يوم كانوا في "السلمانية": فلاش باك على الحقيقة المعتّمة!

2011-10-11 - 8:40 ص



مرآة البحرين: إن كنت ما زلت لم تتيقن بعد من حجم "الأيديولوجيا السوداء" التي وقفت وراء اللعب بمعطيات ما حصل في مستشفى السلمانية خلال شهري فبراير/ شباط ومارس/ آذار الماضيين، واستخدمتها دافعاً للتحريض المذهبي، فنرجو أن تتيقن من ذلك من خلال ما سيلي من أسطر أو مشاهدة الفيديو المرفق.

مواطن بحريني، يتلقى، كغيره من المواطنين، الرسائل "الغَرَضية" والموجهة التي عمل تلفزيون البحرين على بثها، وتلقفها بعض الموتورين طائفياً، عن وقائع ما يجري في السلمانية. لا يصدق، ويقرر أن يذهب برجليه إلى المستشفى كي يتأكد، مستغلاً طارئاً صحياً ألمّ به. هناك سيختبر بنفسه عمق الهوة بين الصح والكذب. ما شاهده بعينيه على الأرض، وما يشاهده على الشاشة الفضية كل يوم. لا مقارنة!

"مرآة البحرين" ارتأت تفريغ هذا المقطع لبلاغته، وترى أنه كاف بأن ينهض بإيصال الرسالة إلى من هو قادر على أن يفتح قلبه لتلقيها، وحده. وهو يروي جانباً من الحقيقة المعتمة التي لا تقوى شاشة التلفزة الرسمية على بثها. لم لا تستمعون له يتحدث:


في الحقيقة كانت عندي حالة مرضية، وصممت أن آتي إلى هذا المستشفى لعلمي اليقين والقطعي أن بعض ما سمعته كذب وزور عن إخواننا الكرام جميعاً. لقد حُذرت وخُوّفت قبل أن آتي إلى هذا المكان الذي اعتدت أن آتي إليه، وأنا أعرف إخوتي وأبنائي الذين درستهم وأخواني الذين صحبتهم من الشيعة، وأعرف أخلاقهم جميعا وأستبعد بل أعده من المستحيل أن يصدر بعض الذي سمعته في بعض وسائل الإعلام المغرضة من إخواني الكرام الذين عرفتهم (الجمهور يهتف: إخوان سنة وشيعة هذا الوطن ما نبيعه).

ويوجد بينكم الآن بعض من عرفني عن قرب وعلمته ودرسته في مدرسة الهداية الخليفية (الجمهور يهتف: بالروح بالدم نفديك يا سني) فلهذا أتمنى على جميع إخواني الكرام من السنة والشيعة ألا يستمعوا إلى الدعوات المغرضة التي تريد أن تزرع الحسد والبغضاء والكراهية بينهم، هناك عناصر ضالة مندسة تريد أن تفسد النسيج الاجتماعي الجميل الذي رأيناه جميعا على مرور سنوات طويلة وشاهده آباؤنا وأجدادنا.

جئت إلى هذا المستشفى وأنا كلي ثقة ويقين على أنني سأجد فيه كل ترحيب واحترام، وهذا الذي رأيته، وهذا الذي لمسته، في الوقت الذي أسمع فيه كلمات أتعجب منها، أسمع فيه أمورا أتعجب منها، وأنا قاطع بأن هذا الذي سمعته من بعض الناس ما هي إلا إشاعات كاذبة ونفوس مريضة مغرضة تريد أن تزرع الفتنة وتضرب إسفين الكراهية بين الأخ وأخيه.

جئت إلى هذا المستشفى الكريم، وقد أخفيت، أو كثيرون لا يعلمون شخصيتي، ربما أكون بعيدا كل البعد عن أولئك الذين تظنونهم من أهل التشدد والتعصب. فدراستي أزهرية ومذهبي مالكي وعقيدتي أشعرية، ومع هذا أخفيت ذلك كله لأرى كيف يقابلني الإخوة وكيف يبادلوني التحية والسلام، فما رأيتهم فرقوا بيني وبين إخوتهم في التحية والسلام والإخاء (الجمهور يهتف: إخوان سنة وشيعة هذا الوطن ما نبيعه).

لقد اطلعتم جميعا على بعض ما ألقي في بعض القنوات المغرضة، أو لنقل بعض البرامج التي حضر فيها من لا يتقون الله في هذا الوطن، وألقيت كلمات كنت أحاول أن أكذبها للتو واللحظة، وأحاول أن أخبر بعض من أحاط بي من الإخوة الكرام، بأن هذا الذي أسمعه لا يمكن أن يكون له رصيد من الواقع والحقيقة أبداً، فكم هو الخطر الذي يحدق بنا من خلال هذه الأخبار ومن خلال هذه القنوات الضالة المضلة التي لا تريد أن تطفيء النار وتهديء النفوس وإنما تريد إشعال النار وتكبير الحريق والإكثار من الفساد في المجتمع، فهل نحن واعون تماماً لهذه الألسنة الضالة وتلك الأقلام المغرضة.

إني أتمنى على جميع إخواني من الطائفتين الكريمتين، ألا تصغي وتلقي أسماعها وآذانها إلى تلك الفرق أو تلك الأصوات المنحرفة التي يسرها أن تسمع الشتائم وترى الخلاف بين أبناء الطائفتين الكريمتين.

سرني الدعوة التي توجه من قبل الإخوة من الطائفتين إلى التعقل، ولفت نظري كلمة قالها أحد الشيوخ الكرام، بأن هناك من يحاول أن يشعل الحريق، هناك من يحاول أن يؤجج الفتنة، هناك من يحاول أن يزيد في محنة هذا الوطن. أظن أننا أكثر وعيا وأكبر عقلا وأجلّ من أن ننزلق إلى هذا المنزلق الخطير، فإنني راج أن نكون على قدر المسئولية التي ألقيت إلينا فنتحملها كما يريد الله ورسوله والصالحون.


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus