رئيس جمعية المعلمين مهدي أبوديب: في حضرة جلادي وزير المكارثية ماجد النعيمي 2-2

2011-09-11 - 2:14 م



مرآة البحرين (خاص): ذات يوم تم أخذ مهدي أبو ديب  من سجنه دون أن يعلم إلى أين  سيتم اقتياده رغم أن الشخص الذي اقتاده وهو رئيس فريق المعذبين أخبره بأنهم سيطلقون سراحه، لكنه  لم يصدقه. ركب  سيارة تُقل معه 4 أشخاص، تم وضعه في المقعد الخلفي وسط اثنين من الذين كانا يقومان بضربه وشتمه طوال الطريق وتهديده بالقتل والاغتصاب .

وبعد التأكد من عدم وجود كدمات على وجهه، تمّ رفع الغطاء القماشي عن عينيه بعد تهديده من قبل شخص أخبره بأنه هو من قام بتعليقه وضربه أثناء التحقيق في إدارة التحقيقات الجنائية في منطقة العدلية، وهدده هذا الجلاد أنه إذا لم يقل كل ما يطلب منه، فإنه سوف يقوم بضربه وتعليقه وتعذيبه بنفسه مرة أخرى.
كان المكان عبارة عن قاعة استقبال فخمه دائرية الشكل ملحق بها مجلس مستطيل وبها علما مملكة البحرين ووزارة الداخلية، والأرضية مفروشة بالرخام على شكل نجمة كبيرة، كان بها عدد من المصورين والفنيين والمحققين، كلهم مقنعو الوجوه، عدا واحد منهم، وقد أشير إليه فيما بعد على أنه المسئول عنهم، وهو شاب مليء الجسم مستدير الوجه.

الشخص المسئول عن التصوير كان طويل جداً وعريض الهيكل، وتبدو لحيته البيضاء من تحت القناع أراد أن يُشعر أبو ديب بأنه يعرفه، قال له أنت فنان تشكيلي، كان ذلك الشخص هو المفاجأة، إنه ليس سوى: فيصل فولاذ!، عضو مجلس الشورى السابق وعضو المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان ورئيس جمعية حكومية لحقوق الإنسان واسمها جمعية مراقبة حقوق الإنسان، وفولاذ نفسه الآن عضو في جمعية تجمع الوحدة الوطنية.

خلال التصوير تم إرغام رئيس جمعية المعلمين مراراً وتكراراً على إعادة الإجابة على ما يطرح عليه من أسئلة وفق ما يريد المحققون، ويتم تغيير الإجابات وفق هذه الإرادة، كان يطلب منه ذلك تحت طائلة من التهديدات والسب والشتم من الأشخاص الموجودين.

 قبل إرجاعه للسجن، تم أخذه إلى عيادة، يرافقه 3 من المرتزقة، وقد تعرض طوال الوقت للشتم والتهديد والحديث عن شرف أسرته من قبل أولئك المرتزقة ومن قبل  الموجودين في العيادة من عسكريين مسلحين، بينما كان هو مقيد بالأصفاد ومعصب العينين طوال الوقت حتى في العيادة.
 
 
أبو ديب، رئيس جمعية المعلمين
ونائبته المفرج عنها مؤخرا جليلة السيد

مع عاشق نِعال أمه
 في اليوم التاسع من  مايو الماضي تم اقتياد أبو ديب بعد صلاة المغرب، مقيدا ومعصوب العينين  إلى جهة مجهولة، وتبين فيما بعد إنها إدارة التحقيقات الجنائية في العدلية، وتم التأكد قبل ليلة واحدة أن جسمه يخلو من آثار الضرب والتعذيب. على العادة التي تترافق مع كل خروج من السجن كان أبو ديب يتعرض خلال الطريق إلى الضرب والشتم ممن يقتادونه. وصل للتحقيقات الجنائية وتم تركه واقفاً لمدة تزيد على الساعتين معصوب العين ومقيدا في أحد مداخل المبنى بالقرب من عدد من الموقوفين الذين عرف أبو ديب  بوجودهم من خلال أنينهم واسترحامهم، وكان يتعرض في الوقت نفسه للشتم والتهديد والركل طوال مدة انتظاره.

حان وقت الجلادين، فتم إدخال رئيس جمعية المعلمين إلى أحد المكاتب في قاعة بها عدة طاولات قسمت بحواجز خشبية أعلاها من الزجاج، فتح  عينيه، وطلبوا  منه الجلوس ليجد أمامه ضابطاً برتبة ملازم يلبس ملابس الجيش واسمه كما هو موضوع على صدره: مشعل علي محمد. وكان هناك شخص آخر يلبس الدشداشة والغترة والعقال يجلس خلف جهاز الحاسب الآلي.

بدأ الضابط في أخذ البيانات وفجأة سمع أبو ديب صوت شحص آخر يطلب منهم وضع العصابة على عينيه، فقاموا بوضعها ودخل الشخص الذي استطاع أبو ديب أن يلمح من تحت العصابة الموضوعة على عينيه. أنه يلبس دشداشة صفراء، وبدأ هذا الشخص توجيه سيل من الشتائم له ولوالديه، وذكره بالصفعة التي أسقطته أرضاً في ليلة الاعتقال عند دخوله مبنى التحقيقات، مفاخراً  أنه هو من صفعه تلك الصفعة .



صفحة فيسبوك أنشئت للتضامن

 

 ثم قام صاحب الدشداشة الصفراء بعد توجيه شتائم سيئة بحق والدة أبو ديب، بخلع نعله ووضعه في حضن أبو ديب قائلاً بأنه كان ينتظر اعتقال رئيس جمعية المعلمين تحديداً، وأنه هو من سيقوم باستجوابه وإذا لم يتعاون  معه ويقدم الإجابات التي يريدها، فسوف يستخدم معه هذا النعال العزيز الذي اشترته له والدته  حسب زعمه. كان يستعرض عدة أشخاص طوال التحقيق وصاحب الدشداشة الصفراء يهدد أبو ديب بهم، فهذا المسئول عن الاغتصاب، وهذا عن الضرب، وهذا عن التعذيب بالكهرباء، وكان بعضهم يرمي بأعقاب سجائره على رأس أبو ديب، والبعض الآخر ينفض السجائر على رأسه ووجهه.

كان المحقق صاحب الدشداشة الصفراء والنعال العزيز، قال بعد أن ناداه أكثر من شخص باسمه ونهرهم أن اسمه مبارك بين حويل، هو نفسه الجلاد الذي عذب الأطباء والطبيبات، كان بن حويل عزيز نعال أمه، يسأل السؤال ثم يملي على الكاتب الإجابة التي يريد وليس إجابات أبو ديب.مع ذلك كان يهدد ويتوعد بالتعذيب، كلما أجاب أبو ديب بما لا يريده .

بعد انتهاء التحقيق تماماً على الوضعية نفسها، عاد الملازم مشعل علي محمد، وغادر مبارك بن حويل،  فتح أبو ديب عينيه لتوقيع محضر الاستجواب، مع بقاء القيود في يديه وسمح له بالذهاب للحمام والصلاة، وكانت هذه أول مرة يرى فيها وجهه فيها منذ اعتقاله، صلى بالقيود، وحينها كان الوقت قد تجاوز وقت صلاة الصبح والشمس قد طلعت.

قام أبو ديب بكشف جسمه للملازم مشعل، ليريه آثار الضرب بالهوز على أسفل ظهره وأعلى الفخذين من الخلف، وكانت الآثار واضحة طرية، كما رأى الملازم الإصابات في رجليه وركبتيه تحديداً، ولكن هذا الملازم  لم يُشر إلى  أي شيء مما رآه، بل سجل في المحضر أنه لم ير آثارا للتعذيب!

بعدها قام الملازم مشعل بقراءة بعض فقرات التحقيق، ولم يسمح لأبوديب بالحصول على نظارة القراءة التي تخصه. وقام الملازم بتعديل بعض الفقرات وطلب من رئيس جميعة المعلمين التوقيع على المحضر الذي لم يكن على أي من أوراقه تاريخ إجراء التحقيق وكتابة المحضر. بعد نهاية التحقيق وليس قبله، فهم أبو ديب أن هذا التحقيق معه هو التحقيق الرسمي الذي تجريه النيابة العسكرية .

لم يحضر معه محامي ولم يُبلغ أي محامي بهذا التحقيق ولا التحقيق اللاحق، ولم يسمح له رغم إلحاحه في الطلب بالاتصال بأي محامي، ولم  ير  محاميه إلا في الجلسة الأولى .
أكد الملازم  لأبو ديب (وهذا ما حوته الاتهامات الموجهة له في المحضر) أن جميع التهم الموجهة له لا تعدو مرتبة الجنح، بينما تم لاحقا توجيه تهمة التحريض على إسقاط النظام لمهدي أبو ديب، ونائبته في رئاسة جمعية المعلمين جليلة السلمان.


في زواية الزنزانة
 
اعتصام وعريضة تحسين أوضاع المعلمين، 2010م
بعد التحقيق الأول بأسبوع تقريباً، تمّ نقل أبو ديب وحيداً في سيارة ميني باص، وقال له حينها   العسكريون الذين نقلوه إنهم سيأخذونه للسجن في السعودية. عند وصوله إلى الوجهة حيث كانت عيناه معصوبتين ويداه مكبلة،  تعرض مع آخريين بينهم النائب السابق مطر مطر للسباب والشتائم والإهانات المذهبية، ويهددونهم مع آخرين لم يعرفهم، بالمطاوعية وبتسليمهم للنائب السلفي جاسم السعيدي، كما يهددونهم بالسعوديين، خصوصاً إذا لم يتجاوبوا مع المحقق. جرى التحقيق في مبنى يبدو من الشعارات الموجودة فيه أنه تابع للجيش هذه المرة،  كان التحقيق هذه المرة من قبل الملازم مشعل علي  بشكل مباشر.

بعد إن  خرج أبو ديب من التحقيق الذي استمر عدة ساعات، عاد العسكريون أنفسهم لمضايقة المعتقلين  خلال انتطار العودة إلى معتقلاتهم كان العدد بين 9 إلى 5 معتقلين بينهم النائب السابق مطر مطر.

طوال طريق العودة تواصل الشتم والتهديد، وعند الوصول إلى سجن القرين نزل العسكري الذي رافق أبو ديب من داخل زنزانته ودخل مع مسئول فريق التعذيب بن حويل، وطلب منه الوقوف مقابلاً للجدار في زاوية الزنزانة، وقام الاثنان بضرب أبو ديب على ظهره ورقبته لعدة دقائق مع الشتم والتعرض للعرض والشرف والمذهب.

هذه إطلالة على ما عاناه رئيس جمعية تضم آلاف المعلمين البحرينيين، شخصية حاولت واجتهدت كي لا ينجح وزير المكارثية في تأزيم البحرين اجتماعيا بإثارة العنف في المدارس والجامعات، عبر بلطجيته، واتباع سياسة تنفيذ مخطط تطهير طائفي. دفع ثمنها معلمو مدارس وأساتذة جامعات ومئات الطلبة الذين وحدهم حُملوا مسؤلية هذه الأحداث.


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus