الشهيد الأربعون يعلن للعالم: على أرضنا لا يجفُّ الدمُ

2011-09-15 - 8:34 ص


الشهيدة والمعشوقة.. الرابط الأربعون

مرآة البحرين (خاص): الشهيد الأربعون السيد جواد أحمد هاشم حفر اسمه ورحل، سيلتقي بعد خمسة عشر يوماً بالتمام بابن عمته قربان العيد علي  جواد الشيخ، ففراقهما لم يطل كثيراً.

 كل ستة أيام تقريبا خلال سبعة أشهر تزف البحرين شهيداً  جديداً، مساء أمس الأربعاء سقط الشهيد الأربعون لثورة اللؤلؤة في البحرين، الشهيد السيد جواد أحمد هاشم البالغ من العمر 35 عاماً من جزيرة سترة التي تزف شهيدها التاسع، سترة التي أضحى الشباب البحريني يسميها عاصمة الثورة.

وقفت (مرآة البحرين) قبال باب منزل الشهيد، تسأل أحد أقربائه عن قصة الاستشهاد، فأجاب ببيت شعر يصف الحال تماما، يقول: على أرضنا لا يجفُ الدم، وفي كل يومٍ لنا مأتمُ. يتأمل قليلاً ويقول: سيخبر الشهيد السيد جواد ابن عمته الفتى الشهيد علي جواد الشيخ ذلك.

آثار طلقات مسيل الدموع  واضحة على باب منزل الشهيد، تركت عبوات المسيل لونها الأسود، يتجمع عشرات المواطنين بقرب المنزل، يبدأون في الهتاف ضد السلطة وضد رأس السلطة الذي كأنه لا يسمع، فيأتي الجواب قمعاً مباشراً بطلقات الرصاص الانشطاري (الشوزن)، ومسيلات دموع وغازات خانقة حد الموت.

قبل أربعة أيام وتحديدا في 10 من الشهر الجاري، هاجمت قوات المرتزقة في وزارة الداخلية مسيرة سلمية لشباب منطقة الخارجية في سترة، وصلت القوات لمنزل الشهيد، رموا عبوة غاز خانق على منزل الشهيد، عند باب المنزل تركت العبوات سوادها، تسرب الغاز، اختنق كل من في المنزل، انقذ الشهيد والدته وابن اخيه من الاختناق، لكنه تأثر بشدة من الغاز، لم يذهب للمستشفى فالمستشفى أصبح مقراً عسكريا، وقد يتم اتهامه فيه باستشاق الغاز الخانق خلال مشاركته في مسيرة سلمية، فيُرمى به في السجن بعد نيله وجبات من التعذيب والإهانة.

 ثلاثة أيام ساءت خلالها حالة الشهيد حتى يوم أمس، حيث قام ذووه بنقله إلى مستشفى السلمانية المدجج بالعساكر، أدخل إلى قسم العناية المركزة، جرت محاولات لإنقاذه، لكن خيرة الأطباء ليسوا في المسشتفى، فهم موقوفون عن العمل وينتظرون محاكمات عسكرية. سبق سيد جواد، في هذا المكان، جثامين عشرات الشهداء، السيد هو الشهيد  الأربعين في البحرين.

 
أمام منزله: بعد إعلان الشهادة، قبل تجدد القمع
فور تأكد نبأ الاستشهاد، هرع العشرات من المواطنين إلى سترة، أصبح البيت محاطا والكل يسأل كيف حدث الاستشهاد، وأين هي صوره، خلال دقائق كانت مواقع التواصل الاجتماعي تنشر صور الشهيد، وهي الصفة التي ستسبق اسم  السيد جواد إلى الأبد.

فور قمع التجمع عند بيت الشهيد، انطلقت مسيرات وتظاهرات غاضبة في عشرات المناطق والقرى، لكن القاتل لا يرعوي ولا يخجل، فبعد ساعات من المواجهات بين المرتزقة المدججين بالسلاح والمتظاهرين السلميين الذين يقتصر تظاهرهم على الكر والفر وترديد الهتافات، انتشرت صور عشرات المصابين بسلاح الرصاص الانشطاري، خصوصا في مناطق السنابس والديه وجدحفص، والعديد من المناطق الأخرى.

واضح أن إجرام نظام البحرين مغطى عربيا، فوزراء خارجية الدول العربية أعلنوا بعد انتهاء اجتماعهم في القاهرة يوم الثلاثاء الماضي تأييدهم لكافة الإجراءات الأمنية والقمعية التي يقوم بها هذا النظام المهترئة مصداقيته.

استشهاد الشهيد جواد حفّز المشاعر خصوصا مع اقتراب فعالية طوق الكرامة  في المنطقة الاقتصادية، وفعالية العودة لميدان الشهداء يومي 23 و24 سبتمبر الجاري.  بقي تشييع الشهيد لمثواه الأخير ونظرة وداع أخيرة سيلقيها عليه أهله وذووه، ليلتقي بعدها بابن عمته علي جواد الشيخ حيث تبدأ أبديتهما البيضاء معاً.

وزارة الصحة التي تقودها مغمغة الكذب فاطمة البلوشي، أصدرت بيانا قالت فيه إن السيد جواد توفي نتيجة مضاعفات مرض السكلر. لكن النائب المستقيل عن سترة الشيخ حسن عيسى يؤكد إن رائحة مسيل الدموع والغازات الخانقة ما تزال عالقة في منزل الشهيد، لكن من سيحقق ياشيخ؟!

 مع رحيل الشهيد السيد جواد، تكون البحرين ثاني ثورة تقدم أكبر نسبة من عدد الشهداء، بعد ليبيا التي تحالف (الناتو) مع ثوارها، أما في البحرين فلا أحد يحلم بشيء من اعتراف دولي بإنسانية هذا الشعب، يكفي هذا الشعب سواعد أبنائه ودمائهم التي تسيل كل ليلة وستظل تسيل حتى مطلع النصر.

التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus