رسالة إلى الرئيس باراك أوباما: لا تصدق أكاذيب سميرة رجب

أنور الرشيد - 2011-11-03 - 5:18 م


أوجه رسالتي هذه إلى رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، باراك أوباما، وأتمنى من سعادة السفير الأمريكي لدى مملكة البحرين أن ينقل إليه هذه الرسالة بأمانة تامة، نعم (بأمانة تامة) لأن الكذب أصبح أداة من أدوات العمل الصحفي الذي يمارسه كتاب السلطة، من الذين يرون أن حقوق الشعوب صارت سلعة تباع وتُشترى في سوق المصالح السياسية والترويج لأنظمة استبدادية، فهذه المخلوقة يا فخامة الرئيس أصبحت تنافس محمد سعيد الصحاف ومجدي الدقاق وطالب إبراهيم، وأحمد الحاج علي، وسعيد الحمد، ونبيل الفضل، ومحمد المسفر. عبر لَي الحقائق وترويج الأكاذيب وبث الفرقة بالمجتمع. ومع الأسف يا فخامة الرئيس لدينا الكثير من هذه النوعية التي تكتب لأجل ما يريد أسيادهم أن يكتبوه، فهؤلاء قايضوا الإنسانية بالمصالح المادية، وزايدوا على الشعوب بالديمقراطية.

فخامة الرئيس أوباما،

أقدم لك نبذة من سيرتي الذاتية التي أحب أن أعرّف بها نفسي، أنا إنسان بسيط لا تربطني مصلحة مع النظام الحاكم في البحرين ولا مع المعارضة، وإنما أنا شخص متواضع لا أملك إلا ضميري وقلمي الذي أخط لك به هذه الرسالة، وأقول   لك إن ما ذكرته لك المدعوة سميرة رجب في خطابها لك، لا يختلف عن خطاب محمد سعيد الصحاف، ولا خطاب طالب إبراهيم، ولا يختلف حتى عن أعتى المدافعين عن الأنظمة القمعية الاستبدادية التي اعتدنا عليها في السنوات الأخيرة، عندما انفجر الإعلام وأصبحت الفضائيات تبيع وتسوق رأي الأنظمة الاستبداية، لذا فإن ما ذكرته لك تلك المخلوقة، لا يمثل إلا رأي السلطة التي ترتبط بها بعلاقة نسب، فهي تدافع عن أسرة مالكة وترى نفسها أنها جزء منها، وهي تعرف أن المطالب المشروعة التي يطالب بها الشعب البحريني، ستحد من سلطة الأسرة المالكة، وستسلب منها الامتيازات التي تتمتع بها، وبما إنها من الطائفة الشيعية الفاضلة وتهاجم المعارضة التي اختصرتها بجمعية الوفاق بشكل مدسوس  وأشارت إلى أنها تستمد توجهاتها من إيران، رغم أن إدارتكم الموقرة أبان حملة القمع في البحرين التي لازالت مستمرة، قالت: " إنها لم تلمس تدخل إيراني بشئون المملكة "، فهذا كله يؤكد كذب زعمها.

فخامة الرئيس،

 إن رياح التغير أو الربيع العربي الذي يجتاح المنطقة العربية، رياح مباركة وتستحق شعوب المنطقة أن تستنشق رائحتها بعد عناء طويل مع الاستبداد والكبت والقهر والفساد والإفساد التي أوجدت البيئة الخصبة، لتخلق لكم وللعالم وللمجتمع البشري إرهابيين ناقمين على الحضارة الإنسانية كلها، وليس على أمريكا وحدها، ونحن يا فخامة الرئيس أيضا نعاني من استبدادها وكبتها لنا وتحكمها بمصائر أجيالنا القادمة ومستقبلها. لقد كنا يا فخامة الرئيس بالسابق نفكر بمستقبل أبنائنا ولكننا اليوم نقولها لك بكل صراحة إننا نفكر بمستقبلنا الذي أصبح قاب قوسين أو أدنى من أن يتحقق لنا فيه فجر جديد بعقلية جديدة، إلا أن كتاب من أمثال (سميرة رجب) تقف حائلا بيننا وبينه، فهي تدافع عن نظام مارس، ولا زال يمارس القمع والاستبداد ويشرد أبناءه و يقتلهم ليل نهار، واليوتيوب به كل ما من شأنه أن يقنعكم و يقنع أكبر المزايدين، من أمثال تلك المخلوقة.

فخامة الرئيس،

لا يحق لي أن أدافع عن جمعية الوفاق أو غيرها من الجمعيات السياسية، وهم بلا شك أقدر مني بالدفاع عن أنفسهم, ولكني على قناعة بأن ما ذكرته عن جمعية الوفاق والمعارضة السياسية والشعبية ما هو إلا كذب، وخطابات الشيخ علي سلمان ووثيقة المنامة خير دليل على ذلك، وقد وجدها كثير من الكتاب والمثقفين والساسة بأنها تصلح لأن تكون خارطة طريق لخروج تلك المملكة الجميلة من أزمتها التي لن تنتهي بالقريب العاجل على ما يبدو.
 إن ربط تلك المخلوقة بين إيران وبين المعارضة واتهامها إياها بأنها تستمد الدعم منها ومن توجيهاتها، رغم أنها من نفس الطائفة التي تتهمها كلها بذلك التهام، فهذه شهادة من حيث لا تفهم ولا تدرك، إنها تعطي المعارضة تلك الشهادة برأة وتكذّب زعمها أن الأزمة في البحرين هي أزمة طائفية، وليست أزمة سياسية، كما يحاول النظام وسميرة رجب أن تروجه للعالم.

فخامة الرئيس،

 إنه خلال الأيام القليلة الماضية راجت أخبار بالوسائط الإلكترونية بأن صقور الأسرة المالكة هددوا بأنهم سيحرقون البحرين طائفيا، إن حصلت المعارضة على أي مكسب في هذه الأزمة، ولم يتأخروا على ما يبدو بتنفيذ تهديدهم، فقد ظهر في اليوم التالي للتهديد على اليوتيوب فيديو يقف به أحدهم أمام أحد المساجد مع شخصيات ملتحية تشع من وجوهها وأفواهها الروائح الكريهة، وتطالب الجمهور المحتشد والذي يرفع صورة رئيس الوزراء الذي ظل بالحكم أكثر من أربعين عاما، بأن يستعدوا للقتال، قتال من يا فخامة الرئيس؟ قتال أبناء جلدتهم أبناء البحرين الذين يطالبون بحقوقهم المشروعة التي كفلتها كل الشرائع الوضعية والشرعية والاتفاقيات الدولية الموقعة عليها مملكة البحرين، والسؤال هنا لماذا لم توقفهم حكومة رئيس الوزراء الذي يحملون صورته بإيحاء واضح بأنه هو وراء هذه المجموعة التي تنفث هذا السم؟
 نعم أقولها وبكل صراحة: رئيس الوزراء وأعداء الديمقراطية والحرية، هم من يقف وراء هذه المجموعة وإلا لماذا يوافق على رفع صورته وسط خطاب الكراهية هذا؟ إنهم يا فخامة الرئيس، يفخخون المجتمع البحريني بعد أن قسموه إلى فئتين، فئة قليلة متسلطة تملك السلطة والمال والكبت والاستبداد بالضبط مثل النظام القذافي والنظام السوري ونظام على عبد الله صالح ونظام حسني مبارك وزين العابدين بن علي، وفئة أغلبية تضرب وتشرد وتنتهك حقوقها ويستبد بها، وصحافيون وكتاب مثل سميرة رجب تذر الملح على جروحهم، وهي تبتسم لألمهم، وأنتم يا فخامة الرئيس تعلمون بذلك علم اليقين ومع ذلك ساكتون.

فخامة الرئيس،

 ما كان بودي أن أتسابق مع تلك المخلوقة ذات النفس الكريه الذي يحض على الكراهية، ولكن طالما إنها وجهت لك تلك الرسالة المليئة بالأكاذيب، فقد شعرت بالمسئولية الخلافية أن أفند ادعاءها لك وأقول لك إنها لا تختلف عن (أبوالعلوج) فالمنافقون والمطبلون وماسحو الجوخ، أسلوبهم واحد، لا يختلف باختلاف الطغاة، مهما اختلف العصر والزمان، وأتحداها أن تكشف للشعب البحريني عن حقيقة ثمن كل حرف تكتبه.
 
Zwayd2007@gmail.com

* الأمين العام لمنتدى مؤسسات المجتمع المدني الخليجي.
**ينشر بالتزامن مع منتدى حوار الخليج.

التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus