دورة الألعاب الخليجية: الجمهور بلا مزاجي رياضي وابن المشير يحول الاتحاد إلى وحدة تابعة للجيش البحريني

2011-10-18 - 11:35 ص



مرآة البحرين (خاص): أكثر ما قد يلحظه المرتاد لصالة من الصالات أو الملعب المخصص لإقامة فعاليات دورة الألعاب الخليجية التي أصر منظموها على إقامتها في البحرين لأسباب سياسية، هو تواجد مسترقي السمع والبصر من رجال المخابرات الذي زرعوا في كل بقعة فيها.

هذه البطولة، نظمت من أجل عكس الصورة المغايرة لما يجري من واقع مر، تعيشه الجزيرة المنكوبة بمساعدة وسائل الإعلام المحلية التي تبسط السلطة البحرينية قبضتها عليها، إلى جانب وسائل الإعلام الخليجية التي تحركت لذات الهدف من أجل مساعدة أبناء عمومتها في الاستبداد القبلي، قد سجلت هذه الوسائل الإعلامية فشلاً ذريعا في إقناع العالم ألا شيء يحصل في البحرين، على خلاف ما تنقله وسائل الإعلام العالمية المستقلة التي تقول كل شيء يحصل في البحرين.


ولم يتوقف فشل الدورة في تحقيق هدف الكذبة فحسب، بل إنها فشلت حتى من الناحية التنظيمية على مستوى الاستقطاب الجماهيري، فعدد المنظمين المتواجدين في أي مباراة من مباريات الألعاب المختلفة يفوق عدد الجماهير، ليس هناك مزاج رياضي لحضور مباراة فالجراح ما زالت تنزف من أبناء الأرخبيل الذي تعمد العالم إغفاله وصد عن الاستماع لصرخاته في الظلام.


لم تكن الرياضة يوماً من الأيام محل اهتمام أو رعاية من جانب النظام البحريني، عدا رياضة الفروسية التي تمثل الهواية الأولى لنجل الملك، ناصر بن حمد، وهو يمثل دوما الفارس الأول في كل مسابقاتها وفي غيرها من الألعاب، في صورة تذكر المراقب تارةً بالرجل الخارق، وتارةً أخرى بطحين جميع الاستعمالات.


الرياضة البحرينية غدت مرتعاً لسيطرة الشيوخ من العائلة الحاكمة، خصوصاً من لا يجد منصباً رسمياً في الدولة يناسب مقامه العائلي، فمن بين ما يقارب ستة عشر اتحاداً رياضياً خاضعاً لمظلة اللجنة الأولمبية، يسيطر أربعة عشر شيخاً على أربعة عشر اتحاداً رياضياً، بل حتى المنصب المستحدث وهو منصب الأمين العام للمجلس الأعلى للشباب والرياضة، منح للشيخ سلمان آل خليفة ابن أخت رئيس الوزراء، كترضية له بعد فشله في الحصول على أحد المناصب الدولية في الاتحاد البحريني لكرة القدم.


يتعامل شيوخ آل خليفة في الحقل الرياضي الذي يسيطرون عليه، بلغة الاستعلاء والتكبر، ومن لا يستجيب لهذه اللغة، يجد نفسه خارج هذا الحقل، ولعل أبرز الشواهد التي تؤكد ذلك، ما جرى للاعبي كرة القدم البحرينيين.


لقد ذاق الويل كثير من النجوم الرياضيين الذين ساهموا في حصد الإنجازات الدولية العالمية للبحرين،  كبطل العالم لكمال الأجسام طارق الفرساني ونجم التنس أنور مكي، ولاعبي كرة القدم كالسيد محمد عدنان وهداف أسيا علاء حبيل، والأخير يواجه اليوم سياسة الإقصاء الماكر من جانب شيوخ الرياضة، فقد ذكر مصدر مطلع أن المنتخب البحريني قد حذف متعمداً اسم علاء حبيل وشقيقه محمد من قائمة الفريق التي اعتمدها لخوض تصفيات كأس العالم وأرسلها للاتحاد الدولي لكرة القدم، ليحرمهما من أمل تمثيل المنتخب، إلا أنه أبقى على أسماء بعض اللاعبين المتهمين في الاحتجاجات من أجل تحصين نفسه عن المساءلة القانونية لو حصلت.


ويدار المنتخب البحريني من قبل علي بن خليفة نجل المشير خليفة بن أحمد الذي كان قد اتهم المحتجين بالخيانة والعمالة لإيران مطلع مايو الماضي، حيث تؤكد المصادر أن ابن المشير الذي يشغل منصب نائب رئيس الاتحاد إلى جانب عمله كضابط في السلك العسكري يعكف وبمساعدة رئيس الاتحاد على ممارسة الإقصاء الممنهج للمتورطين من اللاعبين والإداريين، إلى  جانب إقصاء أبناء الطائفة الشيعية عن أي موقع من مواقع الخدمة الرياضية على مستوى كرة القدم بطريقة الطهي الهادئ بعيداً عن الصخب، وهي طريقة تعامل مجمل شيوخ آل خليفة سواءً في الرياضة أو غيرها.

آخر إنجازات ابن المشير، هي تمكين شريحة كبيرة من العاملين في الجيش الذي يتزعمه والده للعمل معه في الاتحاد الذي تحول إلى وحدة تابعة لجيش المشير،  ولا عجب في ذلك فالأصل في هذا البلد أن كل شيء ملكية خاصة بالعائلة الحاكمة المالكة.


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus