على طريقة "باسم يوسف"... "فتنة": برنامج سعودي ساخر يستقطب 400 ألف مشاهد على يوتيوب

2014-11-16 - 3:16 ص

مرآة البحرين (خاص): في محاكاة مبدعة لبرنامج "البرنامج" الساخر، للمصري باسم يوسف، قام الطالب السعودي عمر بن عبدالعزيز الزهراني بإنتاج وتقديم برناج "فتنة" الذي نال حضورا واسعا على المستويين السعودي والخليجي.

البرنامج الذي يقدّم نقدا جريئا وساخرا للنظام السعودي، أثار ردود أفعال متباينة على نطاق واسع على مدى الحلقات الست التي أذيعت منه، منذ يونيو/حزيران 2014، وحظيت بعض حلقاته بأكثر من 400 ألف مشاهدة، في المنطقة التي تشهد اضطرابات سياسية غير مسبوقة.

برنامج فتنة الذي يقوم على إخراجه الزهراني وأحد أصدقائه، لا تزيد مدة الحلقة فيه عن 11 دقيقة، ويستهدف فيها الزهراني الشباب السعودي في المقام الأول. غاية البرنامج بحسب الزهراني توعية هؤلاء الشباب "بحقوقهم المسلوبة من قبل عائلة آل سعود من خلال طرح العديد من القضايا الساخنة والمعارضة على الصعيدين الداخلي والخارجي للسعودية ولحقوق المواطن السعودي".

عناوين جذابة، عرض علمي متسسلسل بطريقة مختلفة، مبدعة، ومكثّفة، توصل بكفاءة رسالة سياسية حادة جدا.

لم يعتد الخليجيون، والسعوديون تحديدا، طرحا مثل الذي يقدّمه الزهراني، خصوصا مع غياب المعارضة المنظّمة للأنظمة الخليجية عن الساحة فيما عدا البحرين، "عندما تغيب لغة الحوار وتصادر حرية الرأي ويحضر التزييف ويسجن الشريف تكون لغة القيود هي السائدة" يوضح الزهراني الدافع وراء إعداده هذا البرنامج.

يتداول برنامج "فتنة" بكثافة في وسائل التواصل الاجتماعي، وبسبب انتقاده الساخر جدا للعائلة السعودية المالكة، تقدمت قناة "روتانا" بطلب إلى موقع يوتيوب لحذف حلقاته، وقد أرجع الزهراني السبب في ذلك إلى تطرقه في إحدى الحلقات إلى الوليد بن طلال لا أكثر.

يركّز مقدم البرنامج في حلقاته على "ضرورة التغيير" و"عدم الالتفات إلى ما يروج له النظام السعودي ووعاظه بأن كل حركة مطلبية إنما هي فتنة تجر البلاد إلى ما لا يحمد عقباه" مستشهدا بسلوك المملكة ودعمها للحركات في مصر وسوريا فيما تحظر ذلك على شعبها.

وعرض البرنامج الفساد المستشري في ما سماه بطانة الملك (حاشيته) الذين يقوم بتعيينهم ، والذين "يسرقون أموال الشعب وعلى الملأ بلا رقيب ولا حسيب" مستشهدا على ذلك بمقاطع فيديو لأحدهم وهو يعترف في مقابلة تلفزيونية عن سرقته 50 مليار دولار، لكنّه في النهاية يصل مستدركا إلى نتيجة أخرى "البطانة مسمار جحا تعلق عليها كل الخيبات والإخفاقات".

وخصص البرنامج وقتا لهاش تاغ (الجدران الناطقة) كان يعرض خلالها بعض المطالب للشعب السعودي والتي يلجأ إلى كتابتها على الجدران معتبرا أنها وسيلة راقية في عرض المطالب، إضافة إلى فتح المجال للتغريدات وقد حققت تغريدة (لا تجعل الإعلام يلعب بعقلك) أكبر عدد من المشاركات.

ويحرص الزهراني في نهاية كل حلقة بالتوصية على قراءة كتب كـ"طبائع الاستبداد" لعبد الرحمن الكواكبي و"تفكيك الاستبداد" للدكتور محمد العبد الكريم.

يذكر أن مقدم البرنامج عمر عبدالعزيز الزهراني (23 عامًا) من مواليد مدينة جدة يعمل ويدرس بجامعة كنكورديا بمونتريال- كندا، حاصل على الجنسية الكندية، انتخب رئيسًا لأكبر منظمات الأعمال بكاليفورنيا، وهو سيناتور في مجلس الحكومة الطلابية عام 2008.

هامش:

 


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus