مرآة البحرين (خاص): دعت سبع جمعيات سياسية إلى "تحالفٍ وطني رصين" في البحرين لتحقيق المطالب المشروعة للشعب، وجددت التأكيد على الوحدة الوطنية وضرورة مواجهة الاتهامات الطائفية، فيما وصفت جمعية "الوفاق" ما يحدث في البحرين بأنه "جرائم منظمة من الاعتداءات الصارخة على المواطنين والمنازل والممتلكات"، في حين نبهت المعارضة البحرينية في الخارج إلى أن خطاب الرئيس الأميركي باراك أوباما الأخير "يتجاهل المطالب المشروعة للشعب البحريني في الحرية والعدالة والديمقراطية".

وخلال حفل تأبين المناضل الوطني الراحل عبد الرحمن النعيمي في نادي العروبة في الجفير، شددت الجمعيات السبع وهي "الوفاق"، "وعد"، "أمل"، "المنبر التقدمي"، "الإخاء"، "التجمع الوطني"، "التجمع القومي"، على أهمية أفكار النعيمي الوحدوية وضرورة أن يكون الشعب مصدر السلطات.

عبدالله جناحي

وقال نائب رئيس اللجنة المركزية في "وعد" عبد الله جناحي في كلمته خلال التأبين إن "القائد عبد الرحمن النعيمي لم يكن كبعض السياسيين الذين يشاركونَ في ملتقياتٍ سياسيةٍ وندواتٍ نظريةٍ وكفى، بل كان يُجسِّدُ مقولة آمنَ بها منذ شبابهِ والمتمثلةِ بتحويل الأقوال إلى أفعال"، مشيرا إلى أن النعيمي كان "مكافحاً ميدانياً مع جماهير شعبنا في مسيراتِها واعتصاماتِها بعد عودتِه للبحرين، وفاعِلاً في إغناء المؤتمراتِ الدستوريةِ والسياسيةِ والاقتصاديةِ من أفكار ومقترحاتٍ عملية".

د. حسن مدن

من جهته، قال الأمين العام لجمعية "المنبر التقدمي" حسن مدن إنه "على عكس ما يحاول البعض تصويره، فلو كان النعيمي موجودا الآن بيننا لكان في مقدمة من يناضل اليوم من اجل بلوغ الأهداف الوطنية التي يناضل شعبنا من أجلها"، وأضاف "لو كان (النعيمي) بيننا الآن لكان من أكثر الأصوات لفضح المنحى الطائفي الذي يريد البعض الزج به في غمرة المطالب الوطنية".

وطالب مدن بالإفراج الفوري عن كل من إبراهيم شريف والشيخ محمد المحفوظ وبقية قيادات المعارضة والمواطنين القابعين في سجون السلطة.

د. حسن العالي

وألقى الأمين العام لجمعية "التجمع القومي الديمقراطي" حسن العالي كلمة أكد فيها أن "المناضل النعيمي كان دائما يركز على الوحدة الوطنية وما أحوجنا إليها هذه الأيام حيث تلاحقنا هذه الأيام عشرات الاتهامات الطائفية".

وأكد العالي أن "مواجهة السلطة التمييزية كما يوصينا أبو أمل تؤكد أهمية الترابط وكسر الحواجز بين القوى السياسية والوطنية، فمصلحة الوطن هي مصلحة الجميع"، مقترحاً بأن "تبادر القوى الوطنية إلى تخليد ذكرى الراحل عبر عقد مؤتمر سنوي وطني باسمه يستلهم نضاله الوطني والقومي".

من ناحيته، ألقى النائب السابق سيد حيدر الستري كلمة "الوفاق" مشيرا إلى أنالجمعية "شاركت النعيمي في رؤاه بأن صياغة المستقبل الحر لا يأتي من خلال فصيل سياسي بعيدا عن التحالف والتكاتف مع رفاقه وإخوته في العمل السياسي".

سيد حيدر الستري

وأردف الستري "كان يغمر قلبه الأمل بأن يعيش الجميع على قدم المساواة، وكان لا يحابي ولا يصانع ولا ينحاز إلى فئوية ولا طائفية متشربا بحب البحرين من رأسه حتى أخمص قدميه ومن فكره حتى وجدانه، وطنيا وحدويا بالمعنى الحق لذلك، فما أحوج البحرين إلى أمثاله وقيمه ومواقفه في هذا الوقت الأحوج إلى الشرفاء والوطنيين الأبطال".

وجدد عضو جمعية العمل الإسلامي (أمل) رضوان الموسوي في كلمته التأكيد على "تحقيق المطالب المشروعة لجميع أبناء الوطن من دون تمييز أو إقصاء".

وتابع الموسوي "نؤمن كما آمن النعيمي هو بأن العمل النضالي ليس محدودا في مكان أو زمان، فأينما وجد ظلم يكون التصدي إلى ذلك الظلم دون حدٍ أو قيد، وما تجربة فقيدنا إلا شاهدٌ على ذلك، فقد بقي مدافعا عن حقوق شعبه الوطنية حتى غيبه المركز بعد أن قصمت ظهره المراكز العامة في انتخابات 2006".

ثم تحدث ممثل جمعية "الإخاء الوطني" محمد الشهابي فذكر بأن النعيمي "حمل هموم شعبه بغض النظر عن العرق أو المعتقد وظل مدافعا قويا ضد الظلم والاستبداد"، مردفاً "اقترنت سيرة النعيمي بالمثل الكبرى التي تناضل من أجلها الشعوب، وعلى رأسها الحرية الوطنية من أجل نيل حقوق الشعب ليكون شريكا في صنع القرار".

بعد ذلك ألقى كلمة جمعية "التجمع الوطني" حسن المرزوق مشدداً على أن "النعيمي لكنه اكتشف بعد عودته من المنفى أن حربه ضد البرجوازية موجودة هنا، فأسس "وعدا"، وصنع الأمل وذاد عن الحرية والكرامة الإنسانية".

أما كلمة رفاق النعيمي فألقاها عبد النبي العكري مؤكداً على "نهج النعيمي بالتمسك بالوحدة الوطنية وقبر الطائفية وفضح دعاتها والمحرضين على الكراهية والتمييز، والتمسك بحقوق الشعب في مملكة دستورية حقيقية يكون الشعب فيها مصدر السلطات جميعاً، نهج أن ثروات البلد لأهله، وليس للسلطة التي تحتكر السلطة والثروة".

ولفت العكري إلى "أن العقاب الجماعي يطال غالبية أبناء الوطن وممارسة القمع والتنكيل بحق المناضلين وتمزيق اللحمة الوطنية، وتشويه علاقات الترابط التاريخية بين مكونات هذا الشعب".

كريم رضي

وألقى الشاعر و النقابي كريم رضي قصيدة بعنوان:  (نشيد الأرخبيل)، إهداء من عبد الرحمن النعيمي إلى شعبه. هذا نصها:

(1)

سيقال متُ

ويكتب الشعراء من أجلي الرثاءْ

سيقال متُ

ويجلس الأعداء في حزني

بجنب الأصدقاءْ

يتبادلون كلامهم بعيونهم

عني وذاكرة الحصاد المر

في وطنٍ تزنره حدودٌ من دماءْ

سأكون بينكمُ

أرتبُ شايكم وورودكم

وأوزع الفرح الخجول على

بساتين البكاء

(2)

سيقال متُ

سيحفرون لدفني الأرض الحبيبة

عندما أصحو أنيقا في ثياب الشعب

أمسح عن جمالي الطين

أمشي في قناديل المساء

سأسير في الطرق الفقيرة

واصلا بين العواصم

هذه بيروت في إيمانها العربي

تلك دمشق تختبر الطغاة بدمها

بغداد تنهض في نشيد الرفض

تونس تبتكر اللقاء مع السماء

كنانة الله البسيطة تحتفي بربيعنا العربي

في موت الشتاء

وأسير من شط المحرق للمنامة

أعبر الطرق الغفيرة

أقرأ الشهداء أسماء وأمكنة وأحلاما

مساء الخير يا شعبي الوحيد بلا غطاءْ

سيقال متُ

وها أنا أحياك يا وطني

وأختار البقاء

(3)

سيقال متُ

ولا تجيء القدس إلا عند موعدها تماما

والجنوب هو الجنوبْ

لا الطائفيات العتيدة أخرتها عن صباها

والجنوب لها يؤوبْ

أرسل غناءكَ أيها الزجال

ما بين الأحبة من حدود

صوتكَ العربي يخترق البيوت على الشريط

يقال متُ وإنني

في الفجر في شبعا كأني في ظفار

أعلم الثوار أسرار الغرام

وأسكب الأنغام في ماء السهوبْ

(4)

سيقال متُ

تدق أجراس الكنائسُ حزنها

و المئذنات تبوح بالقرآن عند الفجر

تختار الشوارع والمنصات الصديقة صمتها

ويقول شبان النضال مضى أبانا في الربيعْ

وما رآه حسرةً لغيابه العربي

لكن من ترابي برعمٌ ينمو بجانب برعمٍ

يتكاثر الشهداء أزهارا على قبري

ويهمي فوقها مطرٌ بديع 

(5)

سيقال متُ

ويدعي وصلا بليلاي اليتيمة

من أباحوا دمها وأبوا هواها

ربما يمشي إلى نعشي ويبكي

عند شاهدي الطغاه

سيقول قاتلي الأخير بلا حياء

كان الفقيد لنا ومنا

ليته لم يمض مندفعا إلى حتف يراه

لكنني ألقاه مبتسم المحيا

ساخر المعنى

لقد مات الذين

لنا أرادوا الموت واخترنا الحياه

(6)

سيقال متُ

وما كتبتُ وصيتي للناس

قل للموت إني قد هزمتك يا رحيلْ

وأقول مثل أبي فراس

دموعكم أغلى من الأحداث والموت الجليلْ

كونوا إلى فرحٍ جدير بالذين تحرروا من خوفهم

ومشوا على سفح الجبال

إلى عناق المستحيلْ

أنا طائر الفينيق

من شعبٍ صغير

وزعته الريح أشلاءً

بعرض البحر

أو تحت النخيلْ

وأموتُ ثم أعود ثم أموتُ ثم أعودُ

أنا الخليج على ضفافي

يكتب التاريخ

ملحمة النواخذة الذين تنازعت أجسادهم حيتانه

وأموت ثم أعود ثم أموت ثم أعود

والبحرين قلبٌ نابضٌ

كالله في جسدي النحيلْ

وأنا نشيد الأرخبيل