10 أيام منذ اعتقال 3 أخوة من دمستان، وجريمتهم أن لا دخل لهم بالسياسة
2014-12-23 - 10:55 م
مرآة البحرين (خاص): عشرة أيام منذ اعتقال الأخوة الثلاثة علي (33 عاماً) وحسين (28 عاماً) وحسن (26 عاماً) أبناء عبدالله حسن علي من منطقة دمستان.
يسكن الأبناء مع زوجاتهم وأطفالهم في 3 شقق منفصلة داخل بيت والدتهم مع والدهم السبعيني الضرير، ووالدتهم الخمسينية المريضة بالقلب.
يعمل كل من علي وحسين وحسن في مهن متواضعة لا تتيح لهم توفير سكن خاص، لم يسعفهم الزمن بإكمال تعليمهم، ويعمل الأول سائقاً للشحن الثقيل، وعمل الثاني والثالث رجال أمن (سكيوريتي) في مؤسسات خاصة.
في يوم الأحد 14 ديسمبر، داهمت قوات النظام بيت العائلة بحثاً عن ابن خالهم المطلوب والمطارد منذ 4 أعوام محسن الماجد، تهمته القضية المعروفة بـ"حرق مزرعة شيخ عطية الله" في منطقة كرزكان، وهي الحادثة التي وقعت في 2008 واتهم فيها عدد من شباب منطقتي دمستان وكرزكان.
كان الشاب الماجد قد لجأ إلى خالته بعد أن ضاقت به ساحة المطاردات، ولم يلبث مخبرو الظلام أن أنجزوا مهمتهم في تسريب الخبر، وتمت المداهمة فجر يوم 15 ديسمبر واعتقال المطلوب. لم يكن لأي من علي أو حسين أو حسن علاقة فيما حدث، فهم يعيشون بشكل منفصل عن والدهم ووالدتهم. لكن قوات النظام سألت الأم: أين أبناءك؟ فأشارت لهم بأنهم يسكنون في شققهم فوق.
قوات النظام التي اعتادت أن (تهبش) كل ما تصله يدها من الشباب، لم تكتف بأخذ بغيتها والمضي خارجاً، بل داهمت جميع الشقق الثلاث واعتقلت الأخوة الثلاثة مرة واحدة، وتركت البيت خاوياً من كل أثر رجل، عدا والدهم السبعيني الضرير.
أكثر من 9 أيام، لم تتلق العائلة سوى اتصال يتيم من ذلك النوع الذي نعرفه جيداً: "نحن في التحقيقات". ومنذ ذلك اليوم والعائلة تذهب للبحث عن أبناءها لمعرفة مكان تواجدهم دون جدوى. فالتحقيقات تنفي وجودهم لديها، وكذلك يفعل مركز مدينة عيسى. اليوم فقط 23 ديسمبر، وبينما نحن ننجز كتابة هذا التقرير تلقت العائلة اتصالاً من حسين بزوجته وأخبرها أنه قد تم نقلهم إلى سجن الحوض الجاف، وأنهم بحاجة إلى ملابس وأدوات. مدة الاتصال لم تتجاوز دقيقة واحدة، ولم تتمكن العائلة من معرفة أية تفاصيل عن التهم الموجهة لهم.
لعلي 3 بنات، ولحسين ولد واحد، وحسن تعرضت زوجته لإجهاض قبل أيام من اعتقاله، من يعرفهم يعلم أن لا دخل لهم بالسياسة، وهم مصدر دخل العائلة الكبيرة، والآن مصيرهم مجهول، وكذلك مصير عوائلهم الثلاث..
العائلة بسيطة، وليس لديها من يتحرك من أجلها أو يحرك موضوعها أمام الرأي العام، مثلها مثل مئات الأسر البحرينية التي تنام على همهما وتصبح على وجعها.
هي حكاية بحرينية، ليست الأولى ولا الأخيرة، أسر يعتقل جميع أبنائها الذكور، وأحياناً لا تستثنى الأناث أيضاً، ولا أحد يعرف أي تهم ستلصق بهم، ولا أي مصير مجهول ينتظرهم. كل الأسر البحرينية تعيش تحت تهديد المداهمات التي لا يعرف أحدنا متى ستتم، ومن سـ(تهبش) في قبضتها. فهلا حركنا شيئاً من أجل الأخوة المعتقلين الثلاثة؟