الغريفي يحشد الشعب لموعد «الجمعة الموحَّدة»: هل تبخلون على آية الله قاسم بوقفة ولاء؟

2014-11-28 - 1:31 ص

مرآة البحرين: خاطب السيد عبدالله الغريفي أبناء الشعب في كلمة له بعد صلاة العشاء مساء اليوم الخميس 27 نوفمبر 2014 بمسجد الصادق في منطقة القفول، بقوله «أيُّها المؤمنون أنتم على موعدٍ غدًا مع صلاة الجمعة الموحَّدة خلف سماحة آية الله الشيخ عيسى أحمد قاسم، الحضور تعبيرٌ عن الاستنكار لما حدث مِنْ اعتداء آثم على منزل سماحته، والحضور جزءٌ من الوفاء لهذا الرَّمز الكبير الذي أعطى كلَّ وجوده من أجل الإسلام ومن أجل الدِّين، ومن أجل الدِّفاع عن كرامة هذا الشَّعب، وتحمَّل كلَّ العناء، وكلَّ الإهانات، وكلَّ السبِّ، وكلَّ الإساءات من أجل أنْ يقول الكلمة الصَّادقة، والكلمة الحقَّة، والكلمة الجريئة، لم يداهن، ولم يساوم، ولم يضعف، ولم يتراجع، فهل تبخلون بوقفة ولاء وحبّ».

وتحدث الغريفي عن الاعتداء على منزل آية الله الشّيخ عيسى أحمد قاسم، قائلاً «لا أريد أنْ أتحدَّث عن مبرِّرات طرحوها وهي في غاية السَّماجة، كون هذا الاقتحام هو بحث عن مطلوب فارٍ من وجه العدالة، ولماذا في منزل سماحة الشِّيخ هل يريدون أنْ يقولوا أنَّ الشيخ يأوي الهاربين والجناة والمطلوبين للعدالة». وتابع «ربّما يكون ذلك، إلَّا أنَّ أهداف هذا العمل أكبر من ذلك، وحساباته لا يُغطِّيها هذا التبرير الواهي جدًا، والذي يعلمون هم قبل غيرهم أنَّه تبريرٌ ساقط، لماذا يُستهدف منزل سماحة الشِّيخ؟، وقبل الإجابة عن هذا السُّؤال نحاول أنْ نتعرَّف على موقف سماحة آية الله الشِّيخ عيسى أحمد قاسم في حراك هذا الشَّعب المطالب بحقوقه المشروعة، وبالأساليب السِّلمية البعيدة عن كلِّ عنفٍ وتطرُّف، أوَّلًا: كان لسماحته الدور الكبير والبارز في الارتقاء بمستوى الوعي السِّياسي لدى الجماهير، هذا الوعي الذي يملك مجموعة محدّدات ومن أهمِّها: المحدِّد الدِّيني فسماحة الشِّيخ فقيه، بصير، ومفكِّر إسلامي، ومثقَّف استوعب مفاهيم الدِّين، فحينما يمارس إنتاج وعي سياسي، فهو وعي ينطلق من رؤى الدِّين، ورؤى الشَّريعة، وهذا الفارق بين مَنْ يمارس السِّياسة محصَّنًا بمفاهيم الدِّين ورؤى الإسلام، ومَنْ يمارسها جاهلًا بتلك المفاهيم والرؤى».

مردفاً «المحدِّد الموضوعي: فسماحته يملك قدرة كبيرة وناضجة، وخبرة طويلة في التَّعاطي مع الواقع الموضوعي للشَّأن السِّياسي ممَّا أعطاه بصيرة في قراءة مسارات ومعطيات هذا الواقع السِّياسي، فخطابه السِّياسي ليس خطاب لا يملك وعي السِّياسة، ولا خطاب سياسي لا يملك رؤية الدِّين، فالخطر كلّ الخطر حينما يتصدَّى للشأن السِّياسي مَنْ لا يملك بصيرة الدِّين ووعي السِّياسة».

وواصل «النقد الموضوعي للسِّياسات الفاسدة، ليس بدافع التحريض ضدَّ النظام وإنِّما من أجل النصح والإصلاح، وتصحيح الأوضاع في هذا البلد، فخطابه صريح كلّ الصراحة في الكشف عن أخطاء السِّياسة، سواءً أكانت أخطاء النظام أو أخطاء القوى المعارضة أو أخطاء الشَّعب، وإذا كان تركيزه الأكبر على أخطاء النظام، فلأنَّ هذه الأخطاء هي الأخطر وهي الأساس في إنتاج الأوضاع الفاسدة في البلاد، ولأنَّ النظام هو الذي يملك كلَّ أدوات التغيير والتصحيح».

وأكد الغريفي أنه «لو وجد العقل والحكمة والإنصاف لكان الأولى بالنظام أنْ يثمِّن قيمة هذا الخطاب النَّاصح والمخلص لهذا الوطن لا أنْ يُعاقب، وتُستنفر ضدَّه كلَّ وسائل الإعلام الرَّسمي، ثالثًا: كان لسماحته دوره الكبير في تغذية الصمود الشَّعبي في طريق المطالبة بالحقوق العادلة، وكذلك في تحصين هذا الصمود من الانفلات والنزوع نحو العنف والتطرُّف، ولو لا خطاب سماحة الشِّيخ الواعي والمعتدل لكانت الأمور تسير في اتجاهات أخرى، ورغم إصرار النظام، وإصرار إعلامه، وإصرار الأقلام الموالية له على اتهام سماحة الشِّيخ واتهام خطابه بأنَّه خطاب تحريض، وخطاب تطرُّف، إلَّا أنَّ هذا افتراء وتزوير وكذب، خطاب سماحة الشِّيخ هو صمام الأمان الذي حصَّن الشَّارع في مواجهة كلّ أشكال الانفلات والتطرُّف والعنف، إلَّا أنَّ المشكلة لدى هؤلاء أنَّهم يعتبرون الخطاب الذي يعرِّي الأوضاع الفاسدة، ويعرِّي أخطاء النظام هو خطاب تحريض، وهو خطاب عنف وتطرُّف».

وقال الغريفي «أمَّا الخطاب الذي يدافع عن النظام، ويبارك كلَّ سياساته، ويبرِّر كلَّ أخطائه، أمَّا الخطاب الذي يحرِّض على القتل، والقمع، والبطش، والاعتقال، وهتك الحرمات، ومحاربة الشَّعائر، هذا الخطاب هو خطاب معتدل، ومنصف، ونظيف، وصادق، ومخلص لهذا الوطن، هذه المعايير في هذا الزمن حيث تغيرت القيم، فأصبح الحقُّ باطلًا، والباطل حقًّا، وأصبح المعروف منكرًا، والمنكر معروفًا».

وفي نهاية خاطب الغريفي أبناء الشعب ب«كلمة أخيرة». قال فيها «أيُّها المؤمنون أنتم على موعدٍ غدًا مع صلاة الجمعة الموحَّدة خلف سماحة آية الله الشيخ عيسى أحمد قاسم، الحضور تعبيرٌ عن الاستنكار لما حدث مِنْ اعتداء آثم على منزل سماحته، والحضور جزءٌ من الوفاء لهذا الرَّمز الكبير الذي أعطى كلَّ وجوده من أجل الإسلام ومن أجل الدِّين، ومن أجل الدِّفاع عن كرامة هذا الشَّعب، وتحمَّل كلَّ العناء، وكلَّ الإهانات، وكلَّ السبِّ، وكلَّ الإساءات من أجل أنْ يقول الكلمة الصَّادقة، والكلمة الحقَّة، والكلمة الجريئة».

وتابع «لم يداهن، ولم يساوم، ولم يضعف، ولم يتراجع، فهل تبخلون بوقفة ولاء وحبّ، عرفناكم أوفياء كلّ الوفاء، وعرفناكم صادقين كلّ الصِّدق، وعرفناكم ثابتين كلّ الثبات، ولكن حذارِ حذارِ منْ أنْ تمارسوا عنفًا، أو اعتداءً، أو تطرُّفًا، أو عبثًا بأمن هذا الوطن، هذا هو الوفاء لشيخنا ورمزنا الكبير».

 


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus