براين دولي: سبعة أمور يمكن أن يقوم بها السفير الجديد في البحرين

2014-12-20 - 11:20 م

الهافنغتون بوست، براين دولي

ترجمة: مرآة البحرين

من المتوقع أن يشغل سفير الولايات المتحدة الجديد في البحرين، بيل روبوك، منصبه في الأسابيع القادمة وهو يأمل أن يكون أداؤه أكثر كفاءةً من سلفه، توم كراجيسكي، الذي لاقى انتقادًا من جانب الحكومة البحرينية لتدخله في الشؤون الداخلية وكذلك من وزارة الخارجية الأمريكية لإيمانه أن القيادة التفاعلية الارتجالية هي الأنسب لبيئة البحرين الصعبة، الأمر الذي ترك الموظفين الذين لا يستطيعون الوصول إليه في حيرة دائمة.

لا يقرّر روبوك سياسة الولايات المتحدة في البحرين، ولكنه سيكون مسؤولًا عن شرحها للحكومة البحرينية والشعب البحريني، ما سيخلق الانطباع الذي ينظر به إلى سفارة الولايات المتحدة في البحرين.

يعتبر هذا وقتًا صعبًا للبحرين التي لم تعالج بعد الاحتجاجات الكبيرة المطالبة بالديمقراطية المندلعة في البلاد منذ أوائل العام 2011. هذا وينظر المجتمع المدني والحكومة البحرينية إلى الولايات المتحدة كصديق ضعيف بسبب فشلها في توضيح التغييرات التي تأمل أن تراها في الأعوام القادمة وكيفية تحقيقها من قبل المملكة. ولطالما تم التعتيم على انتقادات الحكومة الأمريكية حول انتهاكات نظام البحرين التي تتعلق بحقوق الإنسان ولكن عندما أعلنت الحكومة الأمريكية عن هذه الانتهاكات، تم تعنيف مسؤوليها بما فيهم السفير كراجيسكي من قبل النظام ومؤيديه. وقام مساعد وزير الخارجية الرسمي، توم مالينوسكي، بزيارة إلى البحرين في أوائل هذا الشهر لإصلاح العلاقات بعد طرده من البحرين على خلفية اجتماعه بقادة المعارضة هناك في شهر يوليو/ تموز. وكانت الحكومة البحرينية قد طورت في هذه السنة علاقات أوثق مع الكرملين ورفضت دخول عضو الكونجرس الأمريكي، جيمس ماكجفرن، إلى البحرين.

سيكون منصب "السفير الأمريكي" في البحرين مُحاطا بعدد من الصعوبات، "ولا شك بأنه سيُختبر من قبل وسائل الإعلام المؤيدة للحكومة البحرينية ويُهاجم".

في ما يلي سبعة أمور مفيدة يمكن أن يفعلها السفير روبوك عندما يتسلم منصبه في البحرين:

1. العمل بسرعة

من المقرر أن يستلم السفير الأمريكي منصبه في البحرين مع اقتراب الذكرى السنوية الرابعة لثورة 14 فبراير في البحرين عندما يكون التوتر عاليًا، لذا عليه المبادرة بسرعة فور وصوله ليثبت أنه موجود لبناء علاقات مع الحكومة والمجتمع المدني على حد سواء، لاسيما وأنه قال في جلسة ترشيحه أمام مجلس الشيوخ إنه يعتزم تحدي الحظر الذي فرضته الحكومة البحرينية على لقاء الدبلوماسيين الأجانب بزعماء المعارضة. يجب أن يقوم السفير بالأمر سريعًا ليجعل هذا الأمر بشكل استباقي جزءًا من برنامجه الاعتيادي.

2. الاجتماع علنا بناشطي المجتمع المدني

يجب أن يعلن السفير روبوك في أسابيعه الأولى على الملأ أنه سيجتمع مع مدافعين بارزين عن حقوق الإنسان، مثل نبيل رجب، في حال أراد الناشطون اللقاء به ويطلب زيارة الناشطين القابعين في السجون. وعليه أن يوضح كذلك أنه لا يقوم بهذا العمل لاستفزاز الحكومة البحرينية أو مناصريها، ويؤكد أن دعم سبل إقامة علاقات مع أعضاء المجتمع المدني البارزين هو جزء من وظيفة السفير. ويجب أن يأخذ بعين الاعتبار أنه ما يزال هناك عدد كبير من قادة المجتمع المدني البارزين والسلميين، مثل عبدالهادي الخواجة ومهدي أبو ديب، في السجون.

3. مراقبة محاكمات المدافعين عن حقوق الإنسان

أرسلت سفارة الولايات المتحدة مراقبين لعدد من المحاكمات السياسية في البحرين في الأعوام الماضية. يجب أن يحضر السفير روبوك الجلسات بنفسه لمعرفة كيفية عمل المحاكم في البحرين ولماذا اشتكى كل منا مباشرة بشأن المحاكمات غير العادلة بعد حضورها. ومن الجدير ذكره أنه سيتم محاكمة الناشط في مجال حقوق الإنسان محمد المسقطي في 25 ديسمبر/ كانون الأول على خلفية تهم التواجد في تجمع غير قانوني في العام 2012 وكذلك من المقرر أن تجرى محاكمة رجب في 20 يناير/ كانون الثاني 2015 على خلفية محاكمته في قضية "تشويه سمعة المؤسسات الرسمية" على تويتر. وكانت الولايات المتحدة قد دعت من جانبها إلى إسقاط التهم الموجهة ضد رجب التي تصل عقوبتها إلى ست سنوات من السجن، لذا يجب أن يأخذ السفير بعين الاعتبار حضور هذه المحاكمات. وقد أعرب الناشطون البحرينيون في مجال حقوق الإنسان الذين أدينوا عن خيبة أملهم من مراقبي السفارة الأمريكية الذين حضروا محاكماتهم ولم يتكلموا عن الظلم الذي شهدوه وعن عدم مراعاة إجراءات المحاكمة للمعايير الدولية. يجب على السفير روبوك أن يطلب من مراقبي سفارة الولايات المتحدة اعتماد مبدأ "فصح عما ترى" عندما يرون أن الجلسات غير عادلة.

4. عدم الهرب من وسائل الأعلام

يجب أن يتوقع السفير روبوك بعض الذم من وسائل الإعلام البحرينية ولكن عليه أن يقاوم استدراجه للصمت عن قضايا حقوق الإنسان، كما وعليه أن يعقد اجتماعات بانتظام مع وسائل الإعلام المحلية والدولية (متى أمكن) في البحرين لتحديد سياسة الولايات المتحدة في دعم المجتمع المدني. وعليه أن يدعو علنًا للسماح لوسائل الإعلام الدولية، التي تمنعها السلطات البحرينية، ومنظمات حقوق الإنسان الدولية بالدخول إلى البحرين.

5. شرح وظيفته

بذلت سفارة الولايات المتحدة في البحرين جهدًا ضئيلًا في أن تشرح لمؤيدي الحكومة البحرينية أنه يتوجب على السفراء انتقاد انتهاكات حقوق الإنسان حتى، بالأحرى على الأخص، عندما ترتكبها الولايات المتحدة. يجب على السفير روبوك أن يخصص مصادر ليوضح أن الخطاب الأمريكي حول حقوق الإنسان لا يقتصر على البحرين فحسب، من خلال إصدار وزارة الخارجية الأمريكية لوثقية مارس 2013 حول دعم المدافعين عن حقوق الإنسان وترجمتها إلى اللغة العربية ونشرها على موقع السفارة الإلكتروني، لتظهر أن السفارات الأمريكية في كل أنحاء العالم معنية بدعم الناشطين. ويمكن للسفير أن يترجم توجيه سبتمبر/أيلول 2014 الرئاسي حول دعم المجتمع المدني والذي يطلب من وكالات الولايات المتحدة في جميع أنحاء العالم تعزيز وحماية المجتمع المدني، وينشره على موقع السفارة الإلكتروني.

6. حقوق الإنسان مقابل الأمن

قال السفير روبوك خلال جلسة مجلس الشيوخ في سبتمبر/ أيلول "أنا أؤمن أن البلد الذي يحمي حقوق الإنسان ويدعمها سيصبح بلا شك بلدًا أكثر استقرارًا وشريك أمن أكثر فاعلية". يعتبر هذا تحليلًا مختلفًا عن تحليل الحكومة الأمريكية المتعارف عليه حول البحرين في الاختيار بين حماية حقوق الإنسان وحماية مصالح أمريكا الأمنية. يجب أن يوضح السفير لموظفي السفارة ووزارة الخارجية والدفاع وجميع وزارات الحكومة الأمريكية أنهم إذا أرادوا أن يسود الاستقرار في البحرين عليهم فقط أن يتكلموا علنا عن تعزيز حقوق الإنسان. كما أن على السفير أن يجري نقاشات مع السفارات الأجنبية الأخرى حول الحاجة لمحاربة التطرف والطائفية في البحرين بما فيها قوات الأمن في البحرين التي تلقت تدريبها على أيدي حكومة الولايات المتحدة وجُهزت من قبلها.

7. توضيح سياسة الولايات المتحدة حيال السجناء السياسيين ومسألة الحوار

أعلن الرئيس الأمريكي أوباما في مايو/ أيار 2011 أن السبيل الوحيد أمام الحكومة البحرينية للمضي قدمًا هو إجراء حوار بينها وبين المعارضة وأنه لا يمكن إجراء حوار حقيقي بينما أعضاء المعارضة السلميين ما زالوا في السجن. شجع هذا البيان الناشطين الديمقراطيين السلميين في البحرين؛ وهو الأمر الذي يدركه الكثيرون تمامًا. مثّل هذا البيان موقف الولايات المتحدة المؤيد للناشطين ضد القمع. ومن الجدير ذكره أنه منذ إصدار هذا البيان، فلا الرئيس ولا غيره من المسؤولين رفيعي المستوى في الولايات المتحدة أدلوا ببيان شبيه. يجب أن يوضح السفير ما إن كان موقف واشنطن ما زال على حاله بما يتعلق بأن الحوار السياسي في البحرين لا يمكن أن يحصل في الوقت الذي يتواجد فيه زعماء معارضون رئيسيون في السجن، وأن يوضح كذلك ما إذا تغير الموقف وأسباب هذا التغيير.

 

12 ديمسبر/ كانون الأول 2014
النص الأصلي

 


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus