كريس أوير: نبيل رجب.... الرجل الذي يحمل جيشا في جيبه

2015-01-24 - 6:04 م

كريس أوير

ترجمة: مرآة البحرين

نبيل رجب رجلٌ بحريني اعتُقل مراتٍ عدّة ويبلغ مجموع الفترات التي سجن فيها أكثر من سنتين. يدافع رجب عن حقوق شعبه، مواطني البحرين. رجب على وشك أن يعتقل مجدّدا.

الجريمة التي ارتكبها هي نشر تغريدة على موقع تويتر انتقد فيها ضلوع الحكومة البحرينية في تمويل تنظيم داعش الإرهابي. تنتهك البحرين الكثير من حقوق الإنسان، بما فيها: حرية التعبير، وحرية المعتقد، والمساواة بين الجنسين، وحقوق العمل، ولكن لا تقتصر عليها. وتمارس الحكومة الرقابة على شبكة الإنترنت، وتضطهد المسلمين الشيعة، وتزج المتظاهرين السلميين في السجون وتعذّبهم. يشغل رجب منصب رئيس مركز البحرين لحقوق الإنسان الذي يحتج بطريقة غير عنيفة باسم حقوق الإنسان.

يبدو أنّ شبكتبي تويتر وإنستغرام جاءتا في طليعة وسائل التواصل الاجتماعي لعام 2014. وفي توجّه حديث، أصبح استخدام وسائل التواصل الاجتماعي شائعًا للمساعدة على نشر الوعي حول المظالم التي تحدث في كل أنحاء العالم. ومؤخرًا في مايو/أيار 2014، اختطفت جماعة إرهابية 200 فتاة من مدرستهنّ. فردّ عالم الإنترنت بهاش تاغ "#أرجعوا بناتنا".

 

 

وحتّى أنّه بعد ستّة أشهر، لا تزال هذه التغريدة تنشر كل 4 أو 10 دقائق. لا تستطيع وسائل التواصل الاجتماعي أن تتسبّب بعودة الفتيات بشكل مباشر، ولكن ازدياد الاهتمام بهذا الموضوع لا ينشر الوعي حول حقيقة الإرهاب في الشرق الأوسط فحسب، بل يضغط على الحكومات لحلّه.

 

 

يستخدم نبيل رجب حسابه على تويتر، NABEELRAJAB@، مع أكثر من 230,000 متابع، ليكسب دعمًا إلكترونيًا من أجل نشر الوعي حول صراعاته مع الحكومة البحرينية. وكانت آخر تغريدة له فيديو، تحدّث فيه عن أمله بالحصول على محاكمة عادلة، بما أنّه تمّ اعتقاله مجدّدًا.

 

 

بيد أنّ هذا ليس بجديد، فقد تمّ اعتقاله أربع مرّات على الأقل لدوره في انطلاق الانتفاضة وتنظيم التظاهرات عبر تويتر.

 

 

ومن خلال الاطّلاع على منشورات نبيل رجب، وترجمة البعض منها، يتبيّن أنّ غالبيتها تتضمّن تصريحاتٍ عن حقوق الإنسان وتغريدات معادة لمقالات منشورة عنه. ولا يبدو أنّه يجري محادثات مع متابعيه على موقع تويتر. والمقالات التي يعيد نشرها تأتي من أنواع مختلفة من الحسابات؛ فمنها تكون بالأسبانية، والكثير منها تكون مكتوبة بالإنجليزية، ولكن المفاجئ في الأمر أنّ القليل منها يكون مكتوبًا بالعربية. ويبدو أيضًا أنّ عددا قليلا من هذه الحسابات تعود لأفرادٍ، فأكثرها تعود إما إلى مؤسسات إخبارية أو منظمات حقوق الإنسان. ولكل مجموعة من 200 متابع، يتابع رجب حسابًا واحدًا تقريبًا. ومن خلال الاطّلاع على متابعيه، يتبيّن أنّهم يشملون، ولكن لا يقتصرون على: المؤسسات الإخبارية، ومنظّمات حقوق الإنسان، ومؤسسات الحكومة البحرينية، وناشطين كذلك. يستخدم رجب موقع تويتر من أجل نشر كتابه المقدّس عن حقوق الإنسان.

 

 

استخدام رجب لموقع تويتر ينفع قضيته كثيرًا. فالموقع لا يمكّنه من نشر الوعي حول قضايا حقوق الإنسان في البحرين فحسب، بل يمكّنه أيضًا من تنظيم المسيرات والاحتجاجات. أفضل مثال على تأثير استخدامه لمواقع التواصل الاجتماعي المباشر على القضية هو استعانته بموقع تويتر لتنظيم المسيرات. يسفر هذا الأمر عن حدث واقعي من الممكن أن لا يحصل لولا استخدام وسائل التواصل الاجتماعي. وآخر فائدة من فوائد موقع تويتر هي أنّه قد يحافظ، إلى حدٍّ كبير، على سلامته. وفي حين توقعه تغريداته في المشاكل، فإنّه يحصل على التفات العالم باطّلاعهم على حسابه.

فإذا أرادت الحكومة البحرينية التخلّص من رجب، عليها باعتقاله، وإجراء محاكمة عادلة له إلى حدٍّ ما. وإن لم تفعل ذلك، فسيشهد العالم على جرائمها وسيصبح رجب في نظرهم مضحّيا أكثر من ما هو عليه.

 

 

لقد نشر رجب 54 تغريدة خلال اليوم الذي مضى. ممّا يعني أنّه ينشر تغريدة كل 26 دقيقة. لذا، إن لزم رجب الصمت فجأةً من دون أي إنذار، فسيعلم 230,000 متابعًا أن خطبًا ما قد حدث. معدّل تغريداته التي يعاد نشرها تبلغ 50 تغريدة على ما يبدو. وهذا يعني أنّ في كل مرّة يتكلّم فيها هذا الرجل عبر موقع تويتر، يدعم 50 شخصًا بيانه على الفور. وعلى الرغم من أنّ هذا العدد يبدو صغيرًا مقارنةً بـ 230,000، لكنّه يُظهر أنّ الناس يتابعون ما ينشره على تويتر بشكل فعّال. فإذا لاحظ 50 شخصًا غيابه، فإنّهم سيخبرون 50 شخصًا آخر، الذين سيخبرون 50 آخرين، وهكذا ينتهي الأمر بـ 125,000 شخصًا يطالبون بمعرفة ما حدث له. وسائل التواصل الاجتماعي مكّنت هذا الرجل من حمل جيش على هاتفه الجوّال، وبهذا الجيش تأتي الفرصة للقتال والفوز بالمعركة من أجل حقوق الإنسان.

 

 

النص الأصلي

 


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus