افتتاحية مرآة البحرين.. انتخابات بلا شعب

2014-11-22 - 9:10 م

مرآة البحرين (خاص): أحد التصريحات التي تؤكد عقم برلمان الانتخابات اليوم، هو ما قاله أحد أفراد العائلة المالكة، خالد بن أحمد آل خليفة وزير الديوان الملكي "نبارك لغالبية المواطنين الذين امتلكوا إرادتهم وشاركوا في هذا الاستحقاق السياسي المهم" إنه يتحدث عن إرادة عائلته التي يتحكم بموجبها بكل شيء، بما فيها تحويل جزء من المواطنين إلى طبالين لا مشاركين، صوته صارخ بانتفاء شرط الإصلاح الذي تحدث عنه (إميل نخلة) بروفيسور الأبحاث في جامعة نيو مكسيكو. فماذا قال؟

رصد الدكتور إميل نخلة في كتابه "البحرين.. التطور السياسي في مجتمع مُتحدث" الصادر 1975 مطالب البحرينيين، قُبيل التجربة البرلمانية 1973: المشاركة السياسية في صناعة القرار، العدالة الاقتصادية والاجتماعية، محاسبة الحكومة وشفافيتها، حقوق الإنسان، حرية الصحافة والتعبير.

في المقدمة العربية التي كتبها في 2005 لكتابه، يقول "تظل المطالبة بهذه القضايا عالية وعميقة اليوم كما كانت قبل 30 عاماً، وتظل ردود فعل الحكومة اليوم تجاه هذه المطالب محليا وعالميا كما كانت حينئذ"، في المقدمة نفسها، وضع نخلة شرطاً أساسيا للإصلاح في البحرين: "شراكة حقيقية ما بين أسرة آل خليفة الحاكمة وجميع فئات المجتمع البحريني". وعاد يذكرنا بهذا الشرط، بعد2011 في سلسلة مقالاته التي مازال يكتبها عن البحرين.

الدخول في الانتخبات 2014، يعني (العود الأبدي العقيم) أو هو عودة للبرلمان بلا شعب، وليس هناك عقم أكثر أن تدخل برلماناً لا يملك قوة الشعب. كيف يمكنك أن تنتج تشريعاً شرعيا من دون شرعية الشعب. القوة الشرعية في أي انتخابات في العالم، تأتي من جهة الشعب، لا غيره، وإلا فإن الولادة (القرارات، والتشريعات) لا شرعية أو هي حمل كاذب عقيم.

من يتحدث عنهم وزير الملك، هم من يمثلون مصالحهم الشخصية أو مصالح الطبقة الحاكمة أو مصالح المستفيدين على حساب التمييز الطائفي والقبلي. لذلك تأتي المقاطعة، قطيعة مع نظام هذه المصالح. أما أصوات الناس في شارع المعارضة فما زالت قوياً، وفي جميع المفاصيل كان هذا الصوت قويا وحاضرا بفعالية في ساحات الميدان السياسي والفضاء السياسي. يحق لأصدقاء المعارضة ومعارضيها أن يوجهوا اللوم لو تراجع يوماً هذا الصوت عن مطالبه، غير أنه يزداد تأكيدا على ثباته في كل مناسبة: الانتخابات، الذكرى السنوية لحراك 14 فبراير، نداء المسيرات الكبرى (9مارس2012،27سبتمبر2013،19 سبتمير2014)، التصويت على الاستفتاء الشعبي.

عين الشعب على المعارضة، قوتها من قوة هذه العين، عين والد الشهيد علي بداح كتبت رسالتها في يوم الانتخابات، بقوة تحاكي فيها قوة إرادة قصيدة أمل دنقل "لا تصالحْ! ..ولو منحوك الذهب.. أترى حين أفقأ عينيك ثم أثبت جوهرتين مكانهما، هل ترى؟ ... هي أشياء لا تشترى" الدخول في البرلمان لن يجعل من مكونات جميع فئات المجتمع البحريني مشاركاً حقيقاً لآل خليفة في حكم البلاد، بل سيجعلهم أدوات تشتريها العائلة ليس لتزييف الديمقراطية فقط بل والعدالة.

انتخابات بلا شعب يعني برلمان بلا رجال كما قالت وزيرة الثقافة، مي آل خليفة.

داخل البرلمان بصيغته الحالية، يعني أنك داخل سلطة القبيلة المالكة وخارج سلطة الشعب.

 


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus