وتستمر الملحمة: الشهيد (45) محمولًا على الأعواد.. ونشيج الحناجر الحرّى: يامنتقم!

2011-11-04 - 12:54 م

الشيخ حسين الديهي يلقي النظرة الأخيرة على والده

مرآة البحرين (خاص): اندلعت صدامات عنيفة صباح اليوم بين قوات مكافحة الشغب التابعة إلى وزارة الداخلية البحرينية وآلاف المتظاهرين الذين كانوا يشيعون كهلاً بحرينياً قتلته قوات الأمن بعد الاعتداء عليه وضربه، وهو والد قيادي بارز في جمعية الوفاق الوطني الإسلامية، أكبر الجمعيات البحرينية المعارضة.

وألقت الشرطة قنابل الغاز الخانق والرصاص المطاطي والشوزن لتفريق أعداد كبيرة من المتظاهرين كانوا يريدون الوصول إلى دوار اللؤلؤة عقب الانتهاء من تشييع جنازة الحاج علي الديهي (78 عاماً) والد نائب أمين "الوفاق" الشيخ حسين الديهي، الذي رفضت وزارة الداخلية الاعتراف بالتسبب في مقتله، على رغم من تأكيد أبنائه تعرضه للضرب المبرح والرفس من قبل قوات الأمن أمام منزله مساء الأربعاء الماضي، وإظهار الصور رضوضاً وبقعاً من الدم على ثيابه وجثته، حيث نقل على إثرها للمستشفى، قبل أن يفارق الحياة.

ودارت مواجهات عنيفة عند إحدى نقاط التفتيش التي أقامتها وزارة الداخلية منذ مارس/ آذار الماضي على أحد مداخل قرية سنابس بالقرب من معرض "راكان" للسيارات. وشوهدت أعداد كبيرة من رجال الأمن والدوريات تحكم الطوق على مناطق الديه وسنابس وجدحفص وكرباباد، في حين أفيد عن اعتقال نحو 10 مواطنين في قرية سنابس.

كما أظهرت لقطات الفيديو التي تم تصويرها من قبل مواطنين محاولات متكررة لدوريات الأمن بدهس متظاهرين. ومنذ الصباح الباكر، نفذت قوات الأمن حصاراً محكماً على المسارات والطرق المؤدية إلى مكان التشييع في منطقة جدحفص شمال العاصمة المنامة والتي تبعد مئات الأمتار من دوار اللؤلؤة، المركز الذي انطقلت منه ثورة 14 فبراير/ شباط الاحتجاجية، وذلك للحيلولة دون وصول المشيعين بأعداد كبيرة خشية من قيامهم بأعمال احتجاجية.
ورصدت "مرآة البحرين" نحو 12 نقطة تفتيش لشوارع مؤدية إلى المنطقة المذكورة، إضافة إلى القريتين الملاصقتين لها،الديه وسنابس

وشوهدت دوريات الأمن وعناصر راجلة من الشرطة  وباصات "كوستر" تقوم بإغلاق الطرق وتحويل مسارات السيارات من جهة دوار القدم ودوار عبدالكريم ومدخل مجمعي البحرين (جيان) والدانة، إضافة إلى مدخل الشيخ العزيز بالسهلة ومحطة بترول سنابس ونادي الشباب وعديد من المناطق الأخرى. وسجل وقوع كثير من الجرحى في المصادمات التي استمرت لغاية وقت الظهيرة.

وانطلقت مسيرة التشييع من مسجد الشيخ إبراهيم بمنطقة جدحفص المحاذية إلى مسقط رأس المتوفى، وهي الديه. وأدى رجل الدين السيد سعيد الوداعي مراسم الصلاة عليه، في حين تصدر مسيرة التشييع التي استغرقت نحو الساعة والنصف أمين عام جمعية الوفاق الشيخ علي سلمان والناشط الحقوقي رئيس مركز البحرين لحقوق الإنسان نبيل رجب.

وعقب الانتهاء من مراسم الدفن، سار آلاف من المتظاهرين الغاضبين باتجاه دوار اللؤلؤة من خلال الطريق الداخلي الذي يصل منطقة جدحفص بالعاصمة المنامة، ليلتحموا بقوات الشغب التي أقامت حائط صد مؤلف من أعداد كبيرة من عناصر الأمن الراجلة ودوريات الأمن، والتي زيدت لاحقاً بتعزيزات أخرى. واستبقت وصول المتظاهرين إليها بمباشرة الطلق لقنابل الغاز المسيلة للدموع والرصاص المطاطي والقنابل الصوتية.

وأجبرت كثافة الطلق التي قال شهود عيان إنه كان "يصوب عمدياً باتجاه المتظاهرين مباشرة" الأخيرين على التراجع إلى داخل أزقة قرى سنابس والديه وجدحفص، لتبدأ من بعدها عمليات الكر والفر بين الشرطة والمتظاهرين.

وشوهدت أعداد كبيرة لقوات الشغب، معززين بطائرة عمودية، يقومون راجلين بتمشيط المناطق المذكورة بحثاً عن متظاهرين. كما أفيد عن قيامهم باقتحام المأتم المزمع أن تقام فيه مراسم الفاتحة على المتوفى والعبث بمحتوياته، إضافة إلى المقبرة التي احتضنت جثمانه. وسجل وقوع حالات كثيرة لاختناق بين المواطنين بينها امرأة كبيرة في السن تم تناقل صورها وهي مغمى عليها فيما يقوم متظاهرون بتقديم الإسعافات الأولية لها.

وقامت قوات الأمن بتنفيذ اقتحامات إلى عدد من البيوت في سنابس، حيث جري اعتقال حوالي 10 مواطنين. فيما أشار أكثر من شاهد عيان، إضافة إلى ما أظهرته مقاطع الفيديو، قيام دورياتها بدهس المتظاهرين في ساحة الوحدة المقابلة إلى نادي الشباب.


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus