رويترز: دول الخليج تشارك في عمل عسكري بقيادة واشنطن للمرة الأولى منذ 23 عاما

2014-09-25 - 3:16 ص

مرآة البحرين (رويترز): كانت المرة الأخيرة التي اتفقت فيها دول عربية على الحاجة إلى المشاركة في عمل عسكري بقيادة الولايات المتحدة منذ أكثر من 23 عاما وأقنعها الآن التهديد الذي شكله تنظيم الدولة الإسلامية بأن أي رد فعل شعبي سلبي على تكرار ذلك في المنطقة المضطربة بالفعل ثمن يستحق أن يدفع.

ومن بين الدول العربية التي ذكرت واشنطن أسماءها كدول دعمت الضربات الجوية الامريكية على التنظيم الجهادي في سوريا أكدت البحرين والأردن والإمارات العربية المتحدة أن طائراتها شاركت بالفعل في القصف.

وقالت السعودية انها شاركت في العمليات العسكرية. ومن المعتقد أن قطر قدمت دعما لوجستيا أو سياسيا فقط.

لكن الاقتران بهذه الهجمات بعد أن أدت سنوات من الحروب تحت قيادة أمريكية إلى استعداء المسلمين في مختلف أنحاء العالم يمثل مجازفة يبدو أن هذه الدول العربية مستعدة لها من أجل التغلب على جماعة تسعى لاعادة تشكيل الشرق الأوسط في ظل دولة خلافة إسلامية.

وقال سامي الفرج المستشار بمجلس التعاون الخليجي الذي يضم السعودية والبحرين والامارات والكويت وعمان وقطر "نحن ننظر إلى الدولة الاسلامية كخطر وجودي. إذا لم نوقفها ستتوسع في منطقتنا."

وتهدف الهجمات الجوية والصاروخية إلى اضعاف القدرات العسكرية والتنظيمية للتنظيم الذي يسيطر على أجزاء كبيرة من شمال شرق سوريا واستولى على مساحات كبيرة من الاراضي العراقية منذ يونيو حزيران.

ومع استقاء التنظيم الدعم من جماعات أخرى أقل نجاحا وبفضل الأسلحة الامريكية المتطورة التي استولى عليها من القوات العراقية أوضح تنظيم الدولة الاسلامية أنه لا يسعى لأقل من ضم العالم الاسلامي كله تحت لواء الحكم الديني وذلك في رسالة يبغضها حكام دول الخليج.

ولم يحدث منذ التحالف الدولي الذي طرد القوات العراقية من الكويت عام 1991 أن شارك مثل هذا العدد الكبير من الدول العربية علانية في عمل عسكري بقيادة الولايات المتحدة في العالم العربي.

وقال الباحث الاكاديمي البريطاني كريستوفر ديفيدسون إن هذه الدول "لم تعد دولا محايدة نشطة ذات نفوذ بل بدأت تتحول إلى دول مواجهة في حرب من المرجح أن تشمل المنطقة بأسرها."

الثقة الجديدة

ورغم أن مشتريات دول الخليج من العتاد العسكري الغربي كبيرة وأن قطر والامارات قدمتا دعما عسكريا للقوات الليبية التي أطاحت بمعمر القذافي بمساعدة غربية في عام 2011 فإن هذه الدول تعتبر في العادة من الاطراف المعتمدة على الغرب في الدفاع عن نفسها في أي ظروف طارئة مثلما كان الحال في الكويت.

كذلك فإن الكشف عن مشاركة السعودية في الهجمات يكسر العزوف التقليدي للمملكة عن تسليط الضوء عليها خاصة في مثل هذا الموضوع الحساس.

وقال نيل باتريك الباحث بمعهد رويال يونايتد سيرفيسز في لندن "الانطباع هو أن السعوديين مستعدون للاعلان عن دورهم. وهذا تطور لافت رغم أننا لا نعرف ما هو دورهم."

وقال الأمير سلمان ولي العهد وزير الدفاع في خطاب بمناسبة العيد الوطني نقلته وسائل الاعلام السعودية يوم الثلاثاء إن المملكة بحاجة لتعزيز تصديها للتطرف.

ونقلت صحف محلية عنه قوله "ما يؤرقنا اليوم إننا كمسلمين لم نفعل ما يكفي لحماية أمتنا من التطرف وشبابها من التشدد والغلو ما قاد بعض المغرر بهم لانتهاج العنف واستبدال العقيدة السمحة بعقيدة التكفير والارهاب والتفجير."

وقال الفرج مستشار مجلس التعاون إن التحرك الخليجي الان "رسالة للمتشددين وللمتطرفين بين شعوبنا أننا جادون في وقف الدولة الاسلامية."

كما يبدو أن الإمارات مستعدة لا للمشاركة في العمل فحسب بل لتقديم نفسها في صورة أكثر ثقة وأكثر إيجابية.

وقالت ابتسام الكتبي رئيسة مركز الإمارات للسياسات لرويترز إن الدعم الإماراتي يتفق مع قدراتها المتنامية. وأضافت "فقد أصبحت قوة عسكرية واقتصادية وسياسية يعتد بها."

وسئلت عن خطر احتمال وقوع هجمات على الإمارات فقالت إن "الارهاب" احتمال قائم سواء شاركت الإمارات أو لا في العمل العسكري.

وأضافت "ما من شيء بدون مخاطر. لكنك جزء من تحالف دولي ولا يمكنك أن تقف ساكنا في وجه الارهاب عندما تملك كل هذه الموارد."

* "كلاب حراسة لليهود"

أما الدولة الاسلامية نفسها فقد هددت بمهاجمة أي دولة تدعم الحملة الامريكية.

وكرر المتحدث باسمها أبو محمد العدناني يوم الاثنين تهديد السعودية ووصف حكامها بأنهم "كلاب حراسة لليهود وعصا بيد الصليبيين ضد الاسلام والمجاهدين."

وتمثل الدولة الاسلامية للرياض هاجسين كبيرين الأول انها ستعزز حكمها في العراق بما يخلق ملاذا آمنا للمتشددين على حدودها الشمالية والثاني أنها ستشجع المتشددين داخل المملكة نفسها على شن عمليات.

وقال الفرج إن مستوى التأهب بين قوات الأمن في الدول العربية الخليجية رفع منذ أسابيع "ووصل اليوم إلى أعلى مستوى" بسبب الهجمات التي قادتها الولايات المتحدة على المتشددين.

وأضاف أنه سيتم تشديد اجراءات الأمن بصفة خاصة قرب القواعد الجوية ومنشات الامداد والتموين والوقود.

لكن الأمن ليس هو مصدر القلق الوحيد للدول العربية الاعضاء في التحالف المناهض للدولة الاسلامية.

فالحفاظ على جبهة موحدة قد يكون صعبا بفعل خلافات بين قطر وبعض جيرانها من الدول العربية حول دور الاسلاميين في الحياة السياسية العربية.

ورغم أن الدول الخليجية كلها تعارض الرئيس السوري بشار الأسد فقد مارست السعودية ضغطا على قطر العام الماضي للتوقف عن تقديم المال والسلاح لبعض الفصائل الاسلامية الأكثر تشددا في سوريا.

ولذلك قال دبلوماسيون إن من المرجح ألا ترضى قطر عن استهداف الغارات جبهة النصرة المرتبطة بتنظيم القاعدة والتي يبدو أنها تعتبرها جماعة معارضة سورية حقا.

وقال مصدر مقرب من الحكومة القطرية لرويترز إن الغارات الليلية لن تحل شيئا. وأضاف أن من الظلم استهداف الدولة الاسلامية فقط في حين أن الأسد "ترك ليقتل شعبه منذ سنوات."

 


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus