من رحم التاريخ وكاريزما الزعيم السياسي... شعارات انتفاضة التسعينات تعود

2015-01-14 - 6:19 م

مرآة البحرين (خاص): عادت شعارات انتفاضة التسعينات، لتملأ شوراع البحرين، بعد 20 عاما من الحركة التي قادها زعيم المعارضة البحرينية المعتقل، الشيخ علي سلمان.

ولا تزال التظاهرات الكثيفة تعم أرجاء البلاد بشكل يومي منذ لحظة الإعلان عن اعتقال الشيخ علي سلمان في 28 ديمسبر/كانون الأول 2014، ومع دخول ثورة 14 فبراير عامها الخامس.

وفي مفارقة أثيرة، هتف متظاهرون معظمهم شبّان، بأحد أهم شعارات الانتفاضة التسعينية، الذي أطلق إبّان اعتقال الشيخ علي سلمان، ونفيه من البلاد لاحقا، في ديسمبر/كانون الأول 1994.

                       متظاهرون يهتفون بشعار انتفاضة التسعينات "نطالب بإرجاع شيخ علي سلمان"

الشبّان الذي يتظاهرون ليل نهار، تنديدا باعتقال الشيخ علي سلمان، لم يعش أغلبهم الفترة التي شهدتها انتفاضة التسعينات، ولم يعرفوا الشيخ سلمان إلا بعد عودته للبلاد في العام 2001. وتثير هذه المفارقة الكثير عن تاريخ هذا الزعيم، الذي بقي يحافظ على كاريزماه بقوّة، في أوساط جيلين من الشبّان البحرينيين.

وأصبحت منطقة البلاد القديم، مسقط رأس "سلمان" (والعاصمة البحرينية القديمة)، مركزا هاما للاحتجاجات اليومية التي تنطلق من أمام منزله عصر كل يوم.

ومن البلاد القديم، مرورا بأكثر من 70 قرية، وصلت التظاهرات وسط العاصمة المنامة، لتكسر جمودا طويلا من الاحتجاجات هناك. وبالقرب من مسجد مؤمن، المسجد الأثير أيضا في انتفاضة التسعينات، اندلعت مواجهات بين بين وقوّات النظام، والمصلّين الذين حضروا للتظاهر والاحتجاج، واعتقل عدد كبير منهم.

ولحد الآن سجّلت بين المتظاهرين أعداد كبيرة من الإصابات، حصيلتها قد تكون الأكبر منذ عدة أشهر. وعادت مقاطع الفيديو لتسجّل استهداف النساء والشبّان والرجال المسنّين بطلقات مباشرة من مدرّعات الأمن.

بعد سنوات من قيادته انتفاضة التسعينات، التي تشكّل أهم وأكبر الحراكات السياسية في البحرين خلال العقد الماضي، قاد سلمان العمل السياسي الرسمي للمعارضة منذ العام 2001، بترؤسه جمعية الوفاق الوطني الإسلامية، كبرى القوى السياسية المعارضة المعترف بها رسميا.

وحافظ الشيخ على شخصيته القريبة من الجماهير، بتصدّيه لأهم الخطابات الجماهيرية في المرحلة الجديدة، وبإمامته للصلاة في مسجد الصادق بالقفول، خلفا للراحل الشيخ عبد الأمير الجمري، مبقيا على إرثه التسعيني حيا، حتى بعد 22 عاما من دخوله المعترك السياسي.

انتفاضة التسعينات، تطرب الكثيرين، حتى صاروا يسترجعون محطاتها، بالهتافات وبمقاطع الفيديو وبالتاريخ، لكن المسافة الزمنية بين 14 فبراير، وبين انتفاضة التسعينات، هي مسافة بعيدة سياسيا، الحاضر فيها بقوّة، هو الشيخ علي سلمان.

سلمان صورة حيّة في مخيّلة الناس، تعبر بشكل ساحر من الرعيل الأول، إلى الجيل الجديد. سلمان ليس تاريخا، هو صانع تاريخ، وعلى وجه التحديد تاريخ ما بعد الشيوخ!

 


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus