"قاسم" يعلن لاءاته الثلاث: لا للفتنة المذهبية.. لاتراجع.. لاحلول سطحية.. و"المحمود" يسائل الملك: أين الأسرّة والتيجان والحلل؟

2011-11-04 - 2:02 م


مرآة البحرين (خاص): رأى خطيب جامع الإمام الصادق بالدراز الشيخ عيسى أحمد قاسم أنه إذا كان المقصود من سعي بعض الأطراف إلى إشعال الفتنة المذهبية إثناء الناس عن مطالباتهم الشعبية، فهي سياسية ثبت فشلها في الأقطار الأخرى وإن التراجع "مستحيل". وقال "لا تراجع ولا حلول سطحيةً تعود بعدها الحرائر والأحرار ثانيةً للسجون، وتصبغ الشوارع من دم أبناء الشعب، وتفتت اللحمة الوطنية، ويُحرم الناس من لقمة العيش، وتجيش الجيوش، ويسلب النوم من جفون الأمنين".

فيما حمل الشيخ أحمد آل محمود (الأخ الشقيق للشيخ عبداللطيف المحمود) على ملك البلاد حمد بن عيسى آل خليفة، مطالباً إياه "أن يكون عادلاً من أجل أن تستقر مملكته ويستقر حكمه". وأضاف في خطبته "يا جلالة الملك: هل أقمت الليل كي تسأل الله أن يرفع عنك وعن مملكتك ما بها من ضر؟! هل أمرت أبناءك أيضا!؟" وفق تعبيره.

 
                   الشيخ عيسى قاسم
واعتبر قاسم في خطبته ليوم الجمعة  أنه "لا علاج إلا بالإستجابة لإرادة الشعب وتحقيق مطالبه العادلة، والتراجع عن ذلك أصبح من المستحيل وهو ضارٌ بالوطن بصورةٍ فضيعةٍ مرعبة".

وأضاف "لا تراجع ولا حلول سطحيةً تعود بعدها الحرائر والأحرار ثانيةً للسجون، وتصبغ الشوارع من دم أبناء الشعب، وتفتت اللحمة الوطنية، ويُحرم الناس من لقمة العيش، وتجيش الجيوش، ويسلب النوم من جفون الأمنين". وأشار إلى محاولة بعض موالي السلطة ليل أمس إعاقة خروج موكب عزاء قديم في المحرق في ذكرى وفاة أحد أئمة الشيعة "لا ريب أن من يسعى لإشعال الفتنة الطائفية، فإنما يريد اشعال حريق شامل يجد منه مخرجاً للتحكم في الأوضاع، غير مبالٍ في نفوس الناس ومالهم من أرضٍ ومال".

وقال قاسم "إنها جريمة السياسة القذرة في حق الوطن والمواطنين أن يعمد أحدٌ إلى إحداث فتنة طائفية، إنها عملية استهتار، وسحق للدين والقيم والانسانية وكل حرمة من الحرمات. وأضاف "هناك من يريد احتراق الوطن، من يريد لكم يا أبناء الشعب سنة وشيعة أن تقتتلوا، أن تسفكوا دماءكم، أن تدخلوا في حربٍ مفتوحةٍ لا حدود لها ولا تستثني مالاً ولا عرضاً ولا دما، ولا ترعى حرمةً من الحرمات، ولا تحترم أخوّة ولا تاريخاً ولا ديناً ولا خلقا".

وخاطب أتباعه: "أما أنتم، فلا تُحرقوا البحرين، ولا تقتتلوا، ولا تدخلوا حرباً جاهليةً لا يرضاها الله ورسوله ولا المؤمنون، ولا تلقوا بأنفسكم إلى تهلكة دنيا وآخرة". ومضى قائلاً "كونوا عقلاء أذكياء كآبائكم وأجدادكم الذين أفشلوا مثل هذه المحاولات من قبل، واثبتوا وعياً سياسياً متقدما، وأخوةً دينيةً ووطنيةً قوية، واجتمعت كلمتهم على مطالب سياسيةٍ موحدة".

وقال قاسم "لم يُحصد الليبيون على يد القذافي السني لأنهم شيعة، ولم يُحصد المصريون على يد حسني مبارك السني لأنهم شيعة، ولم يُحصد أهل صنعاء وعدن على يد صالح السني لأنهم شيعة، حُصد كل أولئك وهم سنة من الحاكم السني بذنبٍ واحدٍ مشترك هو المطالبة بالحقوق والإصلاح والحرية والكرامة".
ورأى أن "ألف شيعي معارض لا يساوي سنياً موالياً عند حاكم شيعي معبوده الدنيا، وألف سني معارض لا يساوي شيعياً موالياً عند حاكم سني مقدسه الدنيا".
وأضاف في السياق نفسه "يمكن لهذا أو ذاك أن يفاوت أحياناً بين مواليين أو معارضين لسنية هذا وشيعية ذاك، لنصرانية هذا واسلام ذاك، ولكنه لا يمكن إلا أن يقدم الموالي على المعارض من أي دينٍ أو مذهبٍ أو قوميةٍ كان هذا وكان ذاك".

وتابع "في مصر استخدمت ورقة التعدد الديني، وفي ليبيا استخدمت ورقة التعدد القبلي والمناطقي وكذلك في اليمن. أما ورقة الإتهام والورقة الرابحة في البحرين هي ورقة الطائفية التي تجيد السلطة لعبة استخدامها".

واعتبر قاسم أن من "أبشع هذه الأساليب دناءةً وإجراماً هو تمزيق الشعب الواحد، وزرع روح الكراهة بين أبنائه، وإثارة الأحقاد والريبة والبغضاء بين صفوفه، والإنتهاء به إلى حربٍ داخليةٍ طاحنة لا تلتفت إلى دينٍ ولا قيم ولا مصلحة وطن". وقال "أنتم اليوم ممتحنون أمام فتنةٍ يراد لكم أن تلجوا بابها الخطير، وتدخلوا نفقها المظلم الذي لا ينتهي إلا بنهايةٍ مآساوية".

وتمنى "على هذا الشعب الكريم بسنته وشيعته أن يبرهن على تفوقٍ في الذكاء والدين والنباهة والبصيرة وهو يتعرض لهذا الإختبار، وأن يسجل الفشل على كل محاولة تستهدف تفتيته، وإثارة الفتنة تلو الفتنة بين صفوفه، وتستثير أسباب الحرب الجاهلية المشؤمة قولاً وعملاً بين المواطنين وتؤجج الروح الطائفية".
من جهته، قال آل المحمود في خطبته غير المتوقعة "ندعو الملك، هداه الله، أن يكون إنسانا عادلا من أجل أن تستقر مملكته ويستقر حكمه". وأضاف "هذه أميركا قد خذلتكم..وهذه بريطانيا أيضا قد حكمت على مخربيهم في 3 أيام، ونحن شهور من تأجيل إلى تأجيل".


        الشيخ أحمد آل المحمود
وأوضح "إن هؤلاء القوم (المعارضة) لو ظفروا بك سيريقون دم آل خليفة أولا! ودم السنة ثانيا! فهذا دينهم" على حد تعبيره. وتابع موجهاً حديثه إلى عاهل المملكة "يا جلالة الملك: هل أقمت الليل كي تسأل الله أن يرفع عنك وعن مملكتك ما بها من ضر؟! هل أمرت أبناءك أيضا".

وتساءل آل المحمود "لم لا يتنازل الملك عن مليار أو مليارين من ثروته التي تغطي ما شاء الله! أو حتى رئيس الوزراء؟"، مضيفاً "الله يهديكم. أنفقوا كي تحافظوا على حكمكم". ومضى في السياق نفسه "الأموال التي وضعتموها في البنوك، في أميركا وأوروبا، لم لا تنفقونها على شعبكم؟ (...) لن تفيدكم إذا حجزت عليها أميركا".
وقال " الملك يأمر بزيادة 30 % لرواتب جميع موظفي الدولة ثم نفاجأ بأنها أصبحت 15 %، يا سبحان الله! كيف؟ لا أعلم" على حد تعبيره.

التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus