ميدل إيست مونيتور: "شرق السويس": الشاعر البريطاني كيبلينغ في ميناء سلمان

2015-01-07 - 11:47 م

فيليب ليتش، ميدل إيست مونيتور
ترجمة: مرآة البحرين

نشرتُ مقالًا الأسبوع الفائت في الميدل إيست مونيتور عن القاعدة البريطانية الجديدة في مملكة البحرين، الجزيرة الخليجية التي لا تزال تشهد اضطرابًا أهليًّا واحتجاجات منذ انطلاق حركة الربيع العربي في ديسمبر/كانون الأول 2010.

وذكرت في المقال أنّه يبدو أنّ القاعدة لن توفّر إلّا القليل من النفع إن تعلّق الأمر بكسب بريطانيا (أو حلفائها) المزيد من القدرة الاستراتيجية في المنطقة، ولكنّ هذه المنشأة قد تلحق ضررًا بمصالح بريطانيا على المدى الطويل. إذ سيتم النّظر إلى الحكومة البريطانية على أنّها داعمة لنظام محاصر تحكمة أقلية، وقد سُجّل أن هذا النّظام استخدم كلّ أنواع التّكتيكات الوحشية لقمع الاحتجاجات الشعبية التي يشارك فيها أغلبية السكّان طلبًا لحقوقهم السياسية الرئيسية.

ولكن منذ أن كتبت المقال، لم أستطع صرف تفكيري عن هذا الوضع. هناك الكثير من الأسئلة التي لا أجوبة عليها، إلى حد لا يمكن تجاهله. لماذا يتم استخدام عبارة "شرق السويس" كثيرًا؟ ولماذا قد تخاطر الحكومة البريطانية بالتّعرض لكل النقد السلبي

من الصحافة وعواقب أخرى محتملة أيضًا من دون كسب أي فرصة استراتيجية مهمّة؟ وهل غاية هذا الأمر، حقًّا، السعي إلى إعادة إحياء أيام مجد الإمبراطورية الغابرة؟

استعادة المجد؟

عندما غادر البريطانيون المنطقة في العام 1971، تزامن ذلك مع انسحابهم من قاعدة عسكرية أخرى في عدن، جنوب اليمن. وفي أوائل العام نفسه، كانوا قد حوّلوا إدارة سفينة صاحبة الجلالة الملكة، وهي قاعدة البحرية الملكية في البحرين، رسميًّا، إلى الولايات المتحدة الأمريكية، على الرّغم من أنّ القوات العسكرية الأمريكية كانت تستخدم هذه القاعدة منذ العام 1949. ومن ثمّ أُطلق عليها اسم "نشاط الدعم البحري-البحرين" وأصبحت موطنًا لكلٍّ من الأسطول الأمريكي الخامس والقيادة المركزية للبحرية الأمريكية.

ويتم استذكار الانسحاب البريطاني من الشرق الأوسط في الذاكرة، غالبًا، في المملكة المتحدة على الأقل، على أنّه زمن التقشّف والتراجع الذي قادته حكومة حزب العمّال اليسارية. وهي صورة لا تزال حاضرة في الذاكرة إلى اليوم، وفقًا لما أشار إليه كون كوفلين في صحيفة التليغراف، إذ قال إنّه "في العام 1968، اتّخذت حكومة حزب العمال القرار الكارثي بإقفال جميع مواقعنا العسكرية شرق قناة السويس". ولم ينتقد كوفلين عملية الانسحاب نفسها فقط بل أيضًا الطريقة غير الرسمية التي نُفّذت بها:

"حينما أمر دينيس هيلي، وزير الدفاع آنذاك، بإغلاق جميع القاعدات البريطانية في الخليج، فعل ذلك مبديًا ملاحظة فظّة تفيد بأنّه لم يكن ينوي أن تتصرف بريطانيا كمربية للدول العربية الحديثة الاستقلال". ووفقًا لكوفلين، أحسّ حلفاء بريطانيا في المنطقة بالتخلي عنهم عند انسحاب البحرية الملكية.

شرق السويس

عند الإعلان عن افتتاح القاعدة في البحرين، سعى وزير الدفاع البريطاني فيليب هاموند، بكل وضوح، إلى التطرق لصورة تراجع بريطانيا التي تزعج كوفلين كثيرًا. وبشكل خاص، إنّ استخدامه لعبارة "شرق السويس" الباعثة للذكريات، والمستعارة من قصيدة لروديارد كيبلينغ، كان بهدف استخدام عبارة مرتبطة بعمليات انسحاب حكومة حزب العمال في الستينيات والسبعينيات (على الرغم من أنّه، وفقًا للمؤرّخ ب. ل. فام، كانت عمليات الانسحاب المختلفة قرارات مستقلة، نوعًا ما، ولم تكن جزءًا من استراتيجية شاملة ومترابطة).

ولكن، ثمّة أمر يغيب عن هذا المشهد؛ فالقوّات العسكرية البريطانية، لم تغادر الخليج فعلًا بأي حالٍ من الأحوال. وبالفعل، وفقًا للتوثيق الذي أجراه دبليو. تايلور فين، الأستاذ المساعد في جامعة كارولينا الشمالية، وخلال الحرب العالمية الثانية، توقّعت الحكومة البريطانية أن تواجه صعوبات كهذه وعملت صراحةً على إقناع الولايات المتحدة الأمريكية التي كانت مترددة في الأصل بتولّي دورها في ضمان أمن الخليج.

غير أنّ دفاع بريطانيا عن الخليج، أو دعمها، على الأقل، لبعض الحكومات البغيضة في المنطقة، لقي حظّه من الانتقادات، حتّى من قبل كبار المسؤولين البريطانيين. ومن المشهور أنّ ستافورد كريبس، وزير المالية بين العامين 1947 و1950، تساءل قائلًا: "لماذا ندعم حكومات رجعية، وأنانية، وفاسدة في الشرق الأوسط بدلًا من القادة الذين وضعوا نصب أعينهم مصالح شعوبهم؟"

في النّهاية، لم يكن اقتناع الولايات المتحدة بالرّأي البريطاني الدافع وراء تدخلها على نطاق أوسع في الخليج بل خوفها من تقدّم الاتّحاد السوفياتي. ومهما كان الدافع، عند إعادة النّظر إلى الأمر، يمكن الإدراك أنّ ما بدأ كانتشار أمريكي محدود عقب الحرب، في القاعدات البريطانية غالبًا، تنامى في نطاقٍ واسع جدًّا. وكما قال ديفيد فاين: "باختصار، أصبح من شبه المستحيل المغالاة في التأكيد على مدى الانتشار الواسع للقوات العسكرية الأمريكية في المنطقة، اليوم، بقواعدها وقواتها. إنّ هذه البنية التحتية للحرب موجودة منذ زمنٍ بعيد جدًا ومُسَلّم بها بحيث نادرًا ما يفكر الأمريكيون بها في حين يكاد الصحافيون لا يذكرون الموضوع أبدًا".

ولكن البريطانيين واصلوا دعمهم لأنظمةٍ مماثلة، ولم يقوموا بذلك من خلال حثّ الأمريكيين على أخذ مواقعهم، بل استعانوا بوجودهم العسكري المستمر أيضًا.

الوجود البريطاني في الخليج

في الواقع، حتّى قبل الإعلان عن القاعدة في البحرين، كانت سفن البحرية الملكية البريطانية تتمركز في ميناء سلمان في البحرين. رغم أن السابقة التاريخية لهذه الحالة كانت عكسية، إذ كانوا يستخدمون المنشآت الأمريكية. وبالإضافة إلى ذلك، في نهاية العام 2014، كان السلاح الجوي الملكي قد تمركز في السعودية، وقطر، والكويت، والإمارات العربية المتحدة، وكذلك في البحرين.

وبالطبع، حافظ البريطانيون على علاقة متينة مع الأنظمة في الخليج في ما يتعلّق بصفقات بيع الأسلحة. وأبرز مثال على ذلك صفقة اليمامة بين شركة بي أي إي سيستمز البريطانية والمملكة السعودية. فهي تبقى أكبر صفقة تصدير أجرتها بريطانيا على الإطلاق، إذ تبلغ قيمتها مئات المليارات نقدًا ونفطًا للمملكة المتحدة. ومع ذلك، فقد تعرضت الصّفقة للجدال والانتقادات، لا سيّما أنّ حكومة بلير اتّخذت قرارًا مفاجئًا بإنهاء تحقيق مكتب مكافحة جرائم الاحتيال الخطيرة في تفاصيلها خدمةً لـِ "المصالح الوطنية". وواصلت بريطانيا أيضًا تزويد البحرين ببعض الأسلحة خلال الاحتجاجات المدنية في العام 2011 ويبدو أنّها ستبرم على الأرجح المزيد من صفقات بيع الأسلحة مع الإمارات العربية المتّحدة قريبًا، التي تتضمّن طائرات يوروفايتر تايفون الجديدة.

وعلى مستوى عمليات انتشار اعتيادية أكثر، يذكر كلٍّ من مايكل كلارك، وغاريث ستاسفيلد، وسول كيلي الأحداث الأخيرة المتوقعة في تقريرٍ للمعهد الملكي للخدمات المتحدة، في أبريل/نيسان عام 2013 أنّه "قد لا يتم الإعلان عن هذا الأمر باعتباره سياسة حكومية؛ بالفعل، قد تفضّل الحكومة عدم الغوص في نقاش علني بشأنه. ولكن يبدو أنّ المملكة المتحدة تدنو من خطوة اتّخاذ قرارٍ تبدو فيه إعادة التوجيه الاستراتيجي لقوّاتها الدفاعية والأمنية باتّجاه الخليج أمرًا معقولًا ومنطقيًا."

ووفقًا لكلارك، وستاسفيلد، وكيلي، لن يكون الانتشار كسابقاته في زمن الإمبراطورية الغابر، بل سيكون "أكثر فطنة"، مع "منشآتٍ، واتّفاقيّات دفاع، وتداور في التدريب، والعبور، ونقاط انطلاق لقوّاتٍ تهدف لأن تكون أكثر قابلية للتأقلم وأكثر نشاطًا بما أنّها تواجه مرحلة ما بعد أفغانستان".

والسبب الجوهري وراء انتشار مماثل هو ذو وجهين، رغم أنّ أحد الوجهين أكثر أهمية من الآخر. أولًّا، من خلال اتّخاذ دور أكثر فعالية في الخليج، ستوفّر بريطانيا بعض العناء على القوّات الأمريكية أثناء "توجهها" نحو آسيا. ثانيًا، وعلى نحو أكثر أهمية، سيكون دور البريطانيين مُوجهًا نحو "ردع إيران". ويتناسب هذا مع المقاربة العامّة للمملكة المتّحدة والولايات المتّحدة الأمريكية في التعامل مع إيران منذ الثورة الإسلامية في العام 1979 ويبدو على الأرجح أنّها ستستمر حتّى لو تبين، من بعض وجهات النّظر، أنّ الشرخ بين إيران والغرب يتضاءل.

ولكن أهم ما في الأمر توقّعات المعهد الملكي للخدمات المتحدة (الممكن إيجادها في الإعلام أيضًا) التي تفيد بأنّ بريطانيا ستجعل الخليج مركزًا للمزيد والمزيد من مواردها. في الواقع، يؤكّد التقرير أنّ تحوّل بريطانيا "تطوّري أكثر منه ثوري". ويستخلص التقرير أنّ "الجهود الأخيرة التي بذلتها المملكة المتحدة تشكّل إعادة رسم لعلاقة المملكة مع دول الخليج. وإنّ إعادة الرسم هذه، أو على نحو أكثر دقة إعادة ترشيد العلاقة مع دول الخليج، شهدت قيام الحكومة، بأعلى مستوياتها، بإدخال مجموعة من التّعاقدات المخصصة مع دول الخليج-في مجال التجارة، والدفاع، والأمن على نطاقٍ أوسع-ضمن نوع من الاستراتيجية الواحدة المترابطة."

ووفقَا لشرح منظّم عودة القوّات العسكرية البريطانية إلى الخليج، الجنرال سيمون ميال، في خطاب له أمام المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية العام الماضي، يعود السبب وراء كل هذا بشكل أساسي إلى واقع أنّ المؤسسة العسكرية البريطانية تنظر إلى الأحداث في الشرق الأوسط المعاصر من منظار تاريخ أوروبا الخاص. ومقارنة بالثورة الفرنسية، وأوضاعها الشديدة الدموية وقرون الصراعات الطائفية، والدينية، والعقائدية في أوروبا، توصّل ميال، مع بعض التّواضع، إلى الاستنتاج المتشائم ومفاده أنّه "كان من الأفضل لو أنّنا أقمنا على المدى الطويل".

ما علاقة كيبلينغ بالأمر؟

يختم المعهد الملكي للخدمات المتحدة تقريره باقتباسٍ الأبيات الشهيرة الآن من قصيدة كيبلينغ بعنوان "ميندلاي":

"سافر بي إلى مكانٍ ما في شرق السويس، حيث الأفضل يشابه الأسوء
حيث لا وصايا عشر وأيّ رجل يستطيع رفع الكأس"

وكان بإمكان الكتّاب ذكر شطر آخر من القصيدة نفسها التي تعبّر بشكل مباشر أكثر عن مفهوم العالم الذي أراد كيبلينغ إظهاره. نسمع في القصيدة صوت فتاة مثالية من سكّان بورما الأصليين وهي تعبّر عن أمنيتها بعودة القوّات العسكرية البريطانية (كما تحدّث كوفلين عن رغبة النظام الخليجي بعودة القوّات البريطانية):

"عُد أنت، أيّها الجندي البريطاني، عُد إلى ميندلاي!"

بالطّبع، كان كيبلينغ شاعرًا وروائيًا موهوبًا. إذ يلحظ عمله، بطرق عدّة، معنًى خاصًَا للعالم ونظرة خاصّة للعالم والرؤية للعزيمة "الذكورية" التي لا تزال تتمتّع بالشعبية إلى اليوم. وكان أيضًا يدافع، بحزم، عن الإمبريالية البريطانية.

كان البروفسور الراحل إدوارد سعيد، مؤلّف كتاب الاستشراق البالغ الأهمية، من كبار ناقدي الفن والأدب الإنكليزي والفرنسي والأمريكي في فترة ما بعد الاستعمار. وغالبًا ما يتم تصوير سعيد، افتراء، على أنّه مشجّع للفكر "غير الغربي" ضد "الغربي" فحسب. لقد انتقد سعيد كيبلينغ مع الاعتراف بموهبته وبراعته في الكتابة. وقد احتجّ سعيد، في إشارة إلى رؤية كيبلينغ حول "الرجل الأبيض"، "نجم الحفل" استنادًا إلى شعره، قائلًا: "أن يكون أحدٌ ما "الرجل الأبيض" هي فكرة وواقع. وقد شملت موقفًا معقولًا من كلٍّ من العالم "الأبيض" و"غير الأبيض"...في ما يخص التكلّم بطريقة معيّنة، والتصرّف وفقًا لمجموعة من القوانين، وحتّى الإحساس بأمورٍ محدّدة...وفي شكلها التنفيذي الذي اتّخذته (الحكومات الاستعمارية، والهيئات القنصلية، والمنشآت التجارية) كانت وسيلة للتعبير عن السياسة المتّبعة تجاه العالم، ونشرها، وتطبيقها...لذا أن يكون أحدٌ ما الرجل الأبيض، باختصار، هو أمر حسّي للتواجد في هذا العالم، وهي طريقة لإدراك الواقع، واللّغة، والفكر".

وفي كلمات أخرى، استنادًا إلى سعيد، لا تصف أعمال كيبلينغ النظرة إلى عالم منقسم بين شعوب من أعراق وعقائد مختلفة على أساس تراتبي فحسب، بل تبرّرها أيضًا. إنّ "الرجل الأبيض" هو ما هو عليه، ليس فقط لأنّه يعرّف عن نفسه على أنّه مختلف عن الجميع بل أيضًا بسبب الأفعال التي يقوم بها، والطريقة التي يتصرّف بها، والطريقة التي يبرّر فيها تلك التّصرفات.

قد لا يرى "الرجل الأبيض" دليلًا على مكانته الخاصة التي تحظى بالامتيازات. فالمؤسّسات التي تفرض طريقته في الوجود وامتيازه ستتداخل في الخلفية، التي ستصبح أمرًا "طبيعيًا" وبالتالي، بالإضافة إلى المنافع الأخرى لمكانته، ستُعتَبَر من المُسَلّمات. تفكّر في كيفية وصف فاين لمواقف الصحافة الأمريكية من الانتشار الكثيف للقوّات الأمريكية في المنطقة، كما ذُكر أعلاه.

بالنسبة إلى كيبلينغ، كانت هذه الأسباب دلالة على الصلاح البسيط لإرثه الثقافي، الذي يتجسّد في الرّجولية وحسّ المغامرة اللذين تتمتّع بهما شخصيّاته. مع ذلك، من الواضح أنّ لغة كيبلينغ، في العصر الحديث، مقبولة فقط في حال حصرها ببعض السطور أو العبارات المقتبسة. وبدلًا من ذلك، الشائع الآن هو مفردات الأمن والضرورة، غير أنّه من المفيد أيضًا التذكّر أنّ سعيد أشار أيضًاإلى أنّه "من غير الممكن أن يكون كيبلينغ قد أصبح هكذا من دون سبب؛ والأمر نفسه ينطبق على الرجل الأبيض. مثل هذه الأفكار ومؤلفوها هم نتيجة للظروف التاريخية والثقافية المعقّدة".

وعلى النحو نفسه، من غير الممكن أن تكون رؤية العالم التي وصفها ميال وكوفلين قد "حدثت" فحسب، وكذلك القاعدة البريطانية الجديدة في البحرين، أو صفقات الأسلحة الخاصة بها. بل إنّها مبنية على تأويل محدّد للتاريخ؛ وسرد انتقائي جدًّا لإرث الدور البريطاني في الخليج. إنّها تنتج عن منظور، مبني في الجوهر، على نظرة تراتبية مشابهة لنظرة كيبلينغ، يتم من خلالها الوثوق بأفعال بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية، بينما تعتبر أفعال الآخرين أقل جدارة بالثّقة إذ تصبح هوية الشخصيات نفسها أقل شبهًا بالبريطانيين أو الأمريكيين. ولذلك، إن استطاع كيبلينغ أو سعيد تعليمنا أي شيء بخصوص هذا الأمر، فهو أنه من المهم جدًّا الاعتراض على الرّوايات الرسمية والشائعة التي تسعى إلى تبرير أو شرح أفعال معيّنة كالقيام بنشر المزيد من القوّات البريطانية خارج البلاد، أو بيع الأسلحة للأنظمة القمعية أو بناء قواعد جديدة في الخليج.

وهناك شك بسيط في ذهني وهو أنّه مع كل عيوبه، يُعَد تشاؤم الجنود القدامى كـ "ميال" تقدمًا في الجنون المتطرف لدى المحافظين الجدد ورؤاهم لتغيير العالم من خلال اجتياح العراق وتعذيب أعدائهم. وبالتالي، في حين أنّه من الخطأ رفض احتجاج ميال من دون إيلائه الاعتبار اللازم، من الضروري رؤية هذه الخطط من منظار تاريخي شامل أكثر اكتمالًا. وإذا فعلنا ذلك، قد نقترب أكثر من فهمنا لسبب قيام بريطانيا بإعادة إحياء حضورها في "شرق السويس".

 

16 ديسمبر/كانون الأول 2014
النص الأصلي


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus