الكاتب السعودي مهنا الحبيل يطرح مبادرة لاتفاق "طائف" بحريني: تستضيفه الإحساء وتنسق له شخصيات إحسائية من السنة والشيعة

2011-10-30 - 4:30 م


مرآة البحرين:أطلق الكاتب السعودي مهنا الحبيل مبادرة قال إنه يمكن أن تحتضنها المملكة العربية السعودية لوقف نزيف الاحتقان الطائفي في البحرين.
وتقوم على دعوة جمعيتي الوفاق الوطني (معارضة) وجمعية تجمع الوحدة الوطنية (موالاة) إلى حوار في منطقة الإحساء شرق السعودية بهدف التوصل إلى نتائج تفضي إلى "الخروج من هذه المحنة المجتمعية" و"تصحيح الأوضاع ومعالجة الجراح" و"الخروج إلى فضاء أرحب من الإصلاح والتنمية السياسية والحقوقية والاقتصادية".
وحسبما جاء في مقال نشرته صحيفة "اليوم" السعودية، فإنه اشترط لذلك موافقة الجمعيتين المذكورتين، إضافة إلى السلطات في المنامة والرياض، للتمكن من التحرك باتجاهها.
وحدد الحبيل 3 محاور بمثابة جدول أعمال للمبادرة المقترحة، وهي: "تفكيك المشهد الوطني نحو تخفيف الاحتقان الطائفي على قاعدة أن التعايش ضرورة إنسانية وفريضة دينية للطائفتين"، "إعادة تقويم الأحداث بروح المعالجة، ووضع مقترحات للبناء التعويضي والتصحيحي" وأخيراً " التواصل لوضع خارطة طريق نحو مشروع سياسي تنفيذي تتوافق عليه الجمعيتان لإعادة إطلاق الميثاق" وفق ما جاء في مقالته.
وتمثل هذه المبادرة اختراقاً على مستوى خطاب المهنا نفسه الذي اعتاد في مقالاته التي يواظب على كتابتها على صحيفة "الوطن" البحرينية منذ تأسيسها على وصف "الوفاق"، كما باقي الحركات الشيعية الأخرى، ب"الصفوية" و "الطابور الخامس" و"التبعية إلى إيران". لكنه في مبادرته حرص على استخدام وصف "الإخوة" لدى إشارته لها.
وأوضح أن "جهاز التنسيق لتحقيق المبادرة مقترن بتولي الوساطة والتنسيق وإدارة الحوار والتدخُّل لتقريب وجهات النظر"، مقترحاً "مجموعة شخصيات من ذوي الرأي والشخصية الاعتبارية السنية والشيعية المستقلة في حواضر الاحساء". وذكر أنه يحتفظ "بأسماء الشخصيات المقترحة (لكنها)ا ستكون بفي الموضع المناسـب لإنجاز هذه المهمة".
وقال الحبيل "ننطلق هنا في عرض هذه المبادرة كمقترح من عدة عوامل مبدئية وواقعية وجيوستراتيجية للمنطقة بكل أهلها من الطائفتين الكريمتين، ويتعزز هذا الموقف بعد تصاعد الإيمان لدى كل الأطراف وحتى بعض الإخوة في الجمعيات الحركية الشيعية بأنّ عمق أهالي المنطقة هو عربي وليس أي عُمقٍ آخر".
وعلل أسباب اقتراح الإحساء (منطقة سكنى الكاتب نفسه) مكاناً لاستضافة الحوار بالقول "البحرين حالياً تُمثل الجزء الشرقي من إقليم الاحساء ومن البحرين التاريخية وبالتالي مندمجة مع جغرافية المملكة العربية السعودية الشرقية ومجتمعها البشري" مضيفاً "هذه حتمية تاريخية لا يمكن أن يُغيّرها أي قرار سياسي لأي جماعة بشرية" على حد تعبيره.
وتابع المهنا "إننا في المنطقة ندرك توالي الانفجارات السياسية ذات التأثير العميق على استقرار السلم الأهلي (...) فضلاً عن الكثير من الروابط التي تربط الطائفتين والمجتمعين في المملكة والبحرين ودول الخليج العربي".
وقال "لا أعتقد أن أي عاقل من الطائفتين لا يخشى من مصير تداعيات الأزمة وتعثر الوضع السياسي لأسباب عديدة".
ولاقت المبادرة تعليقات كثيرة من خلال حساب المهنا على "تويتر" أغلبها مؤيدة أو مؤيدة بتحفظات. وأغلب الملاحظات التي وجهت لها هي استبعاد المبادرة للسلطة البحرينية التي تعد طرفاً في الأزمة، وتصويره انتفاضة 14 فبراير/ شباط كما لو كانت "فتنة سنية شيعية". يعزز من ذلك قوله في تبرير طرح المبادرة: "طموح غالبية المجتمع بتصحيح الأوضاع ومعالجة الجراح بعد الأحداث لكل طائفة". وهو الأمر الذي تنفيه الوقائع، فالأحداث انطلقت لدواع سياسية ولم يتم رفع أي مطلب مذهبي، بما في ذلك الخطوط التي قد يعدها البعض "متطرفة" وسط المعارضة. رغم محاولة متطرفين في الحكم لاستثمارها طائفياً.

التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus