هافينغتون بوست: تفجير الدراز في نوفمبر يقف خلفه بحرينيون ينتمون لـ"داعش"، والبحرين هدف لأجندة التنظيم المتطرّفة

2015-01-18 - 6:48 م

مرآة البحرين: قال موقع "هافينغتون بوست" إن التفجير الذي حدث في قرية "الدراز" البحرينية، في 24 نوفمبر/تشرين الثاني 2014، وأسفر عن إصابة عنصرين من الشرطة، كان يرتبط بمؤيدين لـ«داعش» في البحرين، وفقًا لمسئول أمن عربي، وذلك في أعقاب قيام الشرطة البحرينية بمداهمات في الأحياء السنية، عثرت خلالها على مخابئ للأسلحة ومواد لتصنيع القنابل، حسبما ذكر الموقع.

ورأى الموقع الإخباري الشهير أن إمكانية قيام مواطنين في الخليج بشن هجمات داخل دولهم تشكل تهديدًا أمنيًا خطيرًا ومتزايدًا عليها، مؤكّدا في الوقت ذاته أن الواقع يشير إلى دعم عددٍ من دول الخليج المؤثرة لأجندة أعمال "داعش" وأيديولوجيتها، من بينها البحرين.

ورأى المقال الذي كتبه للموقع "دانيال واجنر" و "جورجيو كافييرو"، في 15 يناير/كانون الثاني، أن النظام الملكي في البحرين بقيادة أسرة آل خليفة يواجه تهديدًا فريدًا من "داعش".

وأوضح المقال أن جمعية الأصالة (الحركة السلفية السائدة في البحرين)، ورغم محافظتها على ولائها للأسرة الحاكمة، ربما تكون قد تغيرت، إذ تبدو في الوقت الراهن تتحول نحو إبداء مزيد من تركيزها تجاه القضايا الإقليمية. وبحسب المقال، فقد ظهر هذا جليًا في عام 2013م عندما نظم عضو الأصالة البرلماني «عبد الحليم مُراد» رحلات سفر الجهاديين البحرينيين إلى سوريا، والتقى مع «صقور الشام» و«لواء داوود» وهي مليشيات إسلامية متشددة عاملة في سوريا.

"وكباقي دول الخليج تشعر البحرين بالقلق إزاء مواطنيها الشباب العائدين إلى ديارهم من ساحات القتال في العراق وسوريا؛ حيث إن هذا الشباب قد يعلن التحدي ضد النظام الحاكم في المنامة في أي وقت وتحت أي ظرف. وتصف بعض المجموعات السلفية في البحرين عائلة آل خليفة الآن بـ«الكفار»، وبناءً على ذلك تسعى لإسقاطها، ما يُعد تطورًا جديدًا ومزعجًا" بحسب المقال.

وقال الكاتبان إن احتمال وجود عدد متزايد من السنة الذين يتخلون عن ولائهم للأسرة المالكة، ويدعمون "داعش"، من الممكن أن يزيد من تعقيد المشهد الطائفي المضطرب بالفعل داخل البلاد، في وقت حساس للغاية في التاريخ البحريني.

ورأوا أن النظام تساهل تجاه المتعاطفين مع "داعش" و"القاعدة" داخل البحرين، إلا أنه قتل وعذّب واعتقل العشرات من المعارضين الشيعة منذ عام 2011، معتبرين ذلك انقسامًا متناقضًا ربما يتمّ تفسيره على أنه إقرار بالأمر الواقع المتمثل في وجود هذه الجماعات داخل المملكة.
ويُسمح للمواطنين البحرينيين برفع أعلام "داعش" على سياراتهم في شوارع المنامة، وهو أمر غريب بالنسبة لبلد أظهر عدم تسامح مع التعبير العلني لأي معارضة سياسية ضد الحكومة، بحسب المقال.

وتحدّث المقال بإسهاب عن «تركي البنعلي» القيادي البحريني الرفيع في داعش، والذي قال إنه رجل دين بحريني يتمتع بنفوذ قوي، غادر إلى العراق ليصبح «إمامًا» لداعش، و"يُقال إن «البنعلي» لم يُقابل بأي اعتراض أو تدخلٍ من المسئولين الحكوميين فترة تواجده في البحرين بينما كان يقوم بتجنيد الشباب البحريني لحمل قضيته المتشددة".

وقد تفاخر المتعاطفون البحرينيون مع "داعش" على شبكة الإنترنت بتوفير الحكومة الحرية لهم، على النقيض من جارتها السعودية، التي تشن حملات قاسية على مؤيدي الجماعة.

"ونظرًا لذلك؛ فإنه من ليس من المستبعد الإشارة إلى وجود قواسم مشتركة بين أنصار "داعش" والحكومة البحرينية"، بحسب المقال الذي أشار إلى أن القبائل السنّية التي تعهدت بتقديم الدعم لأسرة آل خليفة بعد اندلاع الانتفاضة الشيعية في عام 2011، تضمّ شخصيات موالية لـ"داعش"، كما أن أعضاء بأجهزة الأمن البحرينية أعربوا عن تعاطفهم مع "داعش" وغيرها من الجماعات السنية المتشددة، من بينهم رئيس الأمن العام طارق الحسن، حسبما ذكر المقال.

وقال الكاتبان إن الحكومة تخشى إغضاب المؤيدين السنة.

ورأوا أنّ من المحتمل أيضا أن تقود سياسة البحرين لتجنيد ضباط شرطة سُنّة من الأردن وباكستان وسوريا واليمن ومنحهم الجنسية إلى مزيد من تمدد نفوذ "داعش" داخل أجهزة الأمن، مشيرين إلى أن "هناك خطر من تحول ولائهم من النظام الملكي إلى «خلافة البغدادي»، ما يمكن أن يؤدي إلى آثار أمنية خطيرة تعصف بالبلاد".

ونقل الموقع عن مسئول بحريني رفض الكشف عن هويته؛ قوله إن تجنيس هؤلاء لمواجهة الانتفاضة الشيعية، قد يأتي بنتائج عكسية، وذكر هذا المسئول الحكومي أن عددًا من "البحرينيين الجدد" يدعم أجندة "داعش" وإطارها الأيديولوجي. كما ذكر نفس المسئول أيضًا أن "تهديد داعش حقيقي، وأن القضية خطيرة للغاية. هناك أفراد ينتمون لداعش داخل الأجهزة الأمنية من الشرطة والجيش على حد السواء. لدينا أشخاص يرغبون في تحويل البحرين إلى جزء من الخلافة الجديدة، وينظرون إلى آل خليفة على أنهم عدوّ".

ونظرًا لاحتقار "داعش" أسرة آل خليفة بنفس درجة احتقارها للشيعة، فإن سياسة الحكومة قد أتت على ما يبدو بنتائج عكسية فعلا، حسب المقال، وقال الكاتبان إن "الدولة الخليجية تظهر وكأنها هدف لتنفيذ جدول "داعش" بالغ التطرف".

وبحسب الموقع، فتُشكّل التيارات المناهضة للحكومة الجديدة داخل المجتمعات السنية تهديدًا فريدًا من شأنه أن يتحدى بشكل بالغ قدرة عائلة آل خليفة للحفاظ على إحداث توازنٍ دقيق. وفي الوقت الذي يشهد نموًا لهذا التحدي الجديد، فإن التاريخ قد يخلص إلى نتيجة مفادها أن سياسات الحكومة البحرينية الخاصة فعلت الكثير والكثير لتفاقم الأزمة المتفاقمة أساسًا داخل حدودها.

 


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus