أ.ف.ب: بورتريه الشيخ علي سلمان: المعارض البحريني الذي يقود حملة الاحتجاجات السلمية

2014-12-30 - 7:06 م

علي خليل، وكالة الأنباء الفرنسية

ترجمة: مرآة البحرين

الشيخ علي سلمان، رجل الدين الذي اعتقلته السلطات البحرينية، هو القائد الكاريزمي للمعارضة الشيعية، في المملكة الخليجية التي يحكمها السنّة، والذي كان من الأصوات الداعية للاحتجاجات السلمية.

عقب يومين من إعادة انتخابه أمينًا عامًا لجمعية الوفاق المحظورة، خضع الشيخ سلمان يوم الأحد لاستجواب مطوّل من قبل الشرطة ومن ثمّ تمّ اعتقاله بتهمة "التحريض على الكراهية"، وفقًا لما صرّح به محاميه عبدالله الشملاوي.

يعتبر الشيخ سلمان، المتكلّم الهادئ، البالغ من العمر 49 عامًا، سياسيًّا معتدلا كان يدفع تجاه إنشاء مملكة دستورية في البحرين، بخلاف الجماعات المتشدّدة التي طالبت بإسقاط نظام آل خليفة.

إذ صرّح الشيخ سلمان في مايو/ايار 2011 في مقابلة مع وكالة فرانس برس، بعيْد حملة القمع الدموية للاحتجاجات التي استمرت على مدى شهر في البحرين: "نريد ملكية دستورية يكون فيها آل خليفة عائلة مالكة".

وأضاف داعية الاحتجاجات السلمية: "لقد قلنا: الشعب يريد إصلاح النظام. لم نرفع شعار إسقاط النظام".

ولكن، تمّ اتّهام الشيخ سلمان سابقًا بإذكاء نار الفتنة في الجزيرة الصغيرة والاستراتيجية في الوقت نفسه، ذات الغالبية الشيعية، التي تعد من حلفاء الولايات المتحدة الأمريكية الأساسييّن والحاضنة لقاعدة الأسطول الخامس للبحرية الأمريكية.

وفي العام الفائت، خضع سلمان ليوم من الاستجواب وأطلق سراحه بعد أن صدر حظر على السفر بحقّه بتهمة "التحريض على الكراهية المذهبية وبث بيانات وأخبار كاذبة من شأنها الإخلال بالأمن".

حصل الشيخ سلمان على بكالوريوس من المملكة السعودية في تخصص الرياضيات. وفي العام 1987، توجه إلى مدينة قم المقدّسة في إيران للتخصص في الدراسات الإسلامية في الحوزة العلمية الشيعية.

ومن ثمّ رجع إلى البحرين عام 1992، وكان ذلك قبل انطلاق الانتفاضة بعامين، التي استمرّت لخمس سنوات وطالب بتحقيق إصلاحات.

وكان الشيخ سلمان من الموقعين على عريضة طالبت بإعادة البرلمان الذي تمّ حلّه عام 1975 خلال عهد الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة، والد الملك حمد الذي توفّي.

الحياة في المنفى

كان من المعلوم أنّ الشيخ سلمان كان أحد قادة الانتفاضة وقد تمّ اعتقاله مرّاتٍ عدّة من قبل السلطات.

وفي العام 1995، تمّ نفيه إلى الإمارات العربية المتحدة، وكان من بين مجموعة كبيرة من المعارضين الذين تمّ طردهم من المملكة، ومن ثمّ انتقل إلى بريطانيا.

رجع الشيخ سلمان إلى البحرين عام 2001 بعد صدور عفو عام، كان جزءا من إصلاحات أعلنها حمد، الذي اعتلى عرش المملكة عام 1999.

وبعد عودته إلى البلاد، أسّس الشيخ سلمان، مع عدد من الشخصياتٍ الشيعية المعارضة، جمعية الوفاق الوطني الإسلامي. وفي العام 2006، انتخب أمينًا عامًا للجمعية للمرّة الأولى.

وفي العام 2002، قاطعت الوفاق الانتخابات البرلمانية الأولى، بعد أن أعاد حمد البرلمان ولكن مع غرفة ثانية يتم تعيين أعضائها، إلى جانب الغرفة المنتخبة.

غير أنّ الوفاق، في العام 2006، شاركت في الانتخابات وفازت بنصف المقاعد تقريبًا من الغرفة المنتخبة المؤلّفة من 40 مقعدًا من البرلمان.

وحافظت الجمعية على مقاعدها في انتخابات العام 2010، ولكنّ نوّابها انسحبوا من البرلمان عام 2011 احتجاجًا على "القمع" الممارس على الاحتجاجات التي يقودها الشيعة.

لقد انطلقت هذه الاحتجاجات في المنامة في 14 فبراير/شباط عام 2011، بوحيٍّ من حركة الربيع العربي، وقد دعت إلى الإصلاح، بما في ذلك المطابة برئيس حكومة منتخب.

إذ يشغل رئيس الحكومة الحالي، الأمير خليفة بن سلمان، عمّ الملك حمد، منصبه منذ العام 1970.

وصرّح الشيخ سلمان في أكتوبر/كانون الأوّل أنّ: "الأسرة المالكة تمسك بكل السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية، بالإضافة إلى الأمن والإعلام والثروات".

وقد قاطعت جمعية الوفاق الانتخابات التشريعية التي أجريت في نوفمبر/تشرين الثاني، واصفةً إياها بـ "المهزلة".

 

التاريخ: 29 ديسمبر/كانون الأول 2014

النص الأصلي


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus