الصحف العربية: استعدادات للزحف الكبير إلى دوار اللؤلؤة والمعارضة تستعيد المبادرة بالتحضير لجبهة وحدة وطنية

2011-09-23 - 2:39 م


مرأة البحرين (خاص): ركزت العديد من الصحف العربية والخليجية على حركة الاحتجاجات التي تشهدها البحرين وقالت "السفير" اللبنانية : تشهد البحرين تصعيدا في المواجهة بين السلطات والمعارضة التي أعلنت مقاطعتها الانتخابات الجزئية المقرر عقدها غدا، وبدأت «تستعيد زمام المبادرة» بعد تنظيم حراك «طوق الكرامة» امس الاول بنجاح، ما دفع السلطات إلى التهديد باجراءات عقابية جديدة ضد الناشطين المعارضين.

وأضافت الصحيفة إن "ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير" البحريني أعلن في بيان إنه "بعد النجاح الكبير الذي حققته جماهير الثورة في فعالية طوق الكرامة... نؤكد اليوم وقبل موعد الزحف الكبير (إلى دوار اللؤلؤة) أن النظام يعيش أقسى لحظات  عجزه وهو في اوج ضعفه وهوانه بعد محاصرته داخليا وخارجيا، بينما تستعيد جماهير الثورة زمام المبادرة وهي من تملك مفاتيح التقدم نحو تحقيق الانتصار... ونحن بعد التوكل على الله والأخذ بالأسباب والاستعداد الكامل نعيش الاطمئنان لاستعادة الميدان وإجبار المرتزقة على الانكفاء والانسحاب، وننوه بأن التعليمات وخريطة الزحف ستصدر قريبا". ومن المتوقع أن يتم الزحف إلى دوار اللؤلؤة غداً السبت فيما نظم الناشطون أمس "يوم الوحدة الوطنية" بين السنة والشيعة.

أما "المعارضة البحرينية في الخارج" فدعت إلى مقاطعة الانتخابات الجزئية، واعتبرت في بيان أن الإدارة الأميركية "أثبتت في يوم الديموقراطية مصادرتها لحقوق الشعب البحريني في الإصلاح السياسي الحقيقي، عبر مساندتها للنظام القمعي في البحرين في احد اهم الهيئات العالمية والمعنية بترسيخ الديموقراطية"، في إشارة إلى خطاب الرئيس الأميركي باراك اوباما امام الجمعية العامة للأمم المتحدة أمس الأول.

وجاء في البيان أن "النظام في البحرين غير قابل للإصلاح لانه غير مؤهل ديموقراطيا"، و"ترفض المعارضة وبشدة التهديدات التي لوحت بها الحكومة البحرينية بمنع الخدمات عن المقاطعين للانتخابات من المواطنين". وذلك في إشارة إلى ما نشــرته صحيــفة "الأيــام" عن أن الحكومة تدرس مجمــوعة عقوبات تفرضها على المقاطعين، وتتضمن الاقصاء عن الوظيفة الحكومية والحرمان من الخدمات العامة.

وقالت "السفير" إن جمعية "الوفاق"، كبرى تنظيمات المعارضة البحرينية السياسية ردت في بيان اتهمت فيه الحكومة بانها تمارس "ترهيب المواطنين بما يخالف المبادئ الأساسية لحقوق الإنسان وحرية التعبير والرأي.

. بدورها قالت صحيفة "الاخبار" اللبنانية " في خبر لها : " يتوقع أن يبدأ المحتجون في البحرين اليوم زحفهم من القرى باتجاه المنامة من أجل استعادة دوار اللؤلؤة، الذي هدمته السلطات لأن المتظاهرين اتخذوا منه مقرّاً للانتفاضة. وأوضحت عدّة مصادر مطلعة لـ«الأخبار» أنّ السلطات الأمنية قامت بتعزيز اجراءاتها ونشرت دوريات مكثفة في الطرق المؤدية الى العاصمة، وأقامت أسلاكاً شائكة في محيط دوار اللؤلؤة.

وأضافت "الاخبار" أنه في حال تطورت الأمور وقرّر المحتجون المضي في خططهم، فيرجح وقوع مواجهات دامية، لذلك استبقت الجمعيات الحقوقية الهجمة الأمنية المحتملة بإصدار بيانات ورسائل موجهة الى المجتمع الدولي، طالبت فيها التدخل لمنع وقوع انتهاكات جديدة بحق المتظاهرين.

تجمع الوحدة الوطنية يستغرب دعوة اوباما للحوار مع "الوفاق"
وفيما كان الملك حمد بن عيسى  يخاطب الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، احتشد الآلاف في يوم "الوحدة الوطنية" الذي دعت اليه الجمعيات السياسية المعارضة تحت عنوان "إرادة الشعب". وتباينت المواقف من خطاب الرئيس الأميركي باراك أوباما، فثمنت جمعية "الوفاق" الخطاب وأعربت عن استعدادها لحوار مباشر. فيما أبدى تجمع الوحدة الوطنية استغرابه من دعوة أوباما للحوار مع "الوفاق". أما المعارضة في الخارج فدعت لمقاطعة الانتخابات التكميلية المرتقبة غداً.

إلى ذلك أشارت "الشاهد" الكويتية إلى أن الشيخ ناصر المحمد الأحمد الصباح ، رئيس مجلس الوزراء التقى صباح امس على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة وبمقر الأمم المتحدة، ملك البحرين حمد بن عيــسى آل خليفة ، وجرى خلال اللقاء تبادل الأحاديث الودية واستعراض المسائل المطروحة على جدول أعمال الدورة الـ 66 للأمم المتحدة وموقف البلدين تجاهها اضافة الى القضايا الاقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

هكذا خسر الملك حب شعبه
إلى ذلك نشرت "الاخبار" الحلقة الثالثة من "فصول من المأساة المنسية في مملكة البحرين "وجاء في مقدمة التحقيق : أن التعذيب ليس ظاهرة غريبة على الأجهزة الأمنية في البحرين، وخلال الأزمة الأخيرة تفنن "أصحاب القلوب الميتة" في استنباط وسائل مقزّزة فريدة من نوعها. والمؤسف أيضاً كان تحول المملكة الى "ساحة حرب"، فلُحظت مفردات كـ"التطهير والتمشيط والعدو"، فضلاً عن تصنيف الناس بين "عملاء وشرفاء". وبما أنّه في الحرب غالباً ما تسقط المحرمات، فقد سُجلت حالات اعتداء جنسي عديدة نالت من النساء والرجال معاً. ومن بين القصص المأساوية للانتفاضة تبرز قصة الشيخ حسن مشيمع، أحد أبرز قادة المعارضة؛ فرغم كبر سنّه وحاجته إلى إكمال العلاج من ورم سرطاني، كان عرضة كغيره للتعذيب والإهانة".

وأضافت "الاخبار" في تحقيقها: تحرشات جنسية، اغتصاب، فصل جماعي من العمل، هدم مساجد، تلك أمور كانت عادية بالنسبة إلى المواطن البحريني خلال أيام الانتفاضة. "فليعلم الملك أنّ هذا الأسلوب خوّف شعبه ولجمه الى حين، وحفظ له السلطة، لكنه خسر حب الشعب"، هكذا تصف إحدى الناشطات البحرينيات ما جرى، "وهذا لا يضاهيه شيء".

التحرشات الجنسية عديدة، يذكر منها الناشط الحقوقي نبيل رجب حالتين، لم تصلا الى مرحلة الاغتصاب، المعتدي الأول مجنّس والثاني بحريني أصيل (كما يعبر السكان المحليون)، ورفعتها الجمعيات الحقوقية الى الجهات الأمنية المختصة التي لم تقم بواجبها بعد في هذا المجال.

واورد التحقيق عدداً من الحالات ومنها: "اعتدى عناصر أمنيون على فتاة داخل منزلها وبوجود أسرتها بعدما دهموا منزلهم، لكن الفتاة أصيبت بانهيار نفسي، وهو ما دفع المعتدي الى التراجع. أما الحالة الثانية، فالدورة الشهرية أنقذت الفتاة من الاغتصاب. التحرش لم يكن ضد النساء وحدهن، فالرجال نالوا نصيبهم" .

وقال الناشط الحقوقي نبيل رجب لـ"الاخبار" إن  هذه الأساليب الوحشية في التحقيق ليست مستغربة لأن ثقافة التعذيب معروفة لدى الأجهزة الأمنية البحرينية. ويقول رجب إن هذه الأساليب القمعية "تدفع الشعب نحو التطرّف للأسف، وخصوصاً عندما يكون هذا الشعب قد تُرك وحده لأسباب سياسية وطائفية". ويتطرق الى أسلوب المخبرين الذي اعتُمد للتجسس على الشعب ومعاقبة المعارضين داخل المدارس والجامعات والمؤسسات الخاصة والرسمية، وهو ما أحدث شقاً أهلياً ومذهبياً، إذ كانت الأجهزة تحرض الموالين لها على التجسس على زملائهم المعارضين في العمل والإخبار عنهم، وهو ما خلق نقمة عند المعاقبين بالفصل، على زملائهم المخبرين. إضافة الى ذلك، هناك حالة الشيخ حسن مشيمشع، أحد أبرز قادة المعارضة، المعتقل منذ بداية الحملة الأمنية. الشيخ حسن كان لتوّه قد عولج من إصابته بالورم السرطاني في منطقة النخاع والرقبة، حين قرر العودة الى البلاد بعد الانتفاضة، وشفاؤه من المرض يتطلب جرعات متعاقبة لمدة عامين كي لا تعاود الخلايا السرطانية التفريخ، هذا بحسب تشخيص الطبيب الذي رافق علاجه في بريطانيا.

من انتفاضة ورود الى انتفاضة مواجهة
وعرض التحقيق رواية لنجل المعارض مشيمع وقال فيها إنه في الفترة التي أعلنت فيها السلطة كشف مؤامرة لقلب النظام أعدتها ما سمتها خلية التنظيم الإرهابي (صيف 2010)، جاءهم شخص من السفارة البحرينية في لندن، وقال للشيخ حسن «الملك ينقل إليك تحياته ويتمنى لك الشفاء العاجل، وهو يتابع أمورك جيداً»، وكان هذا الشخص، بحسب علي، يحمل كيساً أنيقاً قدّمه اليه قائلاً «هذه هدية بسيطة من عند الملك». سأله الوالد «ما هذا»، فأجاب الضيف «إنه مبلغ متواضع من المال»، فغضب مشيمع وقال «أتريد أن تشتريني في أواخر عمري». كان هذا قبل أسبوعين من اعتقال أعضاء المجموعة. ومن أجل مزيد من الضغط عليه، أرسلت السلطة رسالة الى السفارة البحرينية وطلبت وقف علاج مشيمع؛ فوزارة الصحة البحرينية تتكلف عادة بمعالجة مواطنيها الذين يعانون أمراضاً مستعصية على نفقتها في الخارج. وبعد بعض الوقت، اعتقلت السلطات ابنه محمد، والتهمة حيازة «فلتيات» (مقلاع) وتوزيعها على الشباب وبث أخبار شائعة، ومنعت عنه الزيارة 5 أشهر، قبل أن تفرج عنه قبل أسبوع.

ويختم رجب شهادة فيقول:" بسبب شراسة الحملة الأمنية تحولت الانتفاضة من انتفاضة ورود الى انتفاضة مواجهة ودفاع وهجوم".  ويروي محتجون مواجهاتهم مع الشرطة، فييقولون إنهم كانوا يحاصرون أحياناً عدداً معيناً من عناصر الأمن ويبدأون بإمطارهم بالحجارة والطماطم والبيض، أو ينصبون لهم فخاً ويستدرجونهم الى داخل القرية ويضعون في الشوارع مسامير ما إن تمرّ سيارات الشرطة عليها حتى تُثقب إطاراتها. وبسبب التضييق الإعلامي، كان لا بد من وسيلة لإيصال الصوت؛ فبدأ المحتجون بالكتابة والرسم على الجدران للتعبير عن احتجاجهم. واستخدموا في رواياتهم تعابير «كالعدو، وساحة حرب»، وهو ما يعكس حجم المأساة التي تعيشها المملكة، كأنها على حافة الانزلاق الى حرب أهلية.


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus