الإندبندنت: بريطانيا تعلن حدادها على الطاغية السعودي الملك عبدالله

2015-01-28 - 10:08 م

نيجل موريس، صحيفة الإندبندنت

ترجمة: مرآة البحرين

تواجه الحكومة البريطانية مطالب بإعادة تقييم علاقتها بالنظام السعودي في وسط السخط بسبب تحيّات الإجلال التي وُجّهت إلى الملك عبدالله عقب وفاته.

نُكّست الأعلام في كل أنحاء إنكلترا وويلز تكريمًا للملك الراحل بعد تلقّي أمر من الحكومة البريطانية. أمّا الأمير تشارلز وديفيد كاميرون، فسينضمّان إلى الوفود الأجنبية في السعودية اليوم للإعراب عن احترامهما لذكراه.

وقال النّواب ومنظمو الحملات إنّ إظهار التعاطف المُصدّق عليه رسميًّا، مع النخبة الحاكمة في الدولة الغنية بالنفط أثار السخرية من سجلها القاتم في مجال حقوق الإنسان.

واجهت السعودية مؤخرًا إدانة عالمية بسبب قطعها لرأس امرأة في العلن والحكم على مدوّن ليبرالي بالجلد 1000 جلدة.

وعقب الإعلان عن وفاة الملك البالغ من العمر 90 عامًا، قال السيد كاميرون إنّ الخبر "أحزنه كثيرًا" وأثنى على التزام الملك عبدالله بتحقيق السلام و"تعزيزه للتفاهم بين الأديان". وقالت الملكة إنّ الملك الراحل "سيتذكره كل الذين يعملون من أجل السلام والتفاهم".

ومنذ عقودٍ من الزمن، كانت لبريطانيا علاقات اقتصادية، وسياسية، واستخبارية وثيقة مع السعودية ، بما أنها تعتبر المملكة سوقًا أساسيًا لصادرات أسلحة الدفاع البريطانية وحليفةً مهمّة في منطقة مضطربة.

وعند الإعلان عن تنكيس أعلام المملكة المتحدة،  ازداد الامتعاض من رد بريطانيا المفعم بالاحترام على موت الملك، ودُعِي الوزراء إلى اعتماد مقاربة أشد تجاه السعودية تحت حكم الملك الجديد، سلمان.

صرّحت إحدى كبار نوّاب حزب العمال، آن كلويد، أنّ سجل حقوق الإنسان في المملكة هو واحد من أسوأ  السجلات في العالم-واتّهمت بريطانيا باتّباع دبلوماسية "شديدة الحساسية"، خوفًا من إثارة العداوة.

وقالت الآنسة كلويد، وهي رئيسة لجنة حقوق الإنسان البرلمانية، إنّ "على الناس من دولٍ كدولتنا اغتنام كل فرصة سانحة للاحتجاج، لأنّ الرأي العام مروّع من همجية مماثلة".

وأضافت أن "الكثير من رؤساء الدول يموتون، ولكن لا أظن أنّ تنكيس الأعلام  من أجل دولة فيها سجل مماثل لحقوق الإنسان أمر مقبول".

وقال مدير مجلس تعزيز التفاهم العربي البريطاني، كريس دويل، إنّ: "السعودية ستبقى شريكةً مهمّة لبريطانيا، ولكن لا بد من أن تكون علاقة ناقدة. ولن تُحمَل هذه العلاقة على محمل الجد كعلاقة ناقدة، إذا بالغنا في الإعراب عن احترامنا."

وأضاف قائلًا إنّه "وجّه الكثير من الكلام إلى مسلمين بريطانيين حول القيم البريطانية. فعلى ماذا يدل عدم وجود رد غير ناقد كليًا للأحداث التي جرت في السعودية مثل جَلدِ المُدَوّن؟ يخلق هذا الأمر نوعًا من الازدواجية في المعايير. علينا الحفاظ على علاقة، ولكن على أُسُس أكثر صدقًا، نكون فيها أكثر تعبيرًا عن انتقاداتنا. نحتاج إلى محاولة دفعها إلى التقدّم لا بحسب الوتيرة البطيئة التي تتبعها، بل بحسب وتيرة أسرع".

وصرّح قصر باكنغهام بأنّ الملكة طلبت تنكيس الأعلام بناءً على توجيهات وزارة الثقافة والإعلام والرياضة. ومن المفهوم أن يتم تنكيس الأعلام على نحو تلقائي عند موت أحد رؤساء حكومات دول الكومنولث وعلى نحو اختياري بعد موت أحد ملوك الدول الأخرى.

وأصرت كل من وزارة الثقافة والإعلام والرياضة ووزارة الخارجية على أنّ الطرف الآخر هو المسؤول النهائي عن هذا القرار.

وقد استرعى هذا المشهد استنكارًا واسعًا، إذ احتجّت مديرة فرع منظمة العفو الدولية في المملكة المتحدة، كايت آلن، قائلةً إنّه "عندما تتم إعادة رفع الأعلام، على حكومة المملكة المتحدة الانتقال من تحيات الإجلال هذه إلى الإعراب، في السجل العام، عن رغبتهم في رؤية إصلاح شامل في مجال حقوق الإنسان تحت حكم الملك سلمان".

ودانت روث ديفيدسون، زعيمة حزب المحافظين في اسكتلندا، حيث تمّ تنكيس الأعلام البارحة، هذه الخطوة، واصفةً إياها بـ"كومة من الترّهات".

وقال دوغلاس كارسويل، النائب عن حزب الاستقلال البريطاني، إنّ القرار أظهر أنّ مسؤولي الحكومة يحملون قيم "لا أخلاقية" بعيدة كل البعد عن الرأي العام.

وصرّح متحدّث باسم دير وستمنستر أنّه "بالنسبة إلينا، عدم تنكيس الأعلام يعني أنّنا نبدي تعليقًا عدوانيًا واضحًا بشأن وفاة ملك دولة حليفة للمملكة المتحدة في حربها على الإرهاب الإسلامي".

وكانت تحية توني بلير إحدى تحيّات التقدير للملك الراحل، الأكثر إثارة للاشمئزاز. إذ قال رئيس الحكومة السابق: "كنت أعرفه جيّدًا وأوقّره كثيرًا. فعلى الرغم من الاضطرابات في المنطقة حوله، ظلّ حليفًا ثابتًا وقويمًا. وكان مُجَدٍّدًا، ومُطَوّرًا صبورًا وبارعًا لبلاده، قائدًا إيّاها خطوةً بخطوة نحو المستقبل".

وفي تناقضٍ شديد، كان بيان إد ميليباند وجيزًا، إذ قال: "أقدّم التعازي للأسرة الملكية السعودية بوفاة جلالة الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود".

ووصفت كريستين لاغارد، المديرة العامة لصندوق النقد الدولي، الملك بـالـ "مناصر شديد للمرأة"، في حين  قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إنّ: "الولايات المتحدة خسرت صديقًا، وخسرت المملكة السعودية، والشرق الأوسط، والعالم قائدًا عزيزًا. كان يفخر كثيرًا بمسيرة المملكة، وكان شريكًا شجاعًا في الحرب على التطرف العنيف، أثبت أنّ ذلك بقدر أهمية تأييد السلام."

سجل مروّع في حقوق الإنسان

حقوق المرأة

تتعرّض النساء للتمييز المنهجي في السعودية، حيث لا يسمح لهنّ بقيادة السيارات. وفي ظل نظام الوصاية الذكوري، لا يمكنهن السفر، أو إصدار جواز سفر، أو الزواج، أو الحصول على التعليم العالي من دون موافقة الرجل.

حرية التعبير

تتحكّم الحكومة بتعيين محرّري الصحف، ومن الممكن زج الصحفيين الذين ينتقدون الأسرة الملكية أو كبار رجال الدين أو سياسات الحكومة في السجن لأكثر من 10 سنوات.

عقوبة الإعدام

في العام 2013، وفقًا لمنظمة العفو الدولية، تم تنفيذ  79 عقوبة إعدام على الأقل في العلن، وتُعَد هذه رابع أعلى نسبة في العالم. وكان أغلبها يتم بقطع الرأس. ومن بين "الجرائم" التي يُعاقَب عليها بالإعدام ممارسة السحر، والزنا، واللواط.

حقوق المثليين جنسيًا

المثلية الجنسية مخالفة للقانون ويعاقب عليها بالقتل أو باستئصال الغدد التناسلية. وفي يوليو/تموز من العام الماضي، حُكِم على رجل قُبِضَ عليه وهو يحاول تنسيق لقاءات مع رجال آخرين بالسجن لثلاث سنوات والجلد 450 مرّة. ومن الممكن رجم غير المسلم الذين يرتكب اللواط مع مسلم حتّى الموت.

الاضطهاد الديني

يُحظَر على المواطنين الشيعة، وهم أقلية في البلاد، العمل في بعض الوظائف كتعليم التاريخ والدين، ويكافحون للحصول على التعليم العالي. قلة من الشيعة يتولون مناصب حكومية رفيعة. ولا يُسمَح لهم بتشكيل نقابات عمّالية،وذلك  يحد من قدرتهم على الإعلان عن مطالبهم.

النص الاصلي


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus