براين دولي: هل تفقد الولايات المتحدة أخيرًا صبرها حيال البحرين؟

2014-10-28 - 5:32 م

براين دولي، الهافينغتون بوست

ترجمة مرآة البحرين

ردّت وزارة الخارجية الأمريكية اليوم على قرار اتخذه قاضٍ بحريني بعدم إطلاق سراح الناشط نبيل رجب من السجن وتأجيل محاكمته إلى 29 أكتوبر/ تشرين الأول. وقالت نائبة المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية ماري هارف إن الولايات المتحدة "لم توافق على محاكمة الأفراد على خلفية تعبيرهم السياسي السلمي وتحثّ الحكومة البحرينية مرة أخرى على إسقاط التهم عن نبيل رجب وإطلاق سراحه. نعتقد بالتأكيد أن من حقه التعبير عن رأيه. هذا لا يعني أننا نوافقه على جميع تغريداته، ولكننا بالتأكيد نوافق على أنّ له الحق بأن يقوم بها".

وفي الأسبوع الماضي، دعت وزارة الخارجية الأمريكية للمرة الأولى علنًا إلى إسقاط التهم عن رجب. واعتُقِل رجب، وهو أحد المدافعين البارزين عن حقوق الإنسان في المنطقة ورئيس مركز البحرين لحقوق الإنسان، في بداية هذا الشهر بعد أن نشر تغريدة على تويتر عن كون قوات الأمن البحرينية الحاضنة الفكرية لآيديولوجية داعش.

وتدل دعوة الحكومة الأمريكية هذه على تغير في الموقف إذ كانت تعارض سابقًا الدعوة العلنية إلى إسقاط تهم ملفقة مماثلة عن رجب.

وكان رجب قد أمضى سنتين في السجن - من منتصف العام 2012 إلى منتصف العام 2014- بسبب تغريدات سابقة. وتدل الدعوة الجديدة لوزارة الخارجية التي نُشِرت على تويتر، من قبل السفيرة الأمريكية في الأمم المتحدة سامانثا باور، على تغير بارز في الموقف.

وعلى الرغم من أنّ العلاقات العسكرية لطالما كانت قوية بين الولايات المتحدة والبحرين على مدى سنوات عدة، وعلى الرغم من كون البحرين عضوًا في التحالف الجديد المناهض لداعش، إلا أن بعض المسؤولين في واشنطن مستاؤون من حليفتهم، البحرين، التي طردت المسؤول الرفيع في وزارة الخارجية، توم مالينوسكي، من أراضيها قبل عدة أشهر بعد لقائه مع شخصيات معارضة مسالمة، والتي رفضت السماح بدخول عضو الكونغرس "جيم ماكغفرن" إلى أراضيها، والتي بنت علاقات جديدة مع الكرملين في الوقت الذي تسعى فيه الولايات المتحدة إلى عزل الحكومة الروسية بسبب عدوانها على أوكرانيا. وقد زار الملك البحريني في الأسبوع الماضي الرئيس بوتين في روسيا ودعاه لزيارة المملكة.

وتطرقت وزارة الخارجية الأمريكية أيضًا إلى موضوع استهداف الناشطة زينب الخواجة التي تواجه عددًا من القضايا المتعلقة باحتجاجاتها بما في ذلك تهم: تمزيق صورة ملك البحرين وإهانة ضابط في السجن في الوقت الذي كانت معتقلة فيه السنة الماضية والدخول إلى منطقة محظورة في محاولة منها لزيارة والدها في السجن في شهر أكتوبر/ تشرين الأول من هذه السنة. والجدير ذكره أن زينب معتقلة الآن في مركز اعتقال النساء في مدينة عيسى وقد أفيد اليوم أنها نُقِلت إلى مكتب النائب العام بناء على تهم الدخول إلى منطقة محظورة. وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية جين بساكي الأسبوع الماضي إنه،
"لقد اطلعنا على تقارير اعتقال السيدة الخواجة واحتجازها ونحن نتابع القضية عن كثب. وكما في أي بلد، ندعو البحرين إلى ضمان المساواة في المعاملة، بموجب القانون وإلى تطبيق العدالة بطريقة منصفة. ونحث مجددًا حكومة البحرين على اتخاذ خطوات لبناء الثقة في المجتمع البحريني وتهيئة بيئة مشجعة للحوار".

واليوم، جددت هارف هذه الدعوات.

إن أزمة البحرين السياسية لا تتحسن، فأكبر الجماعات المعارضة قالت إنها ستقاطع الانتخابات النيابية المقرر إجراؤها في 22 نوفمبر/ تشرين الثاني. وقد فشلت الولايات المتحدة في التّعبير علنًا عن انتقادها لسجل البحرين في مجال حقوق الإنسان، ما أثر سلبًا على مصداقيتها في البحرين والمنطقة. ولكن واشنطن محقة في التحدث عن رجب والخواجة ويجب أن تصرح علنًا الآن أن استهداف المدافعين عن حقوق الإنسان لن يعود بالاستقرار على البحرين وأن الولايات المتحدة ستستمر في ذكر الحالات الشخصية علنًا وأنه سيكون لذلك نتائج سلبية على العلاقات الأمريكية-البحرينية ما لم تتوقف الانتهاكات.

التاريخ: 25 أكتوبر/ تشرين الأول 2014

النص الأصلي


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus