علي الطويل: سأنتحر لأنهي عذابي الطويل
2014-12-25 - 3:46 ص
مرآة البحرين (خاص): يقول لمحاميته: "زوريني لأسلمك وصيتي، فسأحاول الانتحار مجدداً ومجدداً"
حاول الانتحار مؤخراً بشفرة حلاقة، وخنق نفسه بالمروحة قبل أن يتم ادراكه عند اللحظة الأخيرة، يعيش حالة نفسية مزرية. هزالاً في الجسد وفقداناً كبيراً للوزن وجحوظا في العينين. صار يعتمد حبوب الأعصاب ليكمل حياته بحدها الأدنى. آثار الشقوق تحيط بيديه بفعل الأدوات الحادة التي حاول بها قطع أوردته. هذا هو حال علي الطويل المحكوم بالإعدام بتهمة قتل الشرطي علي المريسي، التهمة الموضوعة على حبل شنق يغلب غموضه على حقيقته.
قرابة 4 أعوام من الحبس الانفرادي، لم ير فيها علي الطويل سوى ظلام الجدران وظلال وحشته، تعلّم أن يضع على الجدران الصماء خيالات أشخاص يحاكيها في ذهنه، ربما، لكن لم يستطع اعتياد كراهيتها المقيتة وخنقها الفج لأنفاسه، ولم يستطع اعتياد الإهانات الطائفية المريضة، ما زالت اللغة الوحيدة التي يسمعها متعددة اللهجات من قبل سجانيه.
خلال تلك الفترة التي قضاها في عزلته القاتلة، ووحشته المهينة التي لا يفهمها أحد سواه، حاول علي الانتحار أكثر من مرة لعله يضع حداً لعذابه (الطويل) الذي يشبه اسمه. لم ينجح. سنقول الحمد لله أنه لم ينجح. لكنه يرى غير ذلك. يرى علي أنه لا بد من وضع نهاية تحرر روحه. لذا قال: سأحاول مرة أخرى..
آه ياعلي..
طلب المحامي إحالة علي الطويل للطب النفسي، حكم القاضي بذلك للتأكد من سلامته العقلية والنفسية، تم تأجيل قضيته الى الثلاثاء 23 ديسمبر 2014، لكن إدارة سجن جو التي تتعمّد (قتل) علي الطويل (حياً)، لم تستجب للمدة المقررة لعرضه على الطبيب النفسي، بل قامت بضربه عدة مرات وفي فترات متفاوتة، فحاول الانتحار بشفرة حلاقة وخنق نفسه بالمروحة قبل أن يدركوه، أفاد بذلك الحقوقي حسين جواد أمين عام المنظمة الأوروبية البحرينية لحقوق الإنسان.
وبالأمس تم تأجيل قضيته إلى 10 فبراير 2015 لإعادة عرضه على الطبيب النفسي، وبين المحاكمة والمحاكمة، وبين قرار القاضي وتلكؤ إدارة سجن الحوض الجاف، وبين هلوسات علي ووحشته ووعزلته ويأسه من الحياة، وبين الصمت المدقع داخل السجن وخارجه، وخفوت الأصوات التي تدافع عن مظلوميته الناشزة، تبقى غواية الانتحار تتمثل لعلي الطويل خلاصه الأخير..