذا تنتهك حرية التعبير في البحرين".

 مؤسس الملتقى الرئيسي والذي ابتعد عن إدارة الملتقى فيما بعد اعتقل ضمن مجموعة 25 في 2010م، ثم أفرج عنه بعد ثورة فبراير 2011م. إنه المدون المعروف (علي عبد الإمام) اختفى عن الأنظار بعد أن اتهم مجددا بأنه أحد من كان وراء ما سمي بمخطط قلب نظام الحكم، وذلك ضمن ما عرف بقضية الرموز (قضية 21 قيادي وناشط برز بعضهم في ثورة 14 فبراير، وكانت الجلسة الأولى لاستئناف الحكم الصادر عليهم اليوم، وقد حكم فيه على عبد الإمام غيابياً بالسجن لمدة 15 عاماً) يأتي ذلك رغم أنه كان في السجن إلى ما بعد أيام من انطلاق الثورة!

عاد الملتقى للواجهة بتأسيس وبمتابعة حدث 14فبراير. وثيقة ويكيليكس حديثة تكشف أنه وبتاريخ 2005-03-01 كان موضوع ملتقي البحرين شغل السفارة الأميركية الشاغل، وموضع برقياتها التي تحاول من خلاله قراءة توجهات البحرين والخليج من خلال تصرفات السلطة مع مشرفي الموقع المحتجزين. وأن سفيرها مونرو ناقش هذا الأمر مع أعلى السلطات.(5)

لعنة بحرين أون لاين ستظل تلاحق عبد الإمام ما لم تنته الأزمة السياسية بحل يؤمّن له أن يظهر مجدداً. اختفى "علي" وبقي رفاقه الذين لا يعرفهم، لكن مشروعه ظهر في ألمع صفحات التاريخ، مأخوذاً ببريق اللؤلؤة.

  1.   صفحة (ثورة 14 فبراير) في فيسبوك، والتي جذبت أكثر من 82 ألف متضامن
     
  2.   الواشنطن بوست: لبحرين على حافة الهاوية
     
  3.   موضوع المشاركة التاريخي في (بحرين أون لاين) والذي كان الشرارة التي أطلقت ثورة 14 فبراير
     
  4. www.bahrainonline.org  ملتقى البحرين (بحرين أون لاين)
  5.   وثيقة ويكي ليكس عن اعتقال مشرفي ملتقى البحرين


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus