اللوبي البحريني ينشط في واشنطن وبروكسل وجنيف ولندن وباريس... حسين عبد الله يتحدث لـ"مرآة البحرين": الحكومة أضعف مما تتصورون!

2014-09-30 - 3:33 م

مرآة البحرين (خاص): بعد إعلان موعد الانتخابات في البحرين، والأحداث الدرامية المتسارعة على هامش لقاء "الأعيان"، بدا جليا أن الحل الداخلي استنزف بالكامل، وأن الحوار الجاد والتسوية السياسية من خلال المفاوضات، تلاشت آفاقها تماما.

ومع أن أحدا في البحرين لم يعد يثق بقدرة المجتمع الدولي على فرض حل سياسي أو إصلاحات جادة على العائلة الحاكمة، إلا أن التطورات الإقليمية من جهة، وحجم الضغط الذي يمارس على حكومات الدول الكبرى من المنظمات الدولية وجماعات الضغط والنفوذ (اللوبي)، يبدو أنه يمكن أن يتيح للبحرين مشهدا أكثر ديناميكية على صعيد المسرح الدولي.

سياسيا، من المثير للتفاؤل أن السفير الأمريكي المرشح لا ينوي دعم الانتخابات القادمة، وأن الإدارة الأمريكية لم تبارك لحد الآن هذه الانتخابات وعليه فإن موقفها لا يزال واضحا تجاه التسوية السياسية التي لم تنجز بعد في البحرين. الأمر كذلك بالنسبة للاتحاد الأوروبي، الذي يمثل 28 دولة على رأسها بريطانيا.

لا أحد يعرف كيف سيفي المجتمع الدولي بالتزاماته السياسية والحقوقية تجاه البحرين، ولكن اللعبة السياسية في الخارج تبدو أكثر جاذبية منها في الداخل، في الوقت الراهن على الأقل.

من هنا، نحاول اليوم أن نعرف ارتدادات القضية البحرينية في الخارج، وأفق الحل السياسي عبر الضغط الدولي، مع انتهاء الدورة 26 لمجلس حقوق الإنسان بجنيف، وعلى هامش الدورة 69 للجمعية العامة للأمم المتحدة، المنعقدة في نيويورك، ومع تعيين مفوّض سام جديد لحقوق الإنسان هو الأمير الأردني زيد بن رعد بن الحسين.

اللوبي البحريني في واشنطن

يقود حسين عبد الله اللوبي البحريني في واشنطن، في مكاتب قريبة من مبنى الكونغرس الأمريكي، ومنذ عام 2006 يخوض حسين ساحة حرب سياسية يظن أنّه متمكّن منها إلى حد بعيد.

منظمة "أمريكيون من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان في البحرين" ADHRB، التي أسسها عبد الله في العام 2002، وحصلت على اعتراف رسمي في 2008، كان لها نشاطها البارز في واشنطن وجنيف والعديد من المدن الأوروبية الأخرى.

افتتح مكتبها الرسمي في واشنطن في العام 2011، وقدّمت المنظمة العديد من المداخلات في دورات مجلس حقوق الإنسان بجنيف، بعد أن باتت أول منظمة بحرينية تحظى بالعضوية الاستشارية في منظمة الأمم المتحدة، الصفة التي تخولها أيضا لأن تحضر اجتماعات اللجنة الثلاثية بالجمعية العامة للأمم المتحدة.

عقدت المنظمة ندوات، بعضها كان في مبنى الكونغرس، استضافت فيها مسئولين أمريكيين وشخصيات مؤثرة في صناعة القرار الأمريكي، وذلك بحضور مواطنين من كافة أنحاء الولايات المتحدة، بعضهم لم يكن يعرف البحرين من قبل.

وكجماعة ضغط (لوبي)، كانت المنظمة وراء إصدار العديد من البيانات والرسائل الموجهة عن البحرين من قبل الكونغرس الأمريكي، كما أنها حفزت أعضاء في الكونغرس على إصدار قرارات وتبني إجراءات وسياسات ومواقف وخطاب معين إزاء الأزمة في البحرين.

تعمل المنظمة بتعاون وثيق مع منظمات رائدة في المجتمع الأمريكي وخارجه، من أهمها مشروع الديمقراطية في الشرق الأوسط POMEDومنظمة هيومن رايتس فيرست، وتلعب دورا هاما في تحريك الرأي العام الأمريكي والضغط على صناع السياسة الأمريكية لاتخاذ مواقف أكثر صرامة تجاه البحرين.

حسين عبد الله: نحن أقوياء أكثر مما نتصور

حسين عبد الله، الذي يحمل درجة الماجستير في العلوم السياسية من جامعة فلوريدا، والذي لم ير البحرين منذ 17 عاما، يعتبر الحكومة البحرينية ضعيفة ومتورّطة "نحن أقوياء أكثر مما كنّا نتصوّر!".

"لا ألوم الناس، ولا أي شخص يقول إن هذا العمل كله هراء. لو كنت مكانهم سأقول هذا الكلام أيضا"، يقول حسين معلقا على قناعة كثيرين في لا جدوى العمل الحقوقي والسياسي دوليا. "الناس في طبيعتهم لا يعرف جميعهم عمق وتعقيدات العمل الدولي".

وفق حسين، فإن نتائج هذا العمل قد تتأخر، لكنه عمل يمكن استخدامه الآن في التفاوض السياسي "مثال: نحن نسعى إلى قرار دولي ضد البحرين، ونحن في نصف الطريق، ولكن إذا كان هناك حل سياسي جذري، إذا حصلنا على حقوقنا، سنوقف هذه المساعي".

"حين يتكلم نائب برلماني دولي ضد البحرين، هذا عمل لا يمكن أن تحس بقوته ولا أن تقيس أثره، ولكن نحن نعرف أثره وضرره وأذاه، وما يمكن أن يسببه من مشكلة بين الحلفاء". يقول حسين إن الحكومة البحرينية مستنفرة في بريطانيا وتعمل بشكل مكثف جدا لكسب أصدقاء أكثر، وذلك بعد القرار الذي وقعه أكثر من 66 نائبا من مجلس العموم ضد البحرين.

حول مداخلات البحرينيين في مجلس حقوق الإنسان، يقول حسين "نحن نعرض المشاكل ونعرض الحلول أيضا، مداخلاتنا تلف الأنظار ولها قيمتها، ولذلك نجد دولة أوروبية مثل مقدونيا توقع على بيانات الإدانة. المجتمع الدولي يعرف من خلال ذلك أن عملنا بنّاء وليس هدام. ما نطرحه هو أن هناك انتهاكات فكيف نعالجها؟".

ويشير عبد الله إلى أن فتح بعض الملفات الأخرى داخل المجلس، مثل ملف حقوق العمال المهاجرين، أمكنهم من فتح علاقات مع دول آسيوية!

مكاتب في بروكسل وواشنطن ولندن: نشاط البحرينيين الدولي هو الأول عربيا

"إذا كان هناك من يظن أن مشاكل البحرين يمكن أن تحل في مجلس حقوق الإنسان أو اللجنة الثلاثية، فليعرف أن هذا عشم إبليس في الجنة" يرى حسين أن هذا ليس إلا أحد عوامل الحل والضغط على الحكومة، من أجل تحقيق بعض الانفراجات السياسية.

يؤكد عبد الله أن نشاط البحرينيين الدولي مقارنة بالدول العربية الأخرى، إن لم يحل في المرتبة الثانية بعد مصر فهو الأول، لكنه يقول إن قوة العمل الدولي مقرونة بالحراك داخلي "لليوم ومع السنة الرابعة العمل لم يتوقف. ما تحقق للبحرين في المجال الدولي لا يمكن مقارنته بأي دولة، لأنها تعدى وذهب إلى أبعد ما يمكن لأي أحد أن يتصور. هذا لم يحصل من قبل".

يشير عبد الله إلى أن 19 منظمة كانت تراقب وتحضر جلسات المراجعة الدورية لسجل البحرين، بينما في جلسات السعودية كان هناك 3 منظمات فقط. الناشطون كانوا يتسابقون للحصول على كرسي، والبعض يتشاركون السماعات لنفادها. لا توجد دورة لمجلس حقوق الإنسان منذ 2011 إلا وذكرت فيها البحرين.

ويلفت إلى أن العلاقة بين البحرين وأمريكا متوترة لأول مرة، لأن هناك ضغط شديد على أمريكا. وهناك ما يجري في لندن: 66 نائبا برلمانيا يوقعون على عريضة تدعو للإفراج عن جميع السجناء السياسيين، وفي فرنسا يتكلم الرئيس هولاند عن السجناء السياسيين، كما تضج الصحف وقنوات التلفزيون الفرنسية على زيارة ناصر بن حمد، كل ذلك يحدث بسبب تحركات الناشطين.

يرى حسين أن حراك البحرينيين تجاوز في حجمه نشاط العراقيين فيما قبل سقوط صدام. في هذا الوقت تحديدا، يتنقل نبيل رجب مع فريقه من بلد أوروبي إلى آخر لمقابلة وزراء الخارجية ومسئولين آخرين، "لم يتبق إلا الهند وباكستنان وحتى هؤلاء راسلناهم".

"نحن نفتح مكتب في بروكسل، ولدينا مكتب في لندن، ومكتب في واشنطن، ولدى مركز البحرين مكتب في الدنمارك، الحكومة تختبر صبرنا، ولكن صبرنا لن ينفد".

يرى حسين أن المجتمع الحقوقي البحريني يمكنه أن يكتب دليلا في "كيف يمكن أن تدافع عن ثورة ضمن المنظومة الدولية؟" سواء كان ذلك في الأمم المتحدة أو في الكونغرس الأمريكي!

الضغط على الحكومات من داخل الدول

سواء في النرويج، الدنمارك، بريطانيا، فرنسا، ألمانيا، كندا أو الولايات المتحدة الأمريكية، يقول حسين إن اللوبي البحريني يبني علاقات على الأرض مع الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني وحتى المواطنين في مختلف هذه الدول وغيرها، وذلك بهدف أن تشكل ضغطا على حكوماتها وتطالبها بالتدخل في القضية البحرينية والدفع باتجاه حلحلة الأمور.

تأثير العمل البحريني الدولي وصل، بحسب حسين، إلى مستوى أن تسائل برلمانات هذه الدول وزارات الخارجية فيها عن مواقفها تجاه البحرين "ليس من السهل أن تغير سقف المواقف الدولية هذه، ولكننا استطعنا أن نعمل شرخا في هذا السقف، وقريبا سنهد هذا السقف على رئوس النظام، وستضطر الدول لرفع هذا السقف. هذه الدول لا تتحالف لعيون آل خليفة، هي تعمل لأجل مصالحها، وهذه المصالح لن تكون في أمان، بلا استقرار اقتصادي وسياسي".

متى قالت حكومة أجنبية إن على البحرين أن تشكل حكومة توافقية؟

حول الـ 3 ملايين دولار التي رصدها الكونغرس في الميزانية الأمريكية للملف البحريني لاستخدامها في الحل السياسي، يقول حسين إنها "رسالة سياسية للحكومة البحرينية والإدارة الأمريكية أن الكونغرس ليس سعيدا بما يجري في البحرين".

ويضيف "أكبر دولة في العالم تقول ليس هناك نظام مستقر في البحرين، حتى السعودية ومصر لم يقولوا عنها ذلك، رغم أنهم يعترفون أن هناك مشاكل في هذه الدول، ولكن لا يوجد أحد يدفع أو جهة تضغط في أن تصل الأمور إلى مراكز القرار بشكل جدي وأكبر، ما يحدث في مصر أكبر بكثير مما يحدث في البحرين، وما فعله "السيسي" شيء كبير، ولكن رغم ذلك لم تكن هناك ردة فعل دولية بهذا الحجم".

"متى قالت حكومة أجنبية إن على البحرين أن تشكل حكومة توافقية تمثل الجميع؟!"

يرى مدير منظمة ADHRB أنه من غير المحتمل إطلاقا أن يكون للأمريكان قرار آخر غير دعم الحراك السياسي "الملف البحريني محرج للغرب بشدة، ويبين نفاقهم وسياستهم المزدوجة. أي شيء يؤدي إلى حلحلة الأمور وإنهاء الأزمة السياسية سيحصل على الدعم".

يكشف عبد الله عن استمرار المحاولات الأمريكية للضغط على الطرفين من أجل تقديم تنازلات، ويؤكد أن واشنطن لا تزال تعمل على إقناع الجمعيات السياسية بالمشاركة، كما أنها تضغط على النظام لتطوير الحل المطروح. "أمريكا تعتقد أن هناك إمكانية للتغيير، هم سيلعبون حتى الدقيقة الأخيرة. كما فعل فيلتمان في السلامة الوطنية، حين يأتي توم مالينوسكي للبحرين قريبا سيأتي بحل معين، وسترسل واشنطن مبعوثين وستكون هناك تحركات كثيرة في هذا الوقت من أجل الوصول إلى تسوية".

يثني حسين على أداء المعارضة في هذا الملف، رغم الضغط الدولي الكبير عليها للمشاركة في الانتخابات "أنا جدا معجب بأداء المعارضة، صمودها إيجابي، بوصلتها واضحة، مطالبهم تساوي إلى حد ما تكلفة الحراك ومستوى التضحيات، المعارضة وصلت إلى نضج سياسي، ولن تقبل بأنصاف الحلول، أو باللاشيء الذي قدمته الحكومة".

يقول حسين إنهم يبلغون الأطراف الدولية المهتمة بأن المقاطعة فيها حل سياسي أكثر من المشاركة "المشاركة فيها ضياع سياسي يمكن أن يولد أجنحة سياسية من كل جمعية، ما سيعقد المسألة أكثر" ويضيف "من الصعب أن تدعم أمريكا هذه الانتخابات، أمريكا لا تريد أن تراهن على شيء خاسر، والمعارضة لن تشارك، كيف ستتعاون أمريكا مع المعارضة لاحقا بعد المقاطعة في هذه الحال؟"

إشراك البحرين في التحالف الدولي ضد الإرهاب يمكن أن يستخدم في الضغط على النظام

يرى حسين إن إشراك البحرين في التحالف الدولي ضد الإرهاب، بقيادة الولايات المتحدة، واشتراكها في الهجمات الجوية ضد "داعش" في العراق وسوريا، يرى أنه أمر يمكن استغلاله بشكل إيجابي "أستطيع ان أقول لأمريكا أنتم تتحالفون مع دول لضرب الإرهاب، هي نفسها تولد الإرهابيين، والمتشددين، بسبب انتهاكات حقوق الإنسان".

وبحسب حسين فهناك سياسات وإجراءات وقوانين تتعلق بالتحالفات الدولية ضد الإرهاب "هذه مهمة الحقوقيين الآن والناشطين في فضح هذه الدول والضغط عليها عبر قوانين التحالف التي يتبناها المجتمع الدولي، على الدول الكبرى أن تضغط على حلفائها لاحترام قوانين وبنود التحالف في تعاملها مع شعوبها، أو الخروج من هذا التحالف".

أمريكا لا يمكن أن تتحالف مع كوبا على سبيل المثال، بسبب مثل هذه القوانين والضوابط والسياسات "نستطيع أن تجعل التحالف إيجابيا. لماذا انحلت مشكلة المفصولين بشكل كبير، السبب هو اتفاقية التجارة الحرة، استخدمنا الاتفاقية للضغط على الحكومة الأمريكية إما أن تحل مشكلة البحرين أو تنهى الاتفاقية".

السعودية تحضر اجتماعات البحرين بالدول الأوروبية وتدفع لشركات العلاقات العامة

يكشف عبد الله أن حكومة البحرين تصرف الملايين من ميزانيتها الخاصة أو من ميزانية السعودية، لمواجهة الضغط الدولي. قبل إصدار البيان الأخير في دورة مجلس حقوق الإنسان 25، حين كان السفير البحريني يطلب مقابلة ممثلي الدول الأوروبية كان يحضر بصحبة السفير السعودي، الذي كان هو من يتكلم فقط! في داخل أمريكا، وفقا لعبد الله، شركات العلاقات العامة التي تعمل لصالح البحرين تدفع أجورها من السعودية بشكل مباشر، كذلك هو الأمر في لندن، وباريس، التي تدخلت شركة فيها للدفاع عن ناصر بن حمد رغم أنه لا علاقة لها البحرين، إنما السعودية!

يرى حسين أن حكومات الخليج وخصوصا السعودية، تخشى أن ينتقل إليها أي تغيير في البحرين لو كتب له النجاح "النصر متأخر لأن القضية ليست البحرين فقط، أنتم تدافعون عن الحريات والتغيير السياسي في الخليج كله، إذا حصل تغيير وحصلتم حقوقكم سيحدث ذلك في السعودية والإمارات وغيرها. النصر متأخر ليس لأنكم لا تعملون شيء، ولكن القوة التي ضدكم قوة صعبة. لا مقارنة في الإمكانيات. نحن منتصرون في كل جبهة، إلا الجبهة العسكرية، لأننا سلميون وسنبقى سلميين".

يقول عبد الله إن صوت مظلومية ومطالب الشعب البحريني، وصل إلى أماكن لا يريد حاكم الخليج والسعودية أن يصل إليها، ويشير إلى أن استياء السعودية ودول الخليج وصل إلى إلغاء اجتماع الشراكة الخلجية الأوروبية السنوي، والذي تعقد فيه صفقات بالملايين "ألغته السعودية وقالت بشكل صريح إن السبب هو موقف الاتحاد الأوروبي من البحرين".

ADHRB تفتح ملف السعودية الحقوقي

في الدورة الأخيرة لجلسة حقوق الإنسان، فتحت منظمة ADHRB النار على السعودية بمداخلات تتحدث عن الكثير من الانتهاكات ضد حقوق الإنسان، كالسجون السرية، واعتقال النشطاء، وقتل المتظاهرين وغيرها. كان نشاط المنظمة حول السعودية مكثفا، وشمل مداخلات في الجلسات الاعتيادية، وأكثر من 40 اجتماع، وعدد من الندوات عقدت في قصر الأمم المتحدة وحضرها عدد كبير من المسئولين والمهتمين، وهي ربما المرة الأولى التي تثار فيها قضايا حقوق الإنسان في السعودية بهذا الشكل الواسع في الأمم المتحدة.

"رداءة أوضاع حقوق الإنسان في الخليج لا يمكن تجزيئها. لا يمكن أن تدافع عن حقوق الإنسان في البحرين وتترك الإمارات وقطر وسعودية" يقول حسين عبد الله، ويوضح بأن الإمكانيات كان عائقا في تناول الأوضاع الحقوقية في الخليج، ولكن المنظمة تمتلك الآن الخبرة الكافية، ومن اليوم فصاعدا سيكون هناك عمل كبير حول السعودية.

"الوضع الحقوقي السعودي يؤثر سلبا على البحرين، فإذا كانت هناك انتهاكات في السعودية ستكون هناك انتهكات في البحرين. سوؤها هناك يعني سوؤها هنا"، يلفت عبد الله إلى أن الناشطين السعوديين يحتاجون لدفعة ومساعدة وأن ما تفعله المنظمة هو واجب دعمهم "نحن تبنينا الملف السعودي وأعطيناه نفس القوة ونفس الإمكانيات التي أعطيناها للملف البحريني... لن يكون غريبا بعد اليوم أن يحضر الملف السعودي بقوة من قبل المنظمة".

"رأينا أن هناك فراغا في الدفاع عن حقوق الإنسان السعودي. لا يوجد ضغط دولي على الحكومة السعودية بسبب هذا الفراغ رغم بشاعة الجرائم هناك. هذا يحفز بقية المنظمات لطرح الملف السعودي، خصوصا أن السعودية عضو مصوت في مجلس حقوق الإنسان".

حكومة البحرين: التخبط الدبلوماسي

"رسالة إلى الجميع: الحكومة أضعف مما تتصورون، أبعدوا عنها الآلة العسكرية وستكون أوهن من بيت العنكبوت، هناك تخبط كبير لدى الحكومة البحرينية في العمل السياسي والدبلوماسي. لا يوجد لديهم تخطيط، ولا علاقات دولية تحميهم، ولولا أموال السعودية لكان هناك حل جذري في البحرين منذ زمن" يقول عبد الله.

أقل مثال على هذا التخبط والغباء الدبلوماسي، كما يقول حسين، أن الخارجية البحرينية اعتذرت بشكل سري لتوم مالينوسكي مساعد وزير الخارجية الأمريكي، بعد طرده من البحرين قبل أشهر، ودعته لزيارة البلاد مجددا، ثم جاء الديوان ورفض ذلك علنا! "لا يوجد تبادل أدوار، أنا لا أؤمن بعظمة النظام، الآلة العسكرية والمخابراتية قوية، ولكن العمل السياسي والدبلوماسي متخبط وضعيف ومهزوز. أي ناشط بحريني يساوي أكبر دبلوماسي في حكومة البحرين. أي طفل في الشارع يستطيع أن يقص كل المشكلة السياسية في البحرين من الألف للياء أفضل من أي دبلوماسي رفيع. السبب في ذلك أنهم في مأزق حقيقي".

جهاد الخازن يحضر مع البحرين اجتماعات الأمم المتحدة

يكشف حسين عبد الله بأن الكاتب في صحيفة الحياة جهاد الخازن يرافق الوفد البحريني الرسمي سنويا إلى نيويورك لحضور اجتماعات الأمم المتحدة "أمثال جهاد الخازن هم من يستلم العطايا، ولهذا فإن أي جهة تتكلم عن البحرين يقول عنها إنها يهودية، وكأن الديانة اليهودية جريمة!" يقول عبد الله، تعليقا على مزاعم الخازن بأن أعضاء مجلس إدارة صحيفة واشنطن بوست كلهم من اليهود، بعد الافتتاحية الأخيرة التي نشرتها الصحيفة عن مريم الخواجة.

زيد بن رعد

يؤكد حسين عبد الله بأنه ليس قلقا أبدا من تعيين الأمير الأردني زيد بن رعد بن الحسين مفوضا ساميا لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة "دعونا نرى عمله ونشاطه، المفوضية ليس مملكة رأس الهرم فيها كل شيء، هو شخص عليه مسئولية، ولو كان قادرا على تغيير الموقف تجاه البحرين، أو كانت لديه نية سيئة في ذلك، لكان أوقف التصريح الأخير للناطق باسم المفوضية".

بحسب حسين فالنقاش بين المفوضية والنظام في البحرين لفتح مكتب دائم لا زال مستمرا "المفوض الجديد ليس رجلا سيئا، هو رجل له أدوار وله صلاحيات لا يستطيع تجاوزها. المفوضية السامية لحقوق الإنسان من خلال آلياتها المختلفة لا زالت بخير".

"أنا أريد أن أستفيد منه إيجابيا، إذا استطعت أن أخرج كلمة واحدة من الأمير زيد ضد البحرين، فذلك سيساوي لنا كتابا يكتبه شخص أجنبي في نفس السياق. من دون الهواجس يمكننا فعلا أن ننجز ذلك. دعونا نمد يدنا للرجل ونرى ماذا يصدر عنه. نحن كناشطين لديهم خبرة في العمل الحقوقي والسياسي الدولي، نعرف أن هناك ضوابط لهذا الرجل، هو ليس بيده حتى أن يغير حتى المقررين الخاصين".

في السياق ذاته يؤكد عبد الله أنه لا قلق من تعيين المسئول البحريني سعيد الفيحاني في لجنة الشكاوى السرية بمجلس حقوق الإنسان "هناك آليات لا أحد يستطيع تجاوزها في مؤسسات المنظمة الدولية"، وبحسب تعليق أحد الباحثين في منظمة ADHRB، فإن تعيين الفيحاني لا يمثل أي موضوع بالنسبة للناشطين في الخارج، لأن اختصاص لجنته هي إجراءات الشكاوى المباشرة للمجلس، وهو ما لم تلجأ إليه المنظمات البحرينية لحد الآن، وذلك كونه ليس فعالا.

الأمم المتحدة يمكن أن تقوم بدور أكبر إذا ما صدر تكليف دولي

يرى عبد الله أن بإمكان الأمم المتحدة أن تقوم بدور إيجابي أكبر "هناك تعاط كبير معها، إذا كانت هناك جهة يثق بها الشعب إلى حد ما، وتثق بها الحكومة، فإنها مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان".

لكنه يوضح أن الإشكال يقع في أن طريقة طرح المفوّض للأزمة طريقة حقوقية بحتة "يمكن للمفوضية والأمم المتحدة أن تقوم بدور أكبر، ولكن يجب أن يأتي ذلك بتكليف دولي، مثل أن توجه لذلك دول كبرى كالولايات المتحدة الأمريكية".

السخرية من العمل الدولي

قلنا لحسين عبد الله إن هناك من يرى عبر تعليقات ساخرة أنكم تبالغون في تقدير دوركم وحجمكم الدولي، إلى درجة أنكم توجهون مطالبات للإدارة الأمريكية تظهر على أنها إملاءات.

كان جوابه أننا "نرى أنفسنا بالمستوى الذي يفترض أن نكون فيه. نحن نعرف أن سياسة الخارجية الأمريكية واستراتجيتها خاطئة منذ 3 سنوات ونصف، لا بد أن نطالبهم بتغييرها، ونطالبهم بما يفترض أن يفعلوه، وأن ينتقلوا من العمل الدبلوماسي السري إلى الانتقاد العلني".

قبل 3 سنوات، إذا قلت للناس بأنني سأقنع 66 برلمانيا بريطانيا بتوقيع قرار يطالب بالإفراج عن السجناء السياسيين في البحرين، كان يحق لهم أن يسخروا مني، ولكن اليوم حتى التقارير الصادرة عن الإدارة الأمريكية بخصوص البحرين تستقي معلوماتها من مكاتب الحقوقيين، هذا أدى إلى ارتفاع سقف أنشطتنا وأعمالنا.

عبد الله لم يكن سلبيا حيال التعليقات التي تصدر ضد منظمته "هذه السخرية الطريفة تجعلني إيجابيا، أفهم من ذلك أن الناس تتابع ما نفعل وتعرف مدى قوته. حين نرجع للبحرين سننظم حوارا مع الآخرين ونرى تعليقهم على ما فعلناه".

شعب + ظلم = حراك

يرى حسين أن التأسيس للعمل الحقوقي الدولي هو تأسيس استراتيجي لأنه سيستمر ربما إلى 5 سنوات أخرى فيما بعد أي تسوية مع النظام، لأننا لن نقول "عفا الله عما سلف" بخصوص ما حدث من جرائم في السنوات الماضية "سنظل نعمل على إدانة كل المجرمين وتقديمهم إلى المحاكمة".

هو يرى أن قوة عمله مرتبطة بشكل وثيق باستمرار الحراك في الداخل "أنا على ثقة بأن الحراك مستمر. لأن هنك معادلة ثابتة للحراك: شعب + ظلم = حراك" ويؤكد أن "الحكومة ترتكب خطأ كبير لأنها تحول البلد إلى دولة بوليسية، وهذا يجعلني أتحرك".

يلفت حسين إلى أنه من غير المسموح دوليا أن يكون هناك في أي دولة سجناء سياسييون، تمييز، سحب جنسيات، تجنيس سياسي، اعتقال تعسفي، سجن أطفال، تمييز طائفي في البعثات، ولذلك "فحتى آخر سجين سياسي سيكون عملنا مستمر ويحظى بقبول وتأييد المجتمع الدولي".

يكرر حسين تعبيره عن ثقته الكبيرة بالناس في البحرين، وبصمودهم "أنا أستثمر في الناس في البحرين، في الشعب، في الشباب، في الآباء والأمهات الذين يقبع أبناؤهم في السجن، في آباء الشهداء، وفي أمثال حجي صمود" ويعتبر أن عمله بالرتم الحالي سيتوقف حين يكون هناك نائب يمثل من في الرفاع = نائب يمثل من في الدراز.

"اليأس نهاية الطريق، حين تقوم بالثورة يجب أن تفكر حتى نهاية النصر. وكلما تستمر الأزمة تكون الفجوة بيننا وبين النظام أكبر وأكبر، وسيكون الحل أصعب على النظام وليس علينا".


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus