بعد تنفيذه لمدة 6 سنوات... السلطات البحرينية تحظر مشروع مؤسسة شيعية للتوثّق من "اللحوم الحلال" وفقا للمذهب الجعفري

2015-01-19 - 1:13 ص

مرآة البحرين (خاص): في إجراء غريب، حظرت السلطات البحرينية على جمعية التوعية الإسلامية، الاستمرار في مشروع "شهادة المطابقة الشرعية"، التي كانت تمنحها منذ 2009 للمطاعم والمسالخ ومصانع اللحوم، إذا ما استوفت الشروط التي تجعل من الأطعمة "حلال" دينيا، مثل الذبح الشرعي "التذكية"، وغيرها من المعايير والشروط، وفقا لفتاوى المذهب الجعفري.

وأظهرت رسالة موجهة من جمعية التوعية الإسلامية إلى أصحاب المطاعم والمحلات، مؤرخة في 17 يناير/ كانون الثاني 2015، أن سبب توقف البرنامج يعود إلى رفض وزارة التنمية الاجتماعية الاستمرار به بحجة "أن هذا النشاط يشكل تعديا على أعمال السلطة التنفيذية ومخالفا لقانون الصحة العامة".

ولا يقف المشروع عند حد منح شهادة المطابقة الشرعية، بل يمتد إلى زيارات دورية ومفاجئة، للجهات المشاركة، بغرض التأكّد من استمرار مراعاتها للشروط والمعايير الشرعية، كما أنّه ينبغي على المشاركين تجديد صلاحية شهادة المطابقة بعد انتهاء مدتها، وهو ما يجعل جمعية التوعية مراقبا موثوقا طوال العام في الجانب الشرعي من خدمات المطاعم والمسالخ، وهو الأمر الذي يحل معضلة كبيرة لدى المجتمع الشيعي المتديّن.

ويبدو أن هذا القرار جاء بعد أن نشرت منتديات موالية للنظام على شبكة الإنترنت، موضوعا بعنوان "دولة داخل دولة .. جمعية التوعية الإسلامية" في 24 أكتوبر/تشرين الأول 2014، مستهدفة الجمعية من خلال برنامجها "شهادة المطابقة الشرعية"، وذلك عبر توجيه نداءات إلى وزارة التجارة و الصناعة والصحة والتنمية الإجتماعية "للقيام بواجبهم ضد الجمعية وإيقاف البرنامج"، حسبما جاء في الموضوع المنشور.

مشروع جمعية التوعية كان قد حقّق نجاحا واسع النطاق، واستفادت منه كثير من المطاعم ومصانع اللحوم، التي يديرها بحرينيون، إضافة إلى أن عددا من أنواع الدجاج المستوردة، بدأت تأخذ طريقها إلى السوق، بعد أن كان كثيرون يشككون في حلّيتها الشرعية، ما ساهم على تحريك السوق، وسد النقص الموجود لدى المطاعم والأفراد، بشكل يرضي الجميع.

يذكر أن هذا المشروع يطبّق في عدد من الدول مثل الولايات المتحدة الأمريكية، تركيا، أستراليا، وغيرها، كما أن جمعية التوعية كانت تنفّذه منذ حوالي 6 سنوات حتى الآن.

وهذه هي المرة الأولى التي تستهدف فيها السلطات مشاريع جمعية التوعية بشكل مباشر، منذ العام 2011، وكانت "التوعية" قد نأت بنفسها عن الشأن السياسي بشكل كلّي تقريبا، منذ إعادة فتحها في مارس/آذار 2001، لتتخصص بالشأن الديني والثقافي الشيعي، بعد أن كانت أيضا تمارس نوعا من النشاط السياسي، متأثر بحزب الدعوة الإسلامية في العراق، خلال الثمانينات.

وتعد جمعية التوعية اليوم مؤسسة دينية نافذة، تشرف على العديد من المشاريع الدينية المهمة داخل المجتمع الشيعي، في كافة أرجاء البلاد، وتتعدد أنشطتها من مشاريع التعليم المناطقية، إلى صفوف التعليم الديني المنظّم، كما أنّها تشرف على مشروع "عاشوراء البحرين"، الذي لاقى صدى واسعا خلال السنوات الماضية.

والتوعية هي أقدم تأسيس ديني رسمي للطائفة الشيعية في البحرين، تأسست عام 1972 على يد مجموعة من رجال الدين أبرزهم الراحل الشيخ عبد الأمير الجمري، والشيخ عيسى قاسم، والسيد عبد الله الغريفي، لكن السلطات أغلقتها رسميا في العام 1984، بعد اعتقال بعض مؤسسيها واتهام بأنهم على علاقة بحزب الدعوة العراقي.

 


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus